أجرى اليراع عليك دمع مداده

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أجرى اليراع عليك دمع مداده لـ خليل اليازجي

اقتباس من قصيدة أجرى اليراع عليك دمع مداده لـ خليل اليازجي

أَجرى اليَراعُ عليك دمعَ مِدادهِ

فَكسا بِهِ القرطاسَ ثوبَ حِدادِهِ

وَبِهِ نخُطُّ لك الرثآءَ من الاسى

فهو المُقيمُ على عهود ودادِهِ

فَلَكم بمَيدان الطروس هزَزتَهُ

حتىّ جعلتَ الرمحَ من حسّادِهِ

وَلكم أَسلتَ بِهِ غيوثَ محابِرٍ

تنهلُّ بين بروق قَدحِ زِنادِهِ

ان كانَ يُبكيكَ اليَراعُ بدمعِهِ

فَلَقَد بَكاك حزينُنا بِفؤادِهِ

يا صاحب الفضلِ الَّذي لَو أَنَّنا

نَبكي بِهِ لَم نَخشَ وَشكَ نَفادهِ

يا قُطرَ دائِرةِ المَعارف وَالحِجى

وَمُحيطَ فَضلٍ فاض في إِمدادهِ

تَبكي العلوم عليك واللغةُ الَّتي

بقَريضها تَرثيك في إِنشادهِ

فاذا المُحيطُ بَكاك لَم يَكُ دمعُهُ

دونَ المُحيط يزيدُ في إِزبادِهِ

يَبكي الحسابُ عليك متَّخذاً لَهُ

دَمعاً يسيل عليك من أَعدادهِ

تَبكي المَدارِسُ وَالجَرائدُ حسرةً

وَالشَرقُ بين بلادهِ وَعِبادِهِ

وَصلَت اليك يَدُ الزَمانِ وَقبلها

وَصلت الى الذِروات من أَطوادِهِ

وَلَقَد أَغار عليك غارةَ باسِلٍ

كاللَيث حين رآك من آسادهِ

فَدَهاكَ منهُ بنادِرٍ من سوءِهِ

لَمّا نَدَرتَ وَكنتَ من أَفرادهِ

هَذا عِمادُ الفَضل مالَ بِهِ القضا

فأَمال صَرحَ العلمَ مَيلُ عمادِهِ

لَم يَبتَليهِ بِما يُعادُ لاجلهِ

وَلَو ابتَلاهُ لكان من عُوادهِ

خدم البلادَ وَلَيسَ اشرفُ عندَهُ

من أَن يُسمى خادِماً لبلادهِ

ومحبَّةُ الاوطان كان يعدُّها

مِمّا يَدور عليهِ امرُ مَعادِهِ

وَلَهُ الايادي البيضُ وَالغُرر الَّتي

حاكَت لفاقدها لباسَ سوادِهِ

نَبكي على السَلَف الَّذي أَبقى لَنا

خَلَفاً يَكون لجُرحِنا كضِمادِهِ

خَلَفٌ كَريمٌ مِثلُ مُخلِفِهِ وَما

بَرح الطَريفُ مُشابِها لِتلادِهِ

وَالمَوت يُوعَد كل مَولودٍ بِهِ

فَليُبتَدأ بِبكاهُ من ميلادِهِ

إِنَّ الزَمانَ نعدُّهُ ربَّ الوَفا

ان كانَ حكم الموت من ميعادِهِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة أجرى اليراع عليك دمع مداده

قصيدة أجرى اليراع عليك دمع مداده لـ خليل اليازجي وعدد أبياتها ثلاثة و عشرون.

عن خليل اليازجي

خليل اليازجي

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي