أتعلمين يا ابنة الأعاجم

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أتعلمين يا ابنة الأعاجم لـ مهيار الديلمي

اقتباس من قصيدة أتعلمين يا ابنة الأعاجم لـ مهيار الديلمي

أتعلمينَ يا ابنةَ الأعاجمِ

كم لأخيكِ في الهوى من لائمِ

يهُبُّ يلحاه بوجهٍ طَلَقٍ

ينطِقُ عن قلبِ حسودٍ راغمِ

وهو مع المجد على سبيله

ماضٍ مضاءَ المشرفيّ الصارمِ

ممتثِلا ما سنَّه آباؤهُ

إن الشبولَ شَبَهُ الضراغمِ

من أيكةٍ مذ غرستَهْا فارسٌ

ما لان غمزا فرعُها لعاجمِ

لمن على الأرض وكانتْ غَيضَةً

أبنيةٌ لا تُبتغَى لهادمِ

مَن فَرَسَ الباطلَ بالحقِّ ومَنْ

أرغم للمظلوم أنفَ الظالمِ

إلاّ بنو ساسانَ أو جدودُهم

طِرْ بخَوافيهم وبالقوادمِ

أيُّهمُ أبكَى دَما فكلُّهم

يجِلُّ عن دموعيَ السواجمِ

كم جذَبتْ ذكراهُمُ من جَلَدي

جذب الفريق من فؤاد الهائمِ

لا غروَ والدنيا بهم طابت إذا

لم تحلُ يوما بعدَهم لطاعمِ

ما اختصَمَتْني فيهمُ قبيلةٌ

إلا وكنتُ غُصّةَ المخاصمِ

ولا نشرتُ في يدي فضلَهمُ

إلا نثرتُ ملءَ عِقدِ الناظمِ

إن يجحد الناسُ عُلاهم فبما

أنكرَ روضٌ نِعَمَ الغمائمِ

أو قُلِّدِ الصارمُ غيرَ ربّه

فليس غيرُ كفّه للقائمِ

أحقُّ بالأرض إذا أنصفتُمُ

عامرُها بشرف العزائمِ

يا ناحلي مجدِهمُ أنفسَهم

هُبُّوا فللأضغاثِ عينُ الحالمِ

شتان رَأسٌ يفخَرُ التاجُ به

وأرؤسٌ تفخَرُ بالعمائمِ

كم قصّرت سيوفهم عن جارهم

خُطَى الزمانِ قائما بقائمِ

ودفَعَتْ حُماتُهم عن نُوبٍ

عظائمٍ تُكشَفُ بالعظائمِ

وخَوَّلوا من نِعمةٍ واغتنموا

جُلَّ السماح عن يمين غارمِ

مناقبٌ تَفتُقُ ما رقَّعتمُ

من بأس عمرو وسماح حاتمِ

ما برِحتْ مظلمةً دنياكُمُ

حتى أضاء كوكبٌ في هاشمِ

بنتم به وكنتُمُ من قبله

سرًّا يموت في ضلوع كاتمِ

حللتُمُ بهَدْيِهِ ويُمنهِ

بعدَ الوِهاد في ذُرى العواصمِ

وعاد هل من مالكٍ مسامحٍ

تدعُون هل من مالكٍ مقاومِ

تخفُقُ راياتُكُمُ منصورةً

إذا ادرعتم باسمه في جاحمِ

عُمِّرَ منكم في أذى تفضَحكم

أخبارُه في سيرَ المَلاحمِ

بين قتيلٍ منكُمُ محاربٍ

يكفُرُ أو منافقٍ مسالمِ

ثم قضَى مسلَّما من ريبةٍ

فلم يكن من غدركم بسالمِ

نقضتمُ عهودَه في أهله

وحُلتُمُ عن سَنَنِ المَراسمِ

وقد شهِدتم مقتل ابن عمِّه

خيرِ مصلٍّ بعدَه وصائمِ

وما استحلَّ باغيا إمامُكُمُ

يزيدُ بالطَّفِّ من ابن فاطمِ

وها إلى اليوم الظبا خاضبةٌ

من دمه مَناسرَ القشاعمِ

والفُرسُ لما عَلِقوا بدينه

لم تنل العُروةَ كفُّ فاصمِ

فَمن إذاً أجدَرُ أن يملِكَها

موقوفةً على النعيم الدائمِ

لابدّ يوما أن تُقالَ عثرةٌ

من سابقٍ أو هفوةٌ من حازمِ

لو هبّت الريحُ نسيما أبدا

لم يُتَعوَّذ من أذَى السمائمِ

أو أمِنتْ حسناءُ طُولَ عمرها

عَيْناً لما احتاجتْ إلى التمائمِ

خذ ياحسودي بين جنبيك جوىً

يرمي إلى قلبك بالضرائمِ

واقنع فقد فتُّك غيرَ خاملٍ

بالصَّغْرِ أن تقرَع سنَّ نادمِ

لا زلت منحوسَ الجزاء قَلِقاً

بوادعٍ وسهِراً لنائمِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة أتعلمين يا ابنة الأعاجم

قصيدة أتعلمين يا ابنة الأعاجم لـ مهيار الديلمي وعدد أبياتها اثنان و أربعون.

عن مهيار الديلمي

مهيار بن مرزويه، أبو الحسن الديلمي. شاعر كبير في أسلوبه قوة وفي معانيه ابتكار، قال الحر العاملي: جمع مهيار بين فصاحة العرب ومعاني العجم، وقال الزبيدي: (الديلمي) شاعر زمانه فارسي الأصل من أهل بغداد، كان منزله فيها بدرب رباح، من الكرخ، وبها وفاته. ويرى (هوار) أنه ولد في الديلم (جنوب جيلان على بحر قزوين) وأنه استخدم في بغداد للترجمة عن الفارسية. وكان مجوسياً وأسلم سنة 494هـ على يد الشريف الرضي. وتشيع وغلا في تشيعه وسب بعض الصحابة في شعره، حتى قال له أبو القاسم ابن برهان: يا مهيار انتقلت من زاوية في النار إلى أخرى فيها.[١]

تعريف مهيار الديلمي في ويكيبيديا

أبو الحسن - أو أبوالحسين - مِهيَارُ بن مروزيه الديّلمِيُّ (توفي 428 هـ / 1037 م) كاتب وشاعر فارسي الأصل، من أهل بغداد. كان منزله في بغداد بدرب رباح من الكرخ. كان مجوسياً فأسلم، ويقال إن إسلامه سنة 384 هـ كان على يد الشريف الرضي أبي الحسن محمد الموسوي وهو شيخه، وعليه تخرج في نظم الشعر، وقد وازن كثيرا من قصائده، ويقول القمي: (كان من غلمانه). قال له أبو القاسم ابن برهان: «يا مهيار قد انتقلت بأسوبك في النار من زاوية إلى زاوية»، فقال: «وكيف ذاك؟» قال: «كنت مجوسيا فصرت تسب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في شعرك». ويرى هوار أنه وُلِدَ في الدَّيلم، في جنوب جيلان، على بحر قزوين، وأنه استخدم في بغداد للترجمة عن الفارسية. كان ينعته مترجموه بالكاتب، ولعله كان من كتاب الديوان. كان شاعرا جزل القول، مقدما على أهل وقته، وله ديوان شعر كبير يدخل في أربع مجلدات، وهو رقيق الحاشية طويل النفس في قصائده. ذكره الحافظ أبو بكر الخطيب في كتابه تاريخ بغداد وأثنى عليه وقال: «كنت أراه يحضر جامع المنصور في أيام الجمعات [يعني ببغداد] ويقرأ عليه ديوان شعره ولم يقدر لي أسمع منه شيئاً». قال الحر العاملي: جمع مهيار بين فصاحة العرب ومعاني العجم.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. مهيار الديلمي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي