أجد إذا عاتبته وهو يمزح
أبيات قصيدة أجد إذا عاتبته وهو يمزح لـ جعفر الحلي النجفي

أَجدّ إِذا عاتبته وَهُوَ يَمزح
وَأَحزن إِن وَدعته وَهُوَ يَفرَح
وَما تَستَوي العَينان عَين قَريرة
وَعَين كَشؤبوب السَحابة تَدلح
أُناجي الثُرَيا وَهُوَ فيها مقرط
وَأرعى الدراري وَهُوَ فيها موشح
مضرّج ما تَحت اللثام كَأَنَّما
عَلَيهِ دَم العاني يُراق وَيسفح
بخيل بِما دُون السَلام وَلَو أَرى
لَهُ فَوق رُوحي مَرضياً كُنتُ أَسمَح
أَلا في سَبيل الحُب قَتلي بِالَّذي
أَكني بِهِ طُوراً وَطُوراً أصرح
مَليك جَمال إِن مَشى أَحدقت بِهِ
جُنود بِها يَغزو القُلوب وَيَفتح
خُذوا حذركم مِن لَحظِهِ وَقَوامه
إِذا هُوَ يَرنو أَو غَدا يَترنح
فَما هُوَ إِن هَزّ الرديني يَرعوي
وَلا هُوَ إِن سلَّ الصَفيحة يَصفح
سَقى اللَه واديهِ وَإِن حكمت بِهِ
عَلى أَسد خفّان جآذرُ سُنَّح
ولوع بِتضييق اللثام كَأَنَّهُ
عَلى خَدّه يَخشى مِن اللَمح يَجرح
إِذا قَدّه المَمشوق أَم غُصن بانة
عَلَيها حَمام الحلي يَشدو وَيَصدح
وَذا خَدّه الوَردي أَم جلنارة
بِكف الصبا أَكمامها تَتَفَتح
سَأَلت عَن الخصر النِطاق فَقال لي
لَقَد أَثكلتنيه رَوادف رجح
رَأى الحجل صَوم الصَمت فَرضا فشنَّع ال
وشاح عَلَيهِ وَهوَ بِالشَتم يفصح
وَكَم عَثرات للحجول خَفية
ذَوائبه باتَت لَها تَتَصفح
إِذا ما شَكَوت الحُب أَبصَرت خَده
وَظل الحَيا مِن وَردِهِ يترشح
وَيَمسح في كَميه وَرداً وَلؤلؤاً
وَكمي لمرجان المَدامع يَمسح
تَعجب رائي شخصه وَهُوَ سابح
بِلجة دَمع مِن عُيوني تَطفح
يَقول عَهدنا البَدر يَسبح بِالسَما
فَما بالهُ قَد صارَ بِالأَرض يَسبَح
فَقُلت هَما بَدران في الأَرض وَالسَما
وَلَكنَّ بَدر الأَرض أَبهى وَأَصبح
يذكرنا صنع الآله فكلنا
نَهلل إِذ يَبدو لَنا وَنسبح
فَيا غُصن النادي مَتى ليَ تَنثني
وَيا جؤذر الوادي متى لي تسنح
أبالعدل أن تمسي وَقَلبك وادع
وَقَلبي يكدّ الفكر فيكَ وَيَكدح
فَلَيتك قاسيت الغَرام وَناره
لتعرف نيران الهَوى كَيفَ تلفح
بكل فؤاد مِن هَواك عَلاقة
فَلم يَبق مِن لاح بحبك ينصح
تمرُّ بواديك النَسائم غَضة
وَفي نَفحها أَرواحنا تتروَّح
بِأَنفاسِها يشفى السَليم كَأَنَّما
بِها نَفس من باقر العلم ينفح
فيا سَيد الدُنيا الَّذي بِفَنائه
أَريحت مَراسيل الرجا وَهِيَ طلَّح
ببرئك أَم عيد الإمامة نَفرح
نعم بكلا العيدين للأنس مَسرَح
وَماالعيد إِلاّ أَن نَراكَ بصحة
فَنمسي بِخَير مِن نَداك وَنُصبح
فَما بَرحت كَفّاك تَنضح بِالنَدى
وَكُل إِناء بالَّذي فيهِ يَنضح
إِذا ما شَكَوت اعتلّ كُل مكون
وَيصلح هذا الدَهر إِن أَنتَ تَصلح
لِأَنك غَيث وَالأَنام نَباته
وَإِن غَبَّ غَيث فَالنَبات يصوح
عَفى اللَه عَنّا إِذا شَفيت بِصفحه
وَلا زالَ رَب العَرش يَعفو وَيصفح
لِغَيرك ذاكَ الداء يا خيرة الوَرى
وَلِلنَذل ذياك السقام المبرح
ببرئك سَعد المَجد عاد لبرجه
وَقَد كادَ لَولا اللَه لِلغَرب يَجنح
فَما أَنتَ إِلا الشَمس بِالسحب حجبت
فَعادَت سَريعاً وَهِيَ أَجلى وأوضح
أَو السَيف ردّاه الكمي بِغمده
فَمذ سلَّه الفاه كَالبَرق يَلمَح
لَقَد كادَ ذاكَ الستر وَاللَه حافظ
يَهتك أَستار الكَمال وَيفضح
أَبى اللَه إِلا أن تسرَّ بِكَ العُلا
وَتَهنأ فيكَ المكرمات وَتفرح
فَيا باقر العلم الَّذي بِذَكائه
يَفك رتاج المشكلات وَيَفتح
لَأَنتَ بِهَذا العيد أَولى تصدّيا
وَلَفظ التَهاني في مَعاليك أَصرح
أَلَيسَ أَبوك اليَوم قام بِعبئها
خَلافة حَق عَنكُم لَيسَ تَبرح
مِن المُصطَفى الهادي إِلى المُرتضى إِلى
بنيه إِلى المَهديّ لا تَتزَحزح
كَأن الَّذي يطريك بِالمَدح وَالهَنا
يَهني أَمير المؤمنين وَيَمدح
لَكَ العلم مَوروث مِن الباقر الَّذي
لِعَليائه عَين الكَواكب تَطمَح
وَمِن أسد اللَه الَّذي هُوَ كاسمه
يَزمجر في غاب العُلوم وَيَضبح
غَطارف قَد وازنتهم بِفخارهم
نعم أَنتَ مِنهُم بِالأُبوَّة اَرجح
هم أَوقدوا في فارس شعلة الهُدى
وَلا زند إِلا المشرفية تَقدح
هُم غادروا نَهج الضَلالة طامِساً
وَأَبدوا لَنا نَهج الرَشاد وَأَوضَحوا
هم مِن هم لَو تعلم الناس مِن هم
هم مِن سَحاب الجو أَسخى وَأَسمَح
أَقاموا حُدود اللَه بِالأَعصر الَّتي
بِها يُقبل القانون وَالشَرع يطرح
إِذا الصُحف لَم تنجح فَبيض صفاحهم
لَها ألسن لدٌّ تَقول فَتفصح
وَلَم تَلحق المَحدود فيهن سبة
إِذا كانَ في سَيف الشَريعة يذبح
وَعِندَك هاتيك السُيوف وراثة
وَلَكن يريد اللَه ما هُوَ أَصلَح
سَتحمل ذاكَ العبء لا بل حملته
وَأَصبَحت تَهدي لِلتي هِيَ أَسجح
وَذَللت بِالبذل العلا وَهِيَ صَعبة
عَوائدها عَن ممسك الكف تجمح
إِذا احتشد الأَشراف في مجلس العُلى
فَهم لَك أَخلوا صَدره وَتَفسحوا
أَقَمت لَنا سُوق الَقريض وَلم نَخل
بِضاعته في غَير بَيتك تَربح
مَدايحكم يا آل بيت محمد
تَطيب لَها نَفسي وَصَدري يُشرَح
أَرى كُل مَدح في سِواكُم مَذمة
إِذا لَم يَكُن ذو الشعر فيكُم يلمّح
شرح ومعاني كلمات قصيدة أجد إذا عاتبته وهو يمزح
قصيدة أجد إذا عاتبته وهو يمزح لـ جعفر الحلي النجفي وعدد أبياتها اثنان و ستون.