أجد الحياة من الطبيعة تنبع

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أجد الحياة من الطبيعة تنبع لـ جميل صدقي الزهاوي

اقتباس من قصيدة أجد الحياة من الطبيعة تنبع لـ جميل صدقي الزهاوي

أجد الحياة من الطبيعة تنبع

وإلى الطبيعة بعد حين ترجع

وكأنما هي دوحة فينانة

منها الغصون الى الجهات تفرع

تبدو وتخفى في الطبيعة نفسها

فكأنما منها لها مستودع

ان الطبيعة في جميع شؤونها

كاللَه عن اعمالها لا تهجع

تمتد في كل الجهات وتملأ

الابعاد حتى ليس يخلو موضع

فهي المكان وكل ما هو يحتوي

وهي الزمان وكل ما هو يجمع

هي في حياتي جنتي وجهنمي

فيها نعيم لي ونار تلذع

ما في الطبيعة ارضها وسمائها

غير الطبيعة ما يضر وينفع

هي مظهر للَه جل جلاله

واللَه تطلبه العقول فترجع

ليست بحادثة ولكن صورة

قدمت كمبدعها فجل المبدع

اما محاسنها فتلك كبيرة

اني بهن من القديم لمولع

تسع المجرة في السماء عوالما

اما الطبيعة فهي منها اوسع

وكأنما تبغي الكواكب مخرجا

منها فتعدو في الفضاء وتسرع

مدفوعة فيه كأن يداً للها

من خلفها في كل حين تدفع

لا شيء عن حضن الطبيعة فاصلى

هي مبدئي وقرارتي والمرجع

انا لست منها غير جزء قد جثا

في نقطة من ارضه يتطلع

انا طفلها المولود من احشائها

ولدرها في كل حين ارضع

الشمس تطلع في النهار جميلة

فاذا توارت فالكواكب تطلع

من كان قد هدت الطبيعة ذوقه

فبشمسها ونجومها يتمتع

اما الذي هو للطبيعة جاهل

فمن الطبيعة حسبه المستنقع

اهوى منيحتها واقلى ردّها

لهباتها فانا العصي الطيع

كم من صديق في التراب دفنته

وسقت ثراه من عيوني الادمع

فذكرته ولقد تلينّ مضجعي

وذكرته ولقد اقضى المضجع

لم يبق لي في الروض الا زهرة

واخاف ان تقضى عليها زعزع

ولتلك مؤنستي ولست بعالم

أهي التي بي ام بها انا افجع

خيط الحياة وهي فما عندي سوى

امل يوصله ويأس يقطع

ولقد اذم من الصبا في زهوه

بعض الجهالة فهي بئس المرتع

ولرب امر جئته بجهالة

واليوم من ندم لسني اقرع

ان لم يكن فيه لشيطان يد

فله اذا فتشت عنه اصبع

لكنما الانسان من اهوائه

والعيش في عهد الصبا لا يشبع

ذهب الشباب فما الشباب براجع

واتى المشيب وانه لا يقلع

ولقد يعاب علي في شيخوختي

اني الى ليلى الحقيقة انزع

انا بعدما قد سرت في حبي لها

شوطاً بعيدا لست عنه ارجع

ابكي اذا مرت لترحمني فلا

ليلى ترق ولا دموعي تشفع

القلب يخفق في حين تمر بي

فتعيد ذاك الخفق مني الاضلعغ

وارى امامي للهموم سحابة

اما السحابة فهي لا تنقشع

الضاحكون من البعيد كأنهم

حزب على ان يشمتوا بي اجمعوا

وهناك مفتخر بايقاع الاذى

وكأن من يؤذي سواه سميذع

فاذا سكت اذاب مهجتي الاسى

واذا شكوت فليس لي من يسمع

بلغ النفاق باهله غاياتهم

فهل النفاق هو الطريق المهيع

لا تفزعني بالمنية موعدا

فالحر ليس من المنية يفزع

عرج على وادي السلام تجد دما

فهناك ثم هناك كان المصرع

قل للذي يعدو وراء غريمه

إما ظفرت به فماذا تصنع

ان الدم المسفوك يثأره الفتى

لدم سفيك قبله لا يرجع

لا تنقبض ان قلت جدك لم يكن

في الاصل الا قرد غاب يرتع

فاذا تولى مبعدا عن غابه

فمن الخنافس ينتقيها يشبع

والآن لو تصغي ازيدك فانتبه

علماً بقولي جدجدك ضفدع

نسب عليه الشمس من اضوائها

ثوبا جديدا كل يوم تخلع

واذا تصدع منك جسمك للردى

يوما فروحك مثله تتصدع

والروح ليس سوى الحياة تشاركت

زمراً خلايا الجسم فيها اجمع

هي في الجماد خفية لبساطة

فيها فلا تبدو ولا تتفرع

اما النبات فانها منحطة

فيه فلا يرنو ولا يتسمع

وتنوع الحيوان يرقى صاعدا

حتى بدا القرد السوي الافرع

وتفرد الانسان بين لداته

بدهائه فله المقام الارفع

والسبرمان اذا تولد فهو من

هذا وذلك في الدراية اوسع

والسبرمان هو الحكيم فانه

لأذى الطبيعة بالطبيعة يدفع

والسبرمان مجهز بقوى لها

تعنو الرقاب فليس منها مفزع

والسبرمان موفق في امره

والسبرمان لغيره لا يخضع

شرح ومعاني كلمات قصيدة أجد الحياة من الطبيعة تنبع

قصيدة أجد الحياة من الطبيعة تنبع لـ جميل صدقي الزهاوي وعدد أبياتها ثمانية و خمسون.

عن جميل صدقي الزهاوي

جميل صدقي بن محمد فيضي بن الملا أحمد بابان الزهاوي. شاعر، نحى منحى الفلاسفة، من طلائع نهضة الأدب العربي في العصر الحديث، مولده ووفاته ببغداد، كان أبوه مفتياً، وبيته بيت علم ووجاهة في العراق، كردي الأصل، أجداده البابان أمراء السليمانية (شرقي كركوك) ونسبة الزهاوي إلى (زهاو) كانت إمارة مستقلة وهي اليوم من أعمال إيران، وجدته أم أبيه منها. وأول من نسب إليها من أسرته والده محمد فيضي. نظم الشعر بالعربية والفارسية في حداثته. وتقلب في مناصب مختلفة فكان من أعضاء مجلس المعارف ببغداد، ثم من أعضاء محكمة الاستئناف، ثم أستاذاً للفلسفة الإسلامية في (المدرسة الملكية) بالآستانة، وأستاذاً للآداب العربية في دار الفنون بها، فأستاذاً في مدرسة الحقوق ببغداد، فنائباً عن المنتفق في مجلس النواب العثماني، ثم نائباً عن بغداد، فرئيساً للجنة تعريب القوانين في بغداد، ثم من أعضاء مجلس الأعيان العراقي، إلى أن توفي. كتب عن نفسه: كنت في صباي أسمى (المجنون) لحركاتي غير المألوفة، وفي شبابي (الطائش) لنزعتي إلى الطرب، وفي كهولي (الجرىء) لمقاومتي الاستبداد، وفي شيخوختي (الزنديق) لمجاهرتي بآرائي الفلسفية، له مقالات في كبريات المجلات العربية. وله: (الكائنات -ط) في الفلسفة، و (الجاذبية وتعليها -ط) ، و (المجمل مما أرى-ط) ، و (أشراك الداما-خ) ، و (الدفع العام والظواهر الطبيعية والفلكية-ط) صغير، نشر تباعاً في مجلة المقتطف، و (رباعيات الخيام-ط) ترجمها شعراً ونثراً عن الفارسية. وشعره كثير يناهز عشرة آلاف بيت، منه (ديوان الزهاوي-ط) ، و (الكلم المنظوم-ط) ، و (الشذرات-ط) ، و (نزغات الشيطان-خ) وفيه شطحاتة الشعرية، و (رباعيات الزهاوي -ط) ، و (اللباب -ط) ، و (أوشال -ط) .[١]

تعريف جميل صدقي الزهاوي في ويكيبيديا

جميل صدقي بن محمد فيضي ابن الملا أحمد بابان الزهاوي (1279 هـ - 1354 هـ / 1863 - 1936 م): شاعر، من طلائع نهضة الأدب العربي في العصر الحاضر، وهو علم من أعلام الشعر العربي الحديث، ورائد من روّاد التفكير العلمي والنهج الفلسفي. مولده ووفاته ببغداد، كان أبوه مفتيها. وبيته بيت علم ووجاهة في العراق. كردي الأصل، أجداده البابانيون أمراء السليمانية، ونسبة الزهاوي إلى (زهاو) كانت إمارة مستقلة وهي اليوم من أعمال إيران، وجدته أم أبيه منها. وأول من نسب إليها من أسرته والده محمد فيضي الزهاوي.تلقى العلم على يدي أبيه مفتي بغداد، وفي مدرسته التي عُرفت بما تدرسه من العلوم الشرعية الإسلامية والأدب العربي. نظم الشعر بالعربية والفارسية في حداثته. وتقلب في مناصب مختلفة فكان من أعضاء مجلس المعارف ببغداد، ثم من أعضاء محكمة الاستئناف، ثم أستاذا للفلسفة الإسلامية في (المدرسة الملكية) بالآستانة، وأستاذا للآداب العربية في دار الفنون بها، فأستاذا للمجلة في مدرسة الحقوق ببغداد، فنائبا عن المنتفق في مجلس النواب العثماني، ثم نائبا عن بغداد، فرئيسا للجنة تعريب القوانين في بغداد، ثم من أعضاء مجلس الأعيان العراقي، إلى أن توفي.

[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي