أتعبت سمعي بطول اللوم فاقتصر

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أتعبت سمعي بطول اللوم فاقتصر لـ ابن المقرب العيوني

اقتباس من قصيدة أتعبت سمعي بطول اللوم فاقتصر لـ ابن المقرب العيوني

أَتعَبتَ سَمعي بِطولِ اللَومِ فَاِقتَصِرِ

ماذا أَهَمَّكَ مِن نَومي وَمِن سَهَرِي

عَدِمتَ رُشدَكَ كَم نَومٍ عَلى ضَمَدٍ

قُل لي أَمِن حَجَرٍ صُوِّرتَ أَم بَشَرِ

يا جاثِماً لِسِهامِ الذُلِّ تَرشُقُهُ

ما أَنتَ إِلّا قَتيلُ العَجزِ وَالخَورِ

ثِب قائِماً وَاِركَبِ الأَخطارَ مُقتَحِماً

فَإِنَّما يَركَبُ الأَخطارَ ذُو الخَطَرِ

وَلا تَكُن مِثلَ ما قَد قالَ بَعضُهُمُ

غَيمٌ حَمى الشَمسَ لَم يُمطِر وَلَم يسِرِ

أَفي القَضِيَّةِ أَن أَبقى كَذا تَبَعاً

وَالقَومُ قَومي وَأَربابُ العُلى نَفَري

كَم ذا اِنتِظاريَ وَالأَنفاسُ في صَعَدٍ

وَالظُلمُ في مَدَدٍ وَالعُمرُ في قِصَرِ

عَلى حُسامي وَعَزمي لا عَدِمتُهُما

وِردي وَلَكِن عَلى رَبِّ العُلى صَدَري

وَكَيفَ أَرهَبُ مَوتاً أَو أَخافُ رَدىً

وَحامِلُ المَيتِ مَحمولٌ عَلى الأَثَرِ

وَلَستُ مِمَّن إِذا نابَتهُ نائِبَةٌ

أَحالَ عَجزاً وَإِشفاقاً عَلى القَدَرِ

يا ضَيعَةُ العُمرِ في قَومٍ تَخالُهُمُ

ناساً وَلا غَيرَ أَثوابٍ عَلى صُوَرِ

لَو أَنَّ ذا الحِلمِ قَيساً حَلَّ بَينَهُمُ

لَوَدَّ مِنهُم ذَهابَ السَمعِ وَالبَصَرِ

وَلَو يُعَمِّرُ نُوحٌ فيهمُ سَنَةً

لَقالَ يا رَبِّ هَذا غايَةُ العُمُرِ

فَآهِ مِنّي بِحَجّاجٍ يزُولُ بِهِ

ما كانَ مِن عُجَرٍ عِندي وَمِن بُجَرِ

أَدنِ النَجيبَةِ لِلتِرحالِ واِرخِ لَها

زِمامَها وَاِخلط الرَوحاتِ بِالبُكَرِ

وَخَطِّها الخَطَّ إِرقالاً وَأَولِ قِلىً

أَوالَ لا نادِماً وَاِهجُر قُرى هَجَرِ

أَماكِناً لَعِبَت أَهلُ الفَسادِ بِها

فَدَمَّرُوها بِلا فِكرٍ وَلا نَظَرِ

لَم يَبقَ في خَيرِها فَضلٌ وَلا سَعَةٌ

عَنِ العَدُوِّ لذي نَفعٍ وَلا ضَرَرِ

أَما وَلَولا اِبن عَبدِ اللَهِ لا كَذِبا

لاِستُهلِكَت بَينَ نابِ الشَرِّ وَالظَفُرِ

لَولا الهُمامُ اِبنُ عَبدِ اللَهِ لاِنقَلَبَت

حَصّاءَ نابٍ بِلا هُلبٍ وَلا وَبَرِ

لَكِنَّهُ لَم يَزَل يَجلو بِهِمَّتِهِ

عَنها غَياهِبَ مِن ذُلٍّ وَمِن قَتَرِ

كَم نارِ شَرٍّ عَلَت فيها فَأَخمَدَها

مِن بِعدِ أَن عَمَّتِ الآفاقَ بِالشَرَرِ

وَكَم أَخي ثَروَةٍ أَودى بِثَروَتِهِ

تَحامُلٌ مِن صُروفِ الدَهرِ وَالغِيَرِ

أَهدى إِلَيهِ الغِنى مِن غَيرِ مَسأَلَةٍ

كَذا يَكونُ فِعالُ السادَةِ الغُرَرِ

وَكَم مِن مَضيمٍ تَمَنّى مِن مَضامَتِهِ

مَوتاً يُؤَدّي إِلى الفِردَوسِ أَو سَقَرِ

أَغاثَهُ وَأَزالَ الضَيمَ عَنهُ فَما

يَخشى سِوى اللَه في بَدوٍ وَلا حَضَرِ

فَحَبَّبَ العَيشَ وَالدُنيا إِلَيهِ وَقَد

تَحلو الحَياةُ لِفَقدِ الخَوفِ وَالضَرَرِ

وَكَم غَشومٍ شَديدِ البَطشِ ذي جَنَفٍ

بِالكِبرِ مُشتَمِلٍ بِالتِّيهِ مُؤتَزِرِ

لا يَذكُرُ اللَهَ إِلّا عِندَ رابِيَةٍ

يَرقى وَعِندَ اِرتِجاسِ الرَعدِ وَالمَطَرِ

يَلقى الرِياحَ إِذا هَبَّت بِساحَتِهِ

مُجَرَّدَ السَيفِ مِن جَهلٍ وَمِن أَشَرِ

يَتلوهُ كُلُّ غَوِيٍّ حينَ تَندُبُهُ

أَجرى مِنَ السَيلِ بَل أَشرى مِنَ النَفَرِ

لا يَعرِفُ المَنعَ في شَيءٍ يُحاوِلُهُ

وَلا يُراجِعُ في عُرفٍ وَلا نُكرِ

قَد عَوَّدَتهُ ذوُو الأَمرِ النُزولَ عَلى

ما شاءَ عادَةَ مَقهورٍ لِمُقتَهِرِ

أَرادَ مِنهُ الَّذي قَد كانَ يَعهَدُهُ

مِنهُم فَصادَفَ أَلوى طامِحَ البَصَرِ

مُماحِكاً لِلعِدى عَقّادَ أَلوِيَةٍ

أَقضي وأَمضي مِنَ الصَمصامَةِ الذَكَرِ

فَعافَ مَن كانَ منَّتهُ مَطامِعُهُ

وَاِنقادَ بَعدَ طُموحِ الرَأسِ وَالصَعَرِ

لَو غَيرُهُ وُلِّيَ البَحرَينِ لاِنتُهِكَت

وَخبِّرَ القَومُ عَنها أَسوَأَ الخَبَرِ

فَقَد تَوَلَّت رِجالٌ أَمرَها وَسَعَت

فيها فَلَم تُبقِ مِن شَيءٍ وَلَم تَذَرِ

وَأَيُّ سائِسِ مُلكٍ وَاِبنُ سائِسَةٍ

وَأَيُّ عُدَّةِ أَملاكٍ وَمُدَّخَرِ

أَغَرُّ ينمِيهِ مِن شَيبانَ كُلُّ فَتىً

حامي الذِمارِ جَوادٍ ماجِدٍ زَمِرِ

سَمحٍ يَعُدُّ وَفُورَ المالِ مَنقَصَةً

عِندَ الكِرامِ إِذا ما العِرضُ لَم يَفِرِ

لَو لَم يَكُن لِبَني شَيبانَ مَنقَبَةٌ

إِلّا أَبوهُ لَطالَت كُلَّ مُفتَخِرِ

وَلَم يَمُت مَن صَفِيُّ الدِينِ وارِثهُ

إِنَّ الغُصونَ لَقَد تُنمى عَلى الشَجَرِ

جُودُ الأَكارِمِ إِخبارٌ وَجُودُهُما

شَيءٌ تَراهُ وَلَيسَ الخُبرُ كَالخَبَرِ

يَفديكَ يا ذا العلى وَالمَجدِ كُلُّ عَمٍ

عَنِ المَكارِمِ بادي العِيِّ والحَصَرِ

إِذا يُلِمُّ بِهِ خَطبٌ ذكَرتَ بِهِ

تِلكَ النَعامَةَ لَم تَحمِل وَلَم تَطِرِ

فإِنَّهُ وَالَّذي تَعنُو الوُجُوهُ لَهُ

لَولاكَ لَم يَبقَ لِلعَلياءِ مِن وَزَرِ

قالوا نُهَنِّيكَ بِالعيدِ الكَبيرِ فَقَد

وافى وَتَركُ الهَنا مِن أَعظَم الكبَرِ

وَهَل تهَنّا بِعيدٍ أَنتَ بَهجَتُهُ

لَولاكَ لَم يَحلُ في سَمعٍ وَلا بَصَرِ

بَقيتَ ظِلّاً عَلى كُلِّ الأَنامِ وَلا

زِلتَ المَؤَيَّدَ بِالإِقبالِ وَالظَفَرِ

وَلا خَلَت مِنكَ دُنيا أَنتَ زَهرَتُها

حَتّى يُقارَن بَينَ الشَمسِ وَالقَمَرِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة أتعبت سمعي بطول اللوم فاقتصر

قصيدة أتعبت سمعي بطول اللوم فاقتصر لـ ابن المقرب العيوني وعدد أبياتها واحد و خمسون.

عن ابن المقرب العيوني

علي بن المقرب من منصور بن المقرب بن الحسن بن عزيز بن ضبّار الربعي العيوني جمال الدين أبو عبد الله. شاعر مجيد، من بيت إمارة، نسبته إلى العيون (موضع بالبحرين) وهو من أهل الأحساء في السعودية، أضطهده أميرها أبو المنصور علي بن عبد الله بن علي وكان من أقاربه، فأخذ أمواله وسجنه مدة. ثم أفرج عنه فأقام على مضض، ورحل إلى العراق، فمكث في بغداد أشهراً، وعاد فنزل هجر ثم في القطيف، واستقر ثانية في الأحساء محاولاً استرداد أمواله وأملاكه ولم يفلح. وزار الموصل سنة 617هـ، للقاء الملك الأشرف ابن العادل، فلما وصلها كان الأشرف قد برحها لمحاربة الإفرنج في دمياط. واجتمع به في الموصل ياقوت الحموي، وروى عنه بيتين من شعره، وذكر أنه مدح بالموصل بدر الدين - لؤلؤاً - وغيره من الأعيان، ونفق فأرقدوه وأكرموه. وعاد بعد ذلك إلى البحرين فتوفي فيها أو ببلدة طيوي من عُمان.[١]

تعريف ابن المقرب العيوني في ويكيبيديا

علي بن المقرّب العيوني شاعر من أهل الأحساء، توفي عام 630 هـ (1232م)، وهو من أواخر من يعرف من الشعراء المختصّين بنظم الشعر الفصيح بين أهل الجزيرة العربية قبل العصر الحديث. يرجع بنسبه إلى العيونيين من عبد القيس، الذين حكموا الأحساء في تلك الفترة بعد انتزاعها من القرامطة. وهو شاعر الدولة العيونية، ويعتبر ديوانه والشروحات التي أرفقت به من أهم المصادر حول تاريخ تلك الدولة. وقد تم تحقيق ديوانه الشعري عدة مرات من قبل عدد من الباحثين منهم أحمد موسى الخطيب وحديثا تحقيق وشرح ديوان ابن المقرب من قبل ثلاثة باحثين (عبد الخالق الجنبي، وعبد الغني العرفات، وعلي البيك).[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي