أجدك هل قبل القيامة ملتقى
أبيات قصيدة أجدك هل قبل القيامة ملتقى لـ رضا الهندي

أجدَّك هل قبل القيامة ملتقى
فقد هام في فقدانك العلم والتقى
وأرَّقت جفن الدين حزناً لكافل
له كان يولي الليل جفناً مؤرقا
وأذويت أعواد المنابر بعدما
بعلمك منها اليابس اخضَّر مورقا
وكاد من الأشواق يحمرُّ دمعه
لفقدك محراب له كنت شيِّقا
وخوف لقاء الله كم قمت باكياً
حزيناً فهذا اليوم بشراك باللقا
وأنفقت غالي العمر في الله فارتبح
بأضعاف ما قد كنت في الله منفقا
سكنت ببطن الأرض أوسع منزل
فعاد الفضاء الرحب بعدك ضيّقا
وجددت بالأكفان أثواب سندس
ولكن ثوب الصبر بعدك أخلقا
وأبدلت أزواجاً من الحور كنَّساً
بدنيا لها من قبل كنت مطلقا
وصبح الهدى قد عاد بعدك مظلماً
وبطن الثرى من نور وجهك مشرقا
عذرت الردى حيث انتقاك وما ارتضى
سواك فأنت الدر والدر ينتقى
لعمرك ما أدري وأنت فقيدنا
بمن أتسلى أو أقول لك البقا
خلقت من التقوى فهل عنك سلوة
لنا بالذي يبدي التقى متخلقا
سأبكيك ما أبقى لي الحزن ناظراً
وأرثيك لو أبقى لي الخطب منطقا
وأبكي جبيناً بالسجود معفَّراً
ولكنه أبهى من البدر رونقا
وأبكي لساناً بالصواب مقيداً
ولكنه أجرى من السيل مطلقا
مضيت سليم القلب ما فيك مغمز
سوى كثرة الإسراف في العلم والتقى
مضيت عديم المثل قد حزت غاية
يطأطىء عن إدراكها الوهم مطرقا
مضيت كريم النفس فرداً مجمعا
من المجد ما في الناس كان مفرَّقا
مضيت مقيم الذكر والمسك طبعه
إذا ما مضى أبقى النسيم معبقا
ونار الأسى لولا الأسى بمحمد
لأضرم ذاكيها القلوب وأحرقا
كريم الى طه انتمى وهو جده
فشابهه خَلقاً وخُلقاً ومنطقا
فتى كأبيه لا يزال وجده
إلى الخير مهدياً وفيه موفقا
إلى أن نرى إرشاده لشرايع
بها يغتدي علاّمةً ومحققا
فإنّا نرى بالجد والسعي يرتقي
إلى موضع الفرزان ما كان بيدقا
الست ترى فرع النبيّ محمدا
الى ذروة الآباء في جدّه ارتقى
سحاب أغاث المعتفين بوبله
فدام علينا برقه متألقا
طمى بحره بالعلم يمتد مزبداً
كما غيثه بالجود ينهلُّ مغدقا
له قدم أرست على ذروة العلا
وداست من العلياء هاماً ومفرقا
له راحة فيها لنا أي راحة
غدا كل جيد في نداها مطوقا
فدام لنا حصناً وكهفاً وجُنّةً
له يُلتَجَا من كل خطب ويُتقى
وأحدق ريحان الجنان وروحها
بمثوى به الإيمان والعلم أحدقا
شرح ومعاني كلمات قصيدة أجدك هل قبل القيامة ملتقى
قصيدة أجدك هل قبل القيامة ملتقى لـ رضا الهندي وعدد أبياتها اثنان و ثلاثون.