أتعلم ما أهدى لي العلم الفرد

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أتعلم ما أهدى لي العلم الفرد لـ شرف الدين الحلي

اقتباس من قصيدة أتعلم ما أهدى لي العلم الفرد لـ شرف الدين الحلي

أتعلم ما أهدى لي العلم الفرد

سنى بارق بين الضلوع له وقد

تألق نجديّاً فبت أَشِيمُهُ

فأَذْكَرَنِي بالشّام من داره نجد

فلله صبّ لا تزال تروعه

نوازع أشواق تروح كما تغدو

يؤرقه برق يلوح وعبقة

تفوح وَوُرْقٌ فوق أوراقها تشدو

أيا ساكني ظلّ العقيق أعندكم

لِذِي غُلَّةٍ صادٍ إلى وصلكم ورد

هجرتم فهلاَّ طيفكم وصل السرى

إليَّ وهل لي والكرى بعدكم عهد

وريح صبا أهدى لقلبي هبوبها

لواعج يحدوها من الشوق ما يحدو

أتت بأريج من خُزَامى وحَنْوة

وعبر عن أنفاسها البان والرَّندُ

فبات أُصَيْحابِي نشاوى لذكرها

وسال بأعناق المطيّ لها القصد

كأنهمُ قد عاقروا بابلية

فأعناقهم مِيلٌ بها ليس ترتدّ

أصابت حمياها المقاتل منهم

فما لأكف القوم قبض ولا مدّ

وبات أقل القوم سكراً إذا انثنى

يباشر منه الكُور لَيْتَاهُ والخدّ

فما هوَّم الساري إلى أن بدا لنا

سنام الحمى النجديّ والعلم الفرد

وركب تعاطوا فوق أكوار عيسهم

كؤوس مُدَام دار في ضمنها شهد

طوت بهم ذات البُرَى شقة السُّرى

بعيد الكرى وَهْناً كما طويَ البرد

فلما سجى بحر الدجى قيد الوجى

خطى العيس حتى لا ذَمِيلٌ ولا وخد

أضر بهم عُدْمُ الكرام فأدلجوا

على غير قصد منهمُ والربى ربد

فقلت لهم والبيد غُيْرٌ فِجاجها

ولا كوكب يهدي ولا علم يبدو

هلموا فها نار القِرَى موسوية

بها في دجى الآمال يستوضح الوفد

فمالوا إلى حيث العطايا أمامها

مسارح ذود الحمد والعيشة الرغد

أناخوا رذايا من مطايا كأنها

حنايا يَرَاها في الهوى الغور والنجد

وحلُّوا بِمَلْكٍ عندما وصلوا السرى

إليه غدا للفقر من قصدهم ضد

بشاهر من السلطان موسى الذي سمت

معاليه قدراً أن يكون له ندّ

أمخترع المعروف دون معاشر

بحارهم في جنب نائله ثمد

علام الونى شمر فما تنكر الوغى

سَطَاك ولا هذي المُطَهَّمة الجرد

وضرج خدود البيض بالدم كلما

تحطم في صدر لخطيه قد

فما يرزخ البحرين عنك بعاصم

جيوش ضلال سوف يغرقها المدّ

إلام تمادٍ في الهوينى كأنما

لكم أو لهم عن خوض بحر الردى بدّ

كم النوم عن فرض الجهاد وخيلهم

على جيد دمياط كما انتظم العقد

ألاّ غضبة لله منكم يعينها

بنصر ففي أيديكمُ الحلّ والعقد

ولا تغضبوا للملك لكن لملّةٍ

هي اليوم شِلْوٌ قد أحاط به الأسد

فصولوا كما صالوا وخبّوا لذبهم

وسُدُّوا عن الدين الحنيف كما سَدُّوا

فلولاكمُ لم تنبت الخطّ ذابلاً

لحرب ولم تطبع صوارمها الهند

فأين عن الإسلام صدق جهادكم

وها هو ملقىً قد أضر به الجهد

فلا الصبح من وقع القواضب مشرق

ولا الليل من نقع السلاهب مسود

لمن تَدخروا السرد المضاعف والقنا

وجرد عتاق الخيل والمال والجند

أبو الفتح موسى ذُبَّ عن مهجة الهدى

بسيف اعتزام ليس ينبو له حد

أغيرك يجلو عنه دجنة كربة

إذا النصل لم يقطع فما ينفع الغمد

هو العزم فاستوطن به ذروة العلا

فلولا حميد السعي لم يحرز المجد

فسر في صناديد الملوك فحرهم

بأمر أمير المؤمنين لكم عبد

كأني برايات الإمام وسودها

عليها بياض النصر يقدمها السعد

فَرَوِّ غليل الدين منك بعزمة

على كبد الإسلام من حرها برد

وسيف إذا ما باشر الهام صدره

مضى ولوجه الأرض من وقعه خد

أمنتزعي من أسر دهر تلفتت

حوادثه نحوي وأعينها رمد

دعوتك للإسلام وهو لما به

وما برؤه إلا اعتزامك والجد

فدونكها عذراء خير مهورها

ظُبَاك المواضي والرماح له رفد

فإن قوافيَّ التي سُدَّ نهجها

وأعوزها من يُستماح له زند

فتقت براحات اللُّهَى لَهَوَاتِها

وتلك فُتُوق بينها يسلك الحمد

فدم وتهنَّ العيد فهو محرض

عزائمكم أضعاف ما حرض العبد

فإن كنت قد أغربت في القول محسناً

وإلا فلي حق النصيحة والجهد

شرح ومعاني كلمات قصيدة أتعلم ما أهدى لي العلم الفرد

قصيدة أتعلم ما أهدى لي العلم الفرد لـ شرف الدين الحلي وعدد أبياتها خمسون.

عن شرف الدين الحلي

أبو الوفاء راجح بن أبي القاسم إسماعيل الأسدي الحلي أبو الهيثم شرف الدين. شاعر من بني أسد ولد في مدينة الحلة في العراق. وقد رحل الشاعر إلى بغداد في خلافة الإمام الناصر لدين الله أبي العباس أحمد المستضيء بنور الله ولكنه لم يستقر كثيراً فرحل إلى الشام ومصر. وقد قضى جل حياته في ربوع الشام، ويظهر من شعره أنه شيعي وهذا ظاهر إذ أن كل أهل الحلة متشيعين. وشعر الحلي يشمل المدح في معظمه وله (ديوان كبير - خ) .[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي