أجل هو الفتح لا فتح يشاكله

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أجل هو الفتح لا فتح يشاكله لـ السري الرفاء

اقتباس من قصيدة أجل هو الفتح لا فتح يشاكله لـ السري الرفاء

أجَل هُوَ الفَتْحُ لا فَتْحٌ يُشاكِلُه

أفادَ عاجِلُه عِزّاً وآجِلُه

تَفَتَّحَتْ فيه أبوابُ السَّماء على

أَغَرَّ مِفتاحُ بابِ البِشرِ نائِلُه

أشاحَ للحَرْبِ لا كُتْبٌ ولا رُسُلٌ

إلا الوَشيجَ الذي تَدْمى عَوامِلُه

وأَضحَكَ الثَغْرَ إلاّ أنَّ مَبسِمَه

إذا تَبَسَّمَ مَسْروراً مَناصِلُه

غَزْوٌ إذا العامُ أبقَى منه باقيةً

أتاه يُزْجي لحَتْفِ الثَّغْرِ قَابِلُه

بكاهلِ المَلْكِ سيفِ الدَّولَةِ اطَّأدَتْ

قَواعِدُ الدِّينِ واشتدَّتْ كَواهِلُه

من الرِّماحِ وإن طاَلتْ مخاصِرُه

كما الدُّروعُ وإن أَوْهَتْ غَلائِلُه

مُظَفَّرُ الغَزوِ لم تُحْرَمْ صَوارِمُه

ما أمَّلْته ولم تُخْفِقْ عَواسِلُه

أمضَى منَ القَدَرِ المَحتومِ صارِمُه

إلى النُّفوسِ وأمضى منه حامِلُه

مُجَرِّدُ العَزْمِ في طاغٍ يُقارِعُه

عن حُرْمَةِ الدِّينِ أو باغٍ يُناضِلُه

حُصُونُ خَرْشَنَةَ العُليا فَرائِضُه

إذا غَزا وضَواحيها نَوافِلُه

فليسَ يَنفَكُّ من عَيْشٍ يُقاطِعُه

في طاعَةِ اللهِ أو سَيْرٍ يُواصِلُه

زارَ البحيرةَ بَحْرٌ من كَتائِبه

تُخْفي سواحِلَها القُصْوى سَواحِلُه

كالسَّيلِ تَحفِزُ أُولاهُ أواخِرُه

حتى أسالَ دُروبَ الرُّومِ سَائِلُه

تَضايَقُ الأَرْضُ ما سارَتْ جَحافِلُه

وتَمْرَضُ الشَّمْسُ ما ثارَتْ قَساطِلُه

ظَلَّتْ أواخِرُه يَنْهَضْنَ من حَلَبٍ

وقد أطافَتْ بشِمْشاطٍ أوائِلُه

تَحِنُّ فيه الكُماةُ المُعْلِمونَ إلى

وِرْدِ الحُتوفِ إذا حنَّتْ صَواهِلُه

إذا رمى بلداً منه بجَائِحَةٍ

خَرَّتْ أعاليه وارتَجَّتْ أسافِلُه

حتى تؤدّي الحُصونُ الشُّمُّ ساكِنَها

خَوْفاً وتُسلِمَ مَنْ فيها مَعاقِلُه

أعداءَه إنْ تَفوتوا اليومَ عُدَّتَه

تَغُلُّكُم في الغَدِ الأَدْنَى غَوائِلُه

لا يُوسِعُ الأَسَدَ الضِّرغامَ خَطرَتُه

مَخايِلُ الأُسْدِ قد تَبَّتْ حَبائِلُه

عُودُوا به واستقيلوه الحقيقةَ مِنْ

ضَرْبٍ يَقُدُّ مُتونَ البِيضِ باطِلُه

فكَمْ خَليجِ دمٍَ أجرَتْ أسِنَّتُه

وكم خَليجِ نَدٍ أجرَتْ أنامِلُه

مَنْ ذا يُساجِلُه منكم إذا انبَعَثَتْ

سِجالُ كَفَّيْهِ أَمْ مَنْ ذا يُطاوِلُه

كَمْ وَقْفَةٍ لكَ في ادنى ديارِهِمُ

أَخَذْتَ بالسَّيفِ منها ما تُحاوِلُه

غَضِبْتَ للدِّينِ حتى عادَ كَوكَبُه

طَلْقاً يُضيءُ على الآفاقِ آفِلُه

بِكُلِّ يومٍ إذا استُلَّتْ صَوارِمُه

عادَتْ ضُحاه وقد جاءَتْ أصائِلُه

ترَكْتَ فَجَّ العِدا لمَّا نَزَلْتَ بهِ

وَحْشاً مَغانيهِ مَهجوراً مَنازِلُه

مُسوَدَّةً من لَظىً حامٍ مَلاعِبُه

مُحمَرَّةً من دَمٍ جارٍ جَداوِلُه

تَحِنُّ شَوْقاً إلى الأَسْرى أرامِلُه

إذا بَكَيْنَ علىالقَتْلى ثَواكِلُه

قَسَمْتَ فَيْئَهُمُ في فَيْء دارِهِمُ

حُوّاً عَواتِقُه حُوراً عقائِلُه

وَحْشاً من السَّبي آنَسْتَ الكُماةَ به

سِيَّانِ في الحُسْنِ حاليهِ وعاطِلُه

فكَمْ شُجاعٍ شَرَى للهِ مُهْجَتَه

فأكرَهَ الرُّمْحَ حتَّى احمرَّ عامِلُه

غَدا يُنازِلُ لَيْثاً أو يُقارِعُه

وراحَ يَحْوي غَزالاً أو يُغازِلُه

بَذَلْتَ ما جادَتِ البيضُ الرِّقاقُ به

فأنتَ سالِبُه قَسْراً وباذِلُه

أما القريضُ فقد عادَتْ هَوامِلُه

مَرعِيَّةً وجرَتْ سَكْباً هَوامِلُه

رأى عليَّ بنَ عبدِ اللهِ قِبْلَتَهُ

فراحَ يَهْوي إليه أو يُقابلُه

كالحَلْيِ صادَفَ جِيداً شَكْلَ جَوْهَرِهِ

فصَدَّ عن كلِّ جِيدٍ لا يُشاكِلُه

شرح ومعاني كلمات قصيدة أجل هو الفتح لا فتح يشاكله

قصيدة أجل هو الفتح لا فتح يشاكله لـ السري الرفاء وعدد أبياتها ثمانية و ثلاثون.

عن السري الرفاء

السرّي بن أحمد بن السرّي الكندي أبو الحسن. شاعر أديب من أهل الموصل، كان في صباه يرفو ويطرز في دكان له، فعرف بالرفاء ولما جاد شعره ومهر في الأدب قصد سيف الدولة بحلب، فمدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد. ومدح جماعة من الوزراء والأعيان، ونفق شعره إلى أن تصدى له الخالديان، وكانت بينه، وبينهما مهاجاة فآذياه وأبعداه عن مجالس الكبراء. فضاقت دنياه واضطر للعمل في الوراقة (النسخ والتجليد) ، فجلس يورق شعره ويبيعه، ثم نسخ لغيره بالأجرة. وركبه الدين، ومات ببغداد على تلك الحال. وكان عذب الألفاظ، مفتناً في التشبيهات ولم يكن له رواء ولا منظر. من كتبه (ديوان شعره ط) ، و (المحب والمحبوب والمشموم والمشروب - خ) .[١]

تعريف السري الرفاء في ويكيبيديا

أبو الحسن السري بن أحمد بن السري الكندي الرفاء الموصلي شاعر مشهور؛ كان في صباه يرفو ويطرز (يعمل خياطا) في دكان بالموصل ولذا سمي بالرفاء أي الخياط، وهو مع ذلك يتولع بالأدب وينظم الشعر، ولم يزل حتى جاد شعره ومهر فيه، وقصد سيف الدولة الحمداني بحلب ومدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد ومدح الوزير المهلبي وجماعة من رؤساء المدينة، وانتشر شعره وراج. وكانت بينه وبين أبي بكر محمد وأبي عثمان سعيد ابني هاشم الخالديين الموصليين الشاعرين المشهورين معاداة فادعى عليهما سرقة شعره وشعر غيره. وكان السري مغرى بكتابة ديوان أبي الفتح كشاجم الشاعر المشهور، وهو إذ ذاك ريحان الأدب بتلك البلاد فكان يقوم بدس أحسن شعر الخالديين فيما يكتبه من شعر كشاجم، ليزيد في حجم ما ينسخه وينفق سوقه ويغلي سعره ويشنع بذلك عليهما ويغض منهما ويظهر مصداق قوله في سرقتهما، فمن هذه الجهة وقعت في بعض النسخ من ديوان كشاجم زيادات ليست في الأصول المشهورة. وكان شاعرا مطبوعا عذب الألفاظ مليح المأخذ كثير الافتنان في التشبيهات والأوصاف، ولم يكن له رواء ولا منظر، ولا يحسن من العلوم غير قول الشعر، وقد عمل شعره قبل وفاته نحو 300 ورقة، ثم زاد بعد ذلك، وقد عمله بعض المحدثين الأدباء على حروف المعجم. ومن شعر السري أبيات يذكر فيها صناعته، فمنها قوله:

وللسري المذكور ديوان شعر كله جيد، وله كتاب المحب والمحبوب والمشموم والمشروب وكتاب الديرة. وكانت وفاته في العقد السابع من القرن الرابع الهجري ببغداد كما قال الخطيب البغدادي في تاريخه حوالي عام 366 هـ / 976م.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. السري الرفّاء - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي