أتنام عينك والعيون سهاد

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أتنام عينك والعيون سهاد لـ أحمد محرم

اقتباس من قصيدة أتنام عينك والعيون سهاد لـ أحمد محرم

أَتنامُ عَينُكَ والعُيونُ سُهادُ

ويقَرُّ جنبُكَ والجُنوبُ قَتادُ

قُمْ للدّفاعِ فما لقومكَ مُنْصِفٌ

يُرجَى ليومِ ظَلامةٍ ويُرادُ

الحقُّ بعدك مأتمٌ يُطوَى به

عِلمُ الشرّيعةِ والقضاءُ حِدادُ

والعدلُ سارٍ لا يُضيءُ سبيلَه

نورٌ ولا ينجابُ عنه سوادُ

وَمِنَ المدارهِ للقُضاةِ إذا التَوَتْ

سُبلُ الظنونِ بهم هُدىً ورشادُ

ضجّت لمصرعك الكنانةُ ضجّةً

كادت تميد لهولها الأطوادُ

لمّا نُعِيتَ إلى الممالكِ أَجفلتْ

أمُّ القُرى وتفزّعتْ بغدادُ

حملوا على الأعوادِ منك بقيّةً

خَشعتْ لفرطِ جلالها الأعوادُ

ومضوا بعهدٍ للمُروءة صالحٍ

ألوَى بِنَضرتهِ بِلىً ونفادُ

فإذا العَتادُ الضَّخمُ لوعةُ جازعٍ

وإذا الذَّخيرةُ حُفرةٌ ورَمادُ

مَن للبريءِ إذا تَوثَّبَ ظالمٌ

يبغي الفريسةَ وانبرَى يرتادُ

وطغَى على الوادي فأصبحتِ الرُّبَى

وكأنَّها تحت العُبابِ وِهادُ

مَن يدفعِ الطُّوفانَ لا يعتاقُه

سُورٌ ولا يُعْدَى عليه مَصادُ

مَن للبلادِ إذا الخطوبُ تألّبتْ

وتفرّقتْ من حولها الأجنادُ

وأبى الحماةُ فما يُصانُ لها حِمىً

تحت العَجاجِ ولا يُصابُ عَتادُ

أين الكتائبُ في البلادِ مُغيرةً

ما للفتوحِ وما لهنَّ عِدادُ

ولِمَن نُفوسٌ رِيعَ من صَعَقاتها

عِزريلُ مُنطلقاً بها ينطادُ

بكر التِّجارُ بها فما سطع الضُّحى

حتّى اشتراها منهمُ الجلّادُ

كسدت على أيدي الدُّعاةِ وما بها

لولا مُساومةُ الدُّعاةِ كسادُ

لم أدرِ أهْيَ بِضاعةٌ مجلوبةٌ

أم أمّةٌ محروبةٌ وبلادُ

داءُ الممالكِ أن تُصابَ بقادةٍ

تُزْجَى على حُكم الهوى وتُقادُ

انظُرْ إلى عُقبى الأمور وما جَنى

قومٌ سياستُهم أذىً وفسادُ

وسَلِ الكنانةَ هل قَنعتِ بما ارتضَى

بعد الإِباءِ حُماتُكِ الزُّهّادُ

حُرّيَةُ الدُّستورِ رَوَّعَ سربَها

عَسَفٌ وأرهق حزبَها استعبادُ

لا يهتفُ الدّاعِي بحقّ بلادهِ

إلا طغى صَلَفٌ ولجَّ عِنادُ

وكأنّما السّودانُ في أسماعهم

خَطبٌ تذوبُ لذكرِه الأكبادُ

أخذوا الحديثَ فزخرفوه وعندهم

أنّ الحديثَ مضَى فليس يُعادُ

النّيلُ مُشتركُ المرافقِ بيننا

والقومُ لا شَططٌ ولا استبدادُ

نحن الضّعافُ فهل تَورّعَ غالبٌ

وَانْقادَ للعاني الضَّعيفِ مُراد

ملكوا بني الدنيا فلولا عَدْلُهم

ذهبوا كما ذَهبتْ ثمودُ وعادُ

لا يطمعِ المغرورُ ما لِثوائهم

أَجَلٌ ولا لجلائهم ميعادُ

تلك الوُصاةُ فهل لمن يَبغي الهُدَى

في مِصرَ سَمْعٌ صادقٌ وفُؤادُ

من لي بأحمدَ في العظائمِ مُقدِماً

يَرِدُ الغِمارَ تعافُها الوُرّادُ

هل كان إلا للكِنانةِ نجدةً

إن صيحَ أين حماتُها الأنجادُ

شيخُ النيابةِ حال بينهما الأُلى

دَسُّوا الدَّسائِسَ للرّجالِ وكادوا

عقدوا العُهودَ عُرىً كواذِبُها الأَذى

وحِبالُها الأضغانُ والأحقادُ

جُرْحٌ بأحشاءِ الكِنانةِ ما له

أبداً سِوَى كَفَنِ الجَريحِ ضِمادُ

صَدَق المُخادِعُ ما لأحمدَ في الأُلى

أخذوا الأرائكَ خِلْسَةً أندادُ

لولا حميّتُه لكان محَلُّهُ

فيهم محلَّ اللَّيْثِ حيثُ يُصادُ

أرأريتَ إذ تُلقَى السُّيوفُ بواتراً

عند اللقاءِ وتُحمَلُ الأغمادُ

وشَهِدتَ حين جَرى القَضاءُ فأصبحت

تُقْصَى الكُماةُ عن الوغَى وتُذادُ

إنّ الذي زرعَ الإِباءَ لقومهِ

أودى به قبل الأوانِ حَصادُ

أَوَ كلّما نَبتَ الصّلاحُ بأرضِنا

نَبتتْ مَناجلُ للفسادِ حِدادُ

قُلْ للأُلى وَضعوا السِّلاحَ تأهَّبوا

إنّ الرِّجالَ تأهُّبٌ فجهادُ

لستُم كمن جَدَّ الرُّماةُ فأعرضوا

ومضى الكُماةُ مُغامرِين فحادوا

النّيلُ ينظرُ أين قَادَتُه الأُلى

مَنعوا الحِمَى أَتفرَّقوا أم بادوا

أَمْسَى كأن لم يمنعوهُ ولم يكن

ضَرْبٌ وطَعْنٌ صادقٌ وجِلادُ

لما استقلَّ أولو الحِفاظِ فغُيِّبوا

نُكِبَ العَرينُ وريعتِ الآسادُ

وتُنوزِعَ الوادي فذَلَّ قطينُه

واعتزَّ فيه الغاصِبونَ وسادوا

يلهو المُصفَّدُ بالقُيودِ وقد بَكَتْ

منه القُيودُ وضجّتِ الأصفادُ

تلك البليَّةُ أو يكونَ لقومِنا

بعد الغَوايةِ مرجعٌ ومَعادُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة أتنام عينك والعيون سهاد

قصيدة أتنام عينك والعيون سهاد لـ أحمد محرم وعدد أبياتها واحد و خمسون.

عن أحمد محرم

أحمد محرم بن حسن بن عبد الله. شاعر مصري، حسن الوصف، نقيّ الديباجة، تركي الأصل أو شركسيّ. ولد في إبيا الحمراء، من قرى الدلنجات بمصر، في شهر محرّم فسمي أحمد محرّم. وتلقى مبادئ العلوم، وتثقف على يد أحد الأزهريين، وسكن دمنهور بعد وفاة والده، فعاش يتكسب بالنشر والكتابة ومثالاً لحظ الأديب النكد كما يقول أحد عارفيه. وحفلت أيامه بأحداث السياسة والأحزاب، فانفرد برأيه مستقلاً من كل حزب إلا أن هواه كان مع الحزب الوطني ولم يكن من أعضائه. توفي ودفن في دمنهور.[١]

تعريف أحمد محرم في ويكيبيديا

أحمد محرم شاعر مصري من أصول شركسية اسمه الكامل أحمد محرّم بن حسن بن عبد الله الشركسي، من شعراء القومية والإسلام وكانت محور شعره كله، ولا سيما وأنه كان من دعاة الجامعة الإسلامية وعودة الخلافة العثمانية التي دعا إليها محمد عبده وجمال الدين الأفغاني في عصره. ولد في قرية إبيا الحمراء التابعة لمحافظة البحيرة بمصر عام 1877 م. قرأ السيرة النبوية والتاريخ، وحفظ الحديث الشريف والشعر، وطالع النصوص الأدبية السائدة. وكان لتلك النشأة أثرها في حياة وشعر أحمد محرم الذي ظل في دمنهور عاصمة محافظة البحيرة فلم يغادرها إلى القاهرة. عاصر ثورة 1919 م. كما عاصر دنشواي ومصطفى كامل وسعد زغلول وتأثر بهم في شعره الوطني. وكان يعقد بقهوة المسيري بدمنهور ندوته الشعرية كل ليلة. حيث كان يرتادها مفكرو وشعراء البحيرة والإسكندرية لأته كان شاعرا حرا ملتزما. ويعد أحمد محرم من شعراء مدرسة البعث والإحياء في الشعر العربي والتي كان من دعاتها محمود سامي البارودي وأحمد شوقي وحافظ إبراهيم وأحمد نسيم حيث جددوا الصياغة الشعرية بعد تدهورها في العصر العثماني. كان من دعاة الإصلاح الاجتماعي والوحدة الوطنية ولاسيما بعد مقتل بطرس غالي رئيس وزراء مصر. فنراه يقول داعيا للتسامح والمحبة بين المصريين:[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. أحمد محرم - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي