أجبت تذير الشيب حين دعاني

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أجبت تذير الشيب حين دعاني لـ الصاحب شرف الدين الأنصاري

اقتباس من قصيدة أجبت تذير الشيب حين دعاني لـ الصاحب شرف الدين الأنصاري

أَجَبْتُ تَذيرَ الشَّيبِ حِينَ دَعَاني

وجاذَبْتُ أَطْرابَ الشَّبابِ عِناني

وأَقْلَعْتُ عن لَهْوِ الغَرامِ ولو بَدَا

مَشيبي ولم أَجْفُ الحبيبَ جَفاني

أَبَعْدَ إعْتياضِ السُّودِ بالبيضِ صَبْوَةٌ

وهُنَّ الغَواني كاْسمِهِنَّ غَوانِ

ولم تَبْسُطِ العِشرونَ عَذْري فكيف بي

ولي بَعْدَها تسعٌ ودونَ ثَمانِ

فيا صاحِبَيْ حَضّي على الغَيِّ أَمْسِكاً

فَحَسْبيَ ما أَسْلَفْتُهُ وكَفاني

ويا ناصِحِيَّ الْمستجابينَ طاعةً

وسَمْعاً فإِنَّ الرَّأْيَ ما تَرَيانِ

وظَبْيٍ كحيلِ الطَّرفِ غيرِ مُكحَّلٍ

تَنَاهَيْتُ في هِجْرانِهِ فنَهاني

وقُلْتُ لهُ أَنْتَ المُرادُ لُمبْتَغي

ودادٍ ولكن غيرُ شأْنِكَ شاني

فجاوَزَ عنِّي راحَهُ ورُضابهُ

أُناساً ولو أَنِّي شَرْبتُ سَقاني

كَفَفْتُ يَدي عن وَصْلِهِ ولطالما

عَمَدْتُ ومالي بالصُّدودِ يَدانِ

وكم سامَ مِنِّي مُهْجَتي فأَطَعْتُهُ

وكم سُمْتُ قَلْبي تَرْكَهُ فعَصاني

إِلى أَنْ أَلانَ الشَّيبَ مِنْ تَرفِ الصِّبا

فَقَرَّ على الأَرْضِ الوَقارِ جِراني

عَفَفْتُ فلا وَصْلُ الدُّمَى يَسْتَفِزُّني

ولا صِلةٌ تعتادُني لِهَوانِ

ولولا حِباءُ ابْنِ المُعِزِّ وحُبُّهُ

لَمَا فاهَ يَوماً بالْقَريضِ لِساني

فَتَىً خَبَّروني عن سِواهُ فَضائلاً

فأَقْسَمْتُ ما أَخْبارُهمْ كعِياني

وإِنْ أَكْسُهُ ما ليس يَبْلَي جَديدُهُ

فكمْ حُلَّةٍ أَبْلَيْتُها فكَساني

وكم ساءَني صَرْفُ الزَّمانِ فَسَرَّني

وكمْ راعَني كَيْدُ العِدا فَرَعاني

وأَنْصَفَني مِنْ جَوْرِ دَهْري فَرَدَّني

أَراهُ بعَيْنِ القَهْرِ وهُوَ يَراني

مَليكٌ كريمٌ فاقَ أَهْلَ زمانِهِ

بأَنْعُمِهِ بل أَهْلَ كلِّ زَمانِ

وأَرْوَعَ نَظّامٍ لكلِّ قصيدةٍ

يَخِفُّ لإِطرابٍ لها الثَّقَلانِ

تَناهَتْ بِها الأَلفاظُ لُطْفاً ورِقَّةً

إِلى أَنْ حَسِبْنا أَنَّهُنَّ مَعانِ

أَخْو عَزْمةٍ تَبْني الفَخارَ وهِمَّةٍ

تُهدِّمُ رُكْنَيْ يَذْبُلِ وأَبَانِ

يُضيءُ خَفيَّاتِ المَقاتِلِ في العِدا

بخَيْرِ سَناً مِنْ صارمٍ وسِنانِ

عَنَا لكَ مجدَ الدِّينِ كلُّ مُتَوَّجٍ

يُباعِدُ في حُبِّ العُلا ويُداني

فَضَلْتَهُمُ جدّاً برأَيٍ ورايةٍ

لأَبْلَجَ لا وانٍ ولا مُتَوانِ

كَمُلْتَ فأَكَمَلْتَ الفَوائدَ لِلْوَرَى

نَوالاً وإِرْشاداً لكلِّ جَنانِ

فرغَّبْتَ في الإِنعامِ كلَّ مُبَخَّلٍ

وزَهَّدْتَ في الإِحجامِ كلِّ جَبانِ

فلا زالتِ النُّعْمى عليكَ التي بِها

لَنا كلَّ أَوقاتِ الزِّمانِ تَهاني

ولا زِلْتَ مشكورَ الفَعالِ ولا يَزلْ

عَدوُّكَ مَذْموماً بِكُلِّ لِسانِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة أجبت تذير الشيب حين دعاني

قصيدة أجبت تذير الشيب حين دعاني لـ الصاحب شرف الدين الأنصاري وعدد أبياتها تسعة و عشرون.

عن الصاحب شرف الدين الأنصاري

الصاحب شرف الدين الأنصاري

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي