أجل في حياتي الطرف تبصر رسومها
أبيات قصيدة أجل في حياتي الطرف تبصر رسومها لـ إبراهيم عبد القادر المازني
أجل في حياتي الطرف تبصر رسومها
دواثر عفتها الليالي الدواثر
تولت ليالي السعد وهي حميدة
وجاءت ليالٍ بالنحوس مواقر
وأصبحت والآمال حولي ذوابلٌ
تساقط أوراق لها وأزاهر
يشاهقها البرق المضيء عشيةً
وتهفو بها الأرواح وهي ثوائر
وعريت الأفنان من ورق الصبا
وعافت ذواها الصادحات الطوائر
فما ينتحيها غير غربان شقوةٍ
لهن نعيقٌ فوقها متطاير
فأين زهور الحب يا طول حسرتي
وأين أزاهير الشباب النواضر
وأين أزاهير السرور كأنها
تحيي الفتى والعمر قينان ناضر
وأين أزاهير القناعة والرضى
دهتها صروف بالسموم قواطر
وأين زهور الصبر والأمن والمنى
زوتها عن العين الهموم الزواخر
طواها زمان ليس ينشر ما طوى
فلن تجتليها يا لهيف النواظر
وغابت فغاب الأمن والخير كله
ودارت على روق الحياة الدوائر
ثوت حيث لا شمسٌ ترد حياتها
إليها ولا صوب الغمائم ناصر
أفي كل يومٍ زهرةٍ لي غضة
تموت فأبكيها ودهري ساخر
تساقط أزاهر الحياة على يدي
وقلبي مقروحٌ وصدري واغر
كأن وباء عاث فيها فلم تكد
تنور حتى أعجلتها المقادر
ولا خير في عيش إذا كان مجدباً
يواطنه مصفرة والظواهر
إذا مر بي يوم حميد وربما
تبسم في الليل النجوم الزواهر
تلفت حولي باحثاً عن شبيبتي
وأزهارها والدمع في الجفن حائر
تقطع أحشائي إذا ما افتقدتها
ويصرم أنفاسي الحنين المخامر
وبيضاء من زهر العفاف فقدتها
وبالرغم مني أن قلبي ذاكر
فغيبها قبر الفؤاد وجادها
بصيبه جفنٌ على الدهر ماطر
بكينا عليها حقبة ثم ردنا
إلى الصبر دهرٌ بالملمات زاجر
وما عجبٌ أن المنايا علقنها
وكر عليها الدهر والدهر جائر
وكيف أرجي أن تدوم وقد مضت
بأندادها عندي المنايا البواكر
وإن محالاً أن تدوم وحيدةً
وإن سفاها ما تريق المحاجر
وإن ضلالاً ندب ما ليس راجعا
وإن عناء ما تحن الضمائر
سيمضي وإن طال الزمان بي الردى
وتذهلني عما افتقدت المقابر
شرح ومعاني كلمات قصيدة أجل في حياتي الطرف تبصر رسومها
قصيدة أجل في حياتي الطرف تبصر رسومها لـ إبراهيم عبد القادر المازني وعدد أبياتها ثمانية و عشرون.
عن إبراهيم عبد القادر المازني
إبراهيم بن محمد بن عبد القادر المازني. أديب مجدد، من كبار الكتاب، امتاز بأسلوب حلو الديباجة، تمضي فيه النكتة ضاحكة من نفسها، وتقسو فيه الحملة صاخبة عاتية. نسبته إلى (كوم مازن) من المنوفية بمصر، ومولده ووفاته بالقاهرة. تخرج بمدرسة المعلمين، وعانى التدريس، ثم الصحافة وكان من أبرع الناس في الترجمة عن الإنكليزية. ونظم الشعر، وله فيه معان مبتكرة اقتبس بعضها من أدب الغرب، ثم رأى الانطلاق من قيود الأوزان والقوافي فانصرف إلى النثر. وقرأ كثيراً من أدب العربية والإنكليزية، وكان جلداً على المطالعة وذكر لي أنه حفظ في صباه (الكامل للمبرد) غيباً، وكان ذلك سر الغنى في لغته. وعمل في جريدة (الأخبار) مع أمين الرافعي، و (البلاغ) مع عبد القادر حمزة وكتب في صحف يومية أخرى، وأصدر مجلة (الأسبوع) مدة قصيرة، وملأ المجلات الشهرية والأسبوعية المصرية بفيض من مقالاته لا يغيض. وهو من أعضاء المجمع العلمي العربي بدمشق، ومجمع اللغة العربية بالقاهرة. له (ديوان شعر - ط) ، وله: (حصاد الهشيم - ط) مقالات، و (إبراهيم الكاتب - ط) جزآن، قصة، و (قبض الريح - ط) ، و (صندوق الدنيا - ط) ، و (ديوان شعر - ط) جزآن صغيران، و (رحلة الحجاز - ط) و (بشار بن برد - ط) ، وترجم عن الإنكليزية (مختارات من القصص الإنجليزي - ط) و (الكتاب الأبيض الإنجليزي - ط) .[١]
تعريف إبراهيم عبد القادر المازني في ويكيبيديا
إبراهيم عبد القادر المازني (10 أغسطس 1889 - 10 أغسطس 1949م) شاعر وناقد وصحفي وكاتب روائي مصري من شعراء العصر الحديث، عرف كواحد من كبار الكتاب في عصره كما عرف بأسلوبه الساخر سواء في الكتابة الأدبية أو الشعر واستطاع أن يلمع على الرغم من وجود العديد من الكتاب والشعراء الفطاحل حيث تمكن من أن يوجد لنفسه مكاناً بجوارهم، على الرغم من اتجاهه المختلف ومفهومه الجديد للأدب، فقد جمعت ثقافته بين التراث العربي والأدب الإنجليزي كغيره من شعراء مدرسة الديوان. يستطيع الكاتب عن الشخصيات أن يختار المهنة التي تناسب الشخصيات التي يقدمها ولكن من الصعب أن يتخيل أحدا للمازني مهنة غير الأدب، «فخيل إليه أنه قادر على أن يعطي الأدب حقه، وأن يعطي مطالب العيش حقها، فلم يلبث غير قليل حتى تبيّن لهُ أنه خلق للأدب وحده، وأن الأدب يلاحقه أينما ذهب فلا يتركه حتى يعيده إلى جواره». حاول المازني الإفلات من استخدام القوافي والأوزان في بعض أشعاره فانتقل إلى الكتابة النثرية، وخلف وراءه تراثا غزيرا من المقالات والقصص والروايات بالإضافة للعديد من الدواوين الشعرية، كما عرف كناقد متميز .[٢]
- ↑ معجم الشعراء العرب
- ↑ إبراهيم عبد القادر المازني - ويكيبيديا