أتعود بعد تصرم ونفاد

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أتعود بعد تصرم ونفاد لـ جميل صدقي الزهاوي

اقتباس من قصيدة أتعود بعد تصرم ونفاد لـ جميل صدقي الزهاوي

أَتعود بعد تصرم ونفادِ

أيام بغدادٍ إلى بغدادِ

أَيام بغداد الَّتي في مرها

كانَت عوادى الدهر غير عوادي

اذ ليس بغداد كما تلفى ولا

حكام بغدادٍ ذوي اِستبداد

كانَت محطاً للعلوم وأهلها

وَقرارةً للمجد والأمجاد

اليَوم هاتيك العلوم جميعها

مدفونة بمقابر الأجداد

قد عاشَ دهراً في نعيم أَهلها

فإذا النَعيم وأَهلها لنفاد

أَيام مدَّ الأمن وارفَ ظله

فيها فكانَت جنة المرتاد

أَيام بغداد تضيء جميلة

فَتَلوح مثل الكوكب الوقاد

أيعاد ما فد مر من عُمرانها

أم ذلك العمران غير معاد

لا ترجع الرغبات نحو عِراصها

أو ترجعَ الأرواح للأجساد

فتقوم فيها بالسداد حكومة

وتزول عنها دولة الأوغاد

جاسوا المنازل مفسدين وأوقدوا

نارَ الإساءَة أيما إيقاد

إني أظنك لا ترى بمكانها

من بعد بضع سنين غير رماد

فهناك أَهل يجهلون حقوقهم

وَحكومة تعتو ودهر عادي

هم أَيدوا الحكام في تدميرها

فكأَنهم لَو يخجلون أَعادي

لجأت إليهم حين عزَّ نصيرها

ولقد يجاء إلى ذوي الأحقاد

قضت الفظاظة في طبائع أهلها

أن لا يكون فؤَادُهم كفؤادي

قد زال عن بغداد كل حلاوة

لكن كذاك لها قديم ودادي

فلها مع الجَنفَ الذي ألقى بها

ودٌّ بقلبي نال من أجلادي

بغداد تطلب ذِلتي وأُعزها

فانظر لبعد البون في الأضداد

وتريد موتي إذا أريد حياتها

شتان بين مرادها ومرادي

أَمدينةَ الإسلام يا دار السلا

م لمن أقام وكعبة القصاد

أني بكيتك بالدموع لأنها

مما تخفف حرقة الأكباد

ونظمت مرثية تخذت لها ذرى ال

مستنصرية موضع الإنشاد

إذ نهر دجلة أنت تجري ههنا

دهراً فتخرق جانبي بغداد

أَرأيت بغداداً كذا فيما مضى

بلداً عليهِ الذل حولك باد

بلد بهِ قدم التعسف راسخ

والجور فيهِ ثابت الأوتاد

بلد بهِ سوق الجهالة نافق

والعلم فيهِ متاعه لكساد

بلد تمسك أهلها من جهلهم

بعرى الضلال فما لهم من هاد

وانقاد للظلم الصريح ولم يكن

فيما مضى للظلم بالمنقاد

وقد استغاث بهم فلم يتحننوا

فكأن قلب القوم بعض جماد

وأراد بعض أولى الدراية منهم

نيل الرشاد ولات حين رشاد

ليس النجاة لأمة من أَسرها

مِمّا يتم بهمة الأفراد

يا نهر دجلة أن من حقي البكا

حتى أموت على ضياع بلادي

يا نهر دجلة أن عيني ماؤها

نزرٌ فليس يبيح نار فؤادي

يا نهر دجلة فاجر أنت مكانه

واسق المعاهد من ربي ووهاد

يا نهر دجلة أنت تقنى قوةً

إذ كنت منحدراً من الأطواد

يا نهر دجلة إنني لمؤمل

أن لا تضن عليَّ بالإسعاد

يا نهر دجلة أين بغداد التي

كانت لأهل الفضل أكبر ناد

لم حولك الأرض الوسيعة أقفرت

والماء منك هناك غير ثماد

يا نهر دجلة ما لبغداد غدت

بلداً لكل شناعة وفساد

لهفي على بغداد كيف تأخرت

في العلم بعد تقدم متمادي

لبس النهار بها على رغم المنى

بعد الليالي البيض لون سواد

وقد التقت فيها الجهالة والردى

فكأَنَّما كانا على ميعاد

نظرت إلى الأحرار من أَبنائها

نظر المريض بأوجه العوَّاد

كانت لعمري قبلُ مدرسة لمن

يبغي العلوم كثيرة الروّاد

كانت ملاذاً للطريد ومرجعاً

للمستفيد ومورداً للصادي

فد ان يا بغداد أن تبكي على

موت الذين لهم عليك أيادي

قد آن إذ نزلوا بأفنية الردى

أن تلبسي بغداد ثوب حداد

شرح ومعاني كلمات قصيدة أتعود بعد تصرم ونفاد

قصيدة أتعود بعد تصرم ونفاد لـ جميل صدقي الزهاوي وعدد أبياتها تسعة و أربعون.

عن جميل صدقي الزهاوي

جميل صدقي بن محمد فيضي بن الملا أحمد بابان الزهاوي. شاعر، نحى منحى الفلاسفة، من طلائع نهضة الأدب العربي في العصر الحديث، مولده ووفاته ببغداد، كان أبوه مفتياً، وبيته بيت علم ووجاهة في العراق، كردي الأصل، أجداده البابان أمراء السليمانية (شرقي كركوك) ونسبة الزهاوي إلى (زهاو) كانت إمارة مستقلة وهي اليوم من أعمال إيران، وجدته أم أبيه منها. وأول من نسب إليها من أسرته والده محمد فيضي. نظم الشعر بالعربية والفارسية في حداثته. وتقلب في مناصب مختلفة فكان من أعضاء مجلس المعارف ببغداد، ثم من أعضاء محكمة الاستئناف، ثم أستاذاً للفلسفة الإسلامية في (المدرسة الملكية) بالآستانة، وأستاذاً للآداب العربية في دار الفنون بها، فأستاذاً في مدرسة الحقوق ببغداد، فنائباً عن المنتفق في مجلس النواب العثماني، ثم نائباً عن بغداد، فرئيساً للجنة تعريب القوانين في بغداد، ثم من أعضاء مجلس الأعيان العراقي، إلى أن توفي. كتب عن نفسه: كنت في صباي أسمى (المجنون) لحركاتي غير المألوفة، وفي شبابي (الطائش) لنزعتي إلى الطرب، وفي كهولي (الجرىء) لمقاومتي الاستبداد، وفي شيخوختي (الزنديق) لمجاهرتي بآرائي الفلسفية، له مقالات في كبريات المجلات العربية. وله: (الكائنات -ط) في الفلسفة، و (الجاذبية وتعليها -ط) ، و (المجمل مما أرى-ط) ، و (أشراك الداما-خ) ، و (الدفع العام والظواهر الطبيعية والفلكية-ط) صغير، نشر تباعاً في مجلة المقتطف، و (رباعيات الخيام-ط) ترجمها شعراً ونثراً عن الفارسية. وشعره كثير يناهز عشرة آلاف بيت، منه (ديوان الزهاوي-ط) ، و (الكلم المنظوم-ط) ، و (الشذرات-ط) ، و (نزغات الشيطان-خ) وفيه شطحاتة الشعرية، و (رباعيات الزهاوي -ط) ، و (اللباب -ط) ، و (أوشال -ط) .[١]

تعريف جميل صدقي الزهاوي في ويكيبيديا

جميل صدقي بن محمد فيضي ابن الملا أحمد بابان الزهاوي (1279 هـ - 1354 هـ / 1863 - 1936 م): شاعر، من طلائع نهضة الأدب العربي في العصر الحاضر، وهو علم من أعلام الشعر العربي الحديث، ورائد من روّاد التفكير العلمي والنهج الفلسفي. مولده ووفاته ببغداد، كان أبوه مفتيها. وبيته بيت علم ووجاهة في العراق. كردي الأصل، أجداده البابانيون أمراء السليمانية، ونسبة الزهاوي إلى (زهاو) كانت إمارة مستقلة وهي اليوم من أعمال إيران، وجدته أم أبيه منها. وأول من نسب إليها من أسرته والده محمد فيضي الزهاوي.تلقى العلم على يدي أبيه مفتي بغداد، وفي مدرسته التي عُرفت بما تدرسه من العلوم الشرعية الإسلامية والأدب العربي. نظم الشعر بالعربية والفارسية في حداثته. وتقلب في مناصب مختلفة فكان من أعضاء مجلس المعارف ببغداد، ثم من أعضاء محكمة الاستئناف، ثم أستاذا للفلسفة الإسلامية في (المدرسة الملكية) بالآستانة، وأستاذا للآداب العربية في دار الفنون بها، فأستاذا للمجلة في مدرسة الحقوق ببغداد، فنائبا عن المنتفق في مجلس النواب العثماني، ثم نائبا عن بغداد، فرئيسا للجنة تعريب القوانين في بغداد، ثم من أعضاء مجلس الأعيان العراقي، إلى أن توفي.

[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي