أحاطت بليل اليأس مني غياهب

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أحاطت بليل اليأس مني غياهب لـ جميل صدقي الزهاوي

اقتباس من قصيدة أحاطت بليل اليأس مني غياهب لـ جميل صدقي الزهاوي

أحاطت بليل اليأس مني غياهب

تضيء من الآمال فيها كواكبُ

وجاءت أخيراً من همومي سحائب

فحجَّبت الآمالَ تلك السحائب

فما بان لي إلا شجاً متكاثف

ولا لاح لي إلا دجى متراكب

فيا لك من ليلٍ هنالك حالكٍ

بأهواله ضاقت عليَّ المذاهب

وطال إلى أن لاح لي في سمائه

على الأفق فجرٌ من رجائي كاذب

أقول لعيني حين جفَّت دموعها

أأمسكتِ لما أفجعتنا النوائب

لقد غاب من تهوين مرأى وجوهِهم

كأنهم زهر النجوم الغوارب

وما كان ظني أنه بعد ساعة

تجف كذا منك الدموع السواكب

جمودك يا عيني وقد وقع النوى

علىغير ما وعدٍ لهم لا يناسب

وإني على هذا الجمود وطوله

ألومك يا عيني وإني أعاتب

فلست براضٍ عنك يا عينُ بعدهم

لأنك ما أديت ما هو واجب

وللقلب مني بعد أن كرَّ راجعاً

وقد رحلت أظعانهم والركائب

عهدتكَ تمشي أيها القلب خلفهم

فقل لي لماذا أنت يا قلب آيب

سألتكيا قلبي عن السبب الذي

رجعت له إني لعودك عاجب

فما لك تجثو راجفاً متغيراً

وما لك ترنو ساكتاً لا تجاوب

أجئت تعزِّيني لأني آسف

وأني مفجوع وأني خائب

فقال بصوت هزَّ أوتاره الأسى

فرَّنت رنيناً أكبرته المصائب

تبعتهمُ حتى ثَوَوا في حفائرٍ

وحجَّبهم عني من الترب حاجب

وقفت على الأجداث حيث تغيبوا

أنادي فما ردَّ الجوابَ مجاوب

فجئتكَ كيما أخبر الحال إنها

شجتني فمرني بالذي أنت طالبُ

ورأييَ أن نسعى معاً لقبورهم

فقلت له يا قلب رأيُك صائب

أصبتَ نعم يا قلب فيما ارتأيتَه

فلي بين هاتيك القبور مآرب

تقدَّم أمامي ماشياً لتدلَّني

عليهم فسرنا والحنين مصاحب

فلما وصلنا ساء عينيَ أن ترى

هنالك أجداثاً عفاهن حاصب

سطور قبورٍ في العراء تناسقت

كما نمّق لعنوان في الطرس كاتب

قبورٌ بها نامت أَوانس خرّد

ونامت بها في جنبهن الذوائب

فجاشت هناك النفس من لاعج الجوى

وقلت لهاتيك القبور أخاطب

هنا فيك قد غابت حسان كواعب

فما فعلت تلك الحسان الكواعب

وما فعلت تلك السوالف في الثرى

وما فعلت في الترب تلك الترائب

إلى من تشيرُ اليوم فيك عيونها

وفق العيون النجل تلك الحواجب

وكانت مشيدات القصور بروجها

فمن أين جاءتها تصيب المعاطب

وفي كل يومٍ كان للزي مطلب

لهن تجلى منه فيما يناسب

ولكنما اليوم انتهت لتعاستي

بثوب من الأكفان تلك المطالب

وكن كأزهار الربيع مبادياً

أهذي لهاتيك المبادي عواقب

قد انتزعتها من حياتي يدُ الردى

كما ينهب العقد المفصل ناهب

هنالك جادت أعيني بدموعها

فهن على الخدين مني سوارب

هنالك من نفسي وصدق طويتي

تمنيتُ لو أن المنون تقاربُ

نظرت إلى قلبي وكان بجانبي

إذا هو من فرط الكآبة ذائبُ

فلعمت ذوب القلب ثم سكبته

على جدث فيهِ حبيبي غائب

وألفيت في نفسي العزاء كمعبدٍ

قد انهد منه جانب ثم جانب

وفارقتي لبى لهيبة مصرعي

فأبعد عني في الفلا وهو هارب

وَجِدتُ على الايام والطبِّ والغنى

وقلت لهم إني عليكم لعاتب

وأوحشت الدنيا كأن بيوتها

بعيني وإن كانت قصوراً خرائب

مكثت إلى أن أقبل الليل زاحفاً

وأظلم منه في عيوني الجوانب

فأبت إلى داري وفي باطن الحشا

لهيب من الحزن المبرح لاهب

وليس معي في لآوبتي لا نُهى ولا

عزاءٌ ولا قلب لشخصي يصاحب

سوى نَفسٍ في الصدر مني مردّد

فذلك طول الليل آت وذاهب

ستبسم في وجهي المنون كأنها

محب يُسلِي أو صديق يراقب

وتدركني قبل الصباح ونهضه

فأنجو من الهمِّ الذي هو ناصب

شرح ومعاني كلمات قصيدة أحاطت بليل اليأس مني غياهب

قصيدة أحاطت بليل اليأس مني غياهب لـ جميل صدقي الزهاوي وعدد أبياتها تسعة و أربعون.

عن جميل صدقي الزهاوي

جميل صدقي بن محمد فيضي بن الملا أحمد بابان الزهاوي. شاعر، نحى منحى الفلاسفة، من طلائع نهضة الأدب العربي في العصر الحديث، مولده ووفاته ببغداد، كان أبوه مفتياً، وبيته بيت علم ووجاهة في العراق، كردي الأصل، أجداده البابان أمراء السليمانية (شرقي كركوك) ونسبة الزهاوي إلى (زهاو) كانت إمارة مستقلة وهي اليوم من أعمال إيران، وجدته أم أبيه منها. وأول من نسب إليها من أسرته والده محمد فيضي. نظم الشعر بالعربية والفارسية في حداثته. وتقلب في مناصب مختلفة فكان من أعضاء مجلس المعارف ببغداد، ثم من أعضاء محكمة الاستئناف، ثم أستاذاً للفلسفة الإسلامية في (المدرسة الملكية) بالآستانة، وأستاذاً للآداب العربية في دار الفنون بها، فأستاذاً في مدرسة الحقوق ببغداد، فنائباً عن المنتفق في مجلس النواب العثماني، ثم نائباً عن بغداد، فرئيساً للجنة تعريب القوانين في بغداد، ثم من أعضاء مجلس الأعيان العراقي، إلى أن توفي. كتب عن نفسه: كنت في صباي أسمى (المجنون) لحركاتي غير المألوفة، وفي شبابي (الطائش) لنزعتي إلى الطرب، وفي كهولي (الجرىء) لمقاومتي الاستبداد، وفي شيخوختي (الزنديق) لمجاهرتي بآرائي الفلسفية، له مقالات في كبريات المجلات العربية. وله: (الكائنات -ط) في الفلسفة، و (الجاذبية وتعليها -ط) ، و (المجمل مما أرى-ط) ، و (أشراك الداما-خ) ، و (الدفع العام والظواهر الطبيعية والفلكية-ط) صغير، نشر تباعاً في مجلة المقتطف، و (رباعيات الخيام-ط) ترجمها شعراً ونثراً عن الفارسية. وشعره كثير يناهز عشرة آلاف بيت، منه (ديوان الزهاوي-ط) ، و (الكلم المنظوم-ط) ، و (الشذرات-ط) ، و (نزغات الشيطان-خ) وفيه شطحاتة الشعرية، و (رباعيات الزهاوي -ط) ، و (اللباب -ط) ، و (أوشال -ط) .[١]

تعريف جميل صدقي الزهاوي في ويكيبيديا

جميل صدقي بن محمد فيضي ابن الملا أحمد بابان الزهاوي (1279 هـ - 1354 هـ / 1863 - 1936 م): شاعر، من طلائع نهضة الأدب العربي في العصر الحاضر، وهو علم من أعلام الشعر العربي الحديث، ورائد من روّاد التفكير العلمي والنهج الفلسفي. مولده ووفاته ببغداد، كان أبوه مفتيها. وبيته بيت علم ووجاهة في العراق. كردي الأصل، أجداده البابانيون أمراء السليمانية، ونسبة الزهاوي إلى (زهاو) كانت إمارة مستقلة وهي اليوم من أعمال إيران، وجدته أم أبيه منها. وأول من نسب إليها من أسرته والده محمد فيضي الزهاوي.تلقى العلم على يدي أبيه مفتي بغداد، وفي مدرسته التي عُرفت بما تدرسه من العلوم الشرعية الإسلامية والأدب العربي. نظم الشعر بالعربية والفارسية في حداثته. وتقلب في مناصب مختلفة فكان من أعضاء مجلس المعارف ببغداد، ثم من أعضاء محكمة الاستئناف، ثم أستاذا للفلسفة الإسلامية في (المدرسة الملكية) بالآستانة، وأستاذا للآداب العربية في دار الفنون بها، فأستاذا للمجلة في مدرسة الحقوق ببغداد، فنائبا عن المنتفق في مجلس النواب العثماني، ثم نائبا عن بغداد، فرئيسا للجنة تعريب القوانين في بغداد، ثم من أعضاء مجلس الأعيان العراقي، إلى أن توفي.

[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي