أتظن في ذات الحجال أواري

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أتظن في ذات الحجال أواري لـ علي أفندي الدرويش

اقتباس من قصيدة أتظن في ذات الحجال أواري لـ علي أفندي الدرويش

أتظن في ذات الحجال أواري

لا بل أداري عاذلي وأواري

أسماء أسما والرباب تعلُّلاً

أظهرتها عن واجب الأضمار

تفديك أجفانٌ نزحت دموعها

من نازحٍ عنه نأت أخباري

حيث المنى نقلي وغنَّى عاذلي

وشربت دمعي في رُبَا تذكاري

نظرت عيوني ماء حسنك نظرةً

أُخذَ الفؤاد بها مع التيار

ما ضرَّ عيني لو تمهل وردها

حتى حسبت عواقب الإصدار

عجباً يلام على هواك تقوّسي

وكذاك مرأى هالة الأقمار

يا من يغازي الطرف جند جماله

خالٌ وأهدابٌ وخطُّ عذار

ما لي أرى دمعي يغسِّل ناظراً

أضحى شهيد أولئك الكفار

وكأن مُضنَى لثمِ خدِّك في الهوى

متطلبٌ في الماء جذوة نار

فليهن خالك وهو قلبي فر في

فردوس خدك من جحيم أواري

جاورتُ نيراناً وجاور جنةً

شتان بين جواره وجواري

يا طلعة القمر المنير وقامة ال

غصن النضير ونزهة الأبصار

ونبي حسن لا يزال مهاجري

ألحاظه الوسنى من الأنصار

مثري جمال الخد سائلُ أدمعي

أضحى يلحُّ به على دينار

لم يبق من شخصي سوى دمعي ضنىً

أترى أسلتُ الجسمَ من أشفاري

وقدحت زند الوجد في كبدي وإن

أنكرت أنبأ مدمعي بشرار

والبدر أضحى بالغمام ملثماً

مُغمىً عليه لوجهك الزهار

والصبح يعرف بالندى وجهاً فتم

سَحُهُ مناديلٌ من الأشجار

ورأى الأقاحي عطر ثغرك فانثنى

متعجباً يثني على العطّار

بدر الهدى قطر الندى بحر الجدى

جالي الصدا مجلي العدى الفجار

يزهو على الأعصار عجباً عصرُهُ

وتتيه مصر به على الأمصار

وهو المحيط البحر في عرفانه

إن كان علم الغير كالأنهار

وازهرَّ أزهرُنا فصار كجنةٍ

مذ علمه أرواه بالأمطار

بالروح أوقات تمازج لفظه

مثل النسيم سرى مع الأسحار

دارت فضائله بدائرة الدنا

والبدر نوراً عمَّ بالأقطار

وجناح طير الصيت خفق بالقرى

وأعدَّ مصرَ له من الأوكار

وطيور شكري غردت مذ أثمرت

بغيوث ما أملى رُبا أفكاري

أفدي فقير العصر من أمثاله

لكن بمال الفضل ذو إيسار

لولا تقدم من مضى ما فاته

إبداع ما رسموه بالأسفار

ولقد يصول على العلوم بفهمه

فيذل منها كل ذي استكبار

طربت به أيامه فتراه مع

نىً دقَّ أبدته نُهَى الأدوار

فرحت به الأيام عند هلوله

فرح الورى بأهلة الإفطار

وزها بأخلاق تحلَّى جيدُها

بجواهر الحسنى وحسن وقار

يا فاضلاً أضحى يفاضل مجده

ما أنت من فرسان ذا المضمار

ما كلُّ أسمرَ في الفوارس عنترٌ

كلا ولا الأمويُّ كالكرّار

ناهيك تأليفٌ له في العلم قد

كشف الدجى منه بشمس نهار

ما لي أكذب من يماثل فضله

والهرُّ أشبه بالهزبر الضاري

يا مطمح الأبصار بل يا مطلب ال

أسرار بل يا وارث المختار

وخلاصة العلماء والبلغاء والظ

رفاء والصلحاء والأبرار

والصادق المأمون فيهم من له

في كل قول زند فعل واري

أشكو إليك عصابةً من ثقل أن

فسهم تسمَّى العبدُ بالفرّار

قومٌ عروا عما يزين وأُلبسوا

ثوباً يشين وعُمِّموا بالعار

من كل غمرٍ لو تبدّل جهلُه

علماً لأضحى عالم الأسرار

أو أن خفة عقله في روحه

قسماً لسار على النسيم الساري

أو مدَّعٍ بنيانَ بيت العلم لَ

كنَّ الأساس على شفير هاري

فتراه موسى السامريَّ ضلالةً

أو لا فعجلاً خار شرَّ خوار

جحدوا عقوداً قد نظمتُ جمانها

من غير برهان مع الإنكار

كم لي به من كل مبتَكرٍ خفا

معنىً عن الطائيِّ أو بشار

مع أنهم لو ناضلوني في مضا

مره كبوا دون التحاق غباري

خذها إليك أبا عليٍ روضة

ذكراك فيها أطيب الأثمار

من كل معنىً رق في ألفاظها

كسقيط طلٍّ راق بالأزهار

في كل بيت مجذب الأفكار لا

بل مطرب الأطيار والأوتار

أَرِياضُ لفظٍ والمعاني زهرُها

أم ذي سماءٌ زيِّنت بدراري

واغفر لناظم عقدها العبد الذي

عثرت به الأيام أيَّ عثار

لا زال فضلك في علاء سمائه

بدراً يلوح سناؤه للساري

شرح ومعاني كلمات قصيدة أتظن في ذات الحجال أواري

قصيدة أتظن في ذات الحجال أواري لـ علي أفندي الدرويش وعدد أبياتها ستة و خمسون.

عن علي أفندي الدرويش

علي أفندي الدرويش

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي