أحبابنا هل لذاك العهد تذكار

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أحبابنا هل لذاك العهد تذكار لـ إبراهيم اليازجي

اقتباس من قصيدة أحبابنا هل لذاك العهد تذكار لـ إبراهيم اليازجي

أَحبابنا هَل لِذاك العَهد تذكارُ

يُدني إَلَيكُم إِذا لَم تُدنِنا الدارُ

بنتُم فَلَم يغنِنا مِن أُنسِكُم سَكَنٌ

يَوماً وَلا راقَنا مِن بَعدَكُم جارُ

تَجري المُنى سانِحاتٍ في خَواطِرنا

وَما لَها غَيرَ جَمعِ الشَملِ أَوطارُ

قَد قَطّع البُعد نَجوانا وَما بَرِحَت

في القَلب مِنكُم أَحاديثٌ وَأَسرارُ

نَبيتُ في الرَّبعِ نَستَسقي الغَمامَ لَكُم

وَقَد سَقَت ربعكم لِلدَمعِ أَمطارُ

حَقٌّ عَلَينا وَإِن غِبتُم زَيارتَهُ

فَهَل نَراكُم وَأَنتُم فيهِ زُوَّارُ

أَما الكَرى فَسَلوا عَنهُ الخَيالَ إِذا

وارتهُ مِن ظُلماتِ اللَيلِ أَستارُ

يَطوفُ مِن حَولِنا حَتى يَعود وَقَد

أَصابَهُ مِن رشاشِ الدَمعِ آثارُ

وَبي لَياليَ أُنسٍ بَيننا سَلفت

كَأَنَّها في رَبيعِ العَيشِ أَزهارُ

كَأَنَّنا لَم نَذُقْ وَصلاً وَلا عبرتْ

لَنا عَلى الصَّفْوِ آصالٌ وَأَسحارُ

أَيام نَعشو إِلى ضَوءِ الشّمولِ وَقَد

بَدا لَها تَحتَ جَنحِ اللَيلِ إِسفارُ

صَهباءُ تَكسو النَدامَى مِن أَشعَّتِها

كَوجهِ مُوسى وَقَد ضاءَت لَهُ النارُ

مُبارَكُ الوَجهِ صافي السر قَد هَبَطَت

عَلَيهِ مِن أُفق الرُضوانِ أَنوارُ

في طاعَةِ اللَهِ مَمساهُ وَمصبحُهُ

وَمِنهُ لِلخَيرِ إِعلانٌ وَإِسرارُ

لِلّهِ غُصنٌ نَشا مِن روحِ مَكرُمَةٍ

طابَت لَنا مِنهُ أَغصانٌ وَأَثمارُ

عِرقٌ كَريمٌ وَأحسابٌ مُؤثَّلةٌ

بِمثلِها أُحرِزَت لِلمَجدِ أَخطارُ

أَنشا لآلِ فُريجٍ عزةً بَسَقَت

مَن دونِها خَسأت لِلدَهرِ أَنظارُ

بَنى لَهُم طَودُ مَجدٍ طالَ وَاِرتَفَعَتْ

عَلَيهِ مِن حيطةِ الرَحمانِ أَسوارُ

وَفَوقَهُ نورُ بَدرٍ حينَ لاحَ بِهِ

غارَت لِمَطلَعِهِ في الأُفقِ أَقمارُ

هَذا الهُمامُ الَّذي أَضحَت مَناقِبُهُ

قُدىً بِها في طِلابِ الحَمدِ يُستارُ

في جاهِهِ لِطَريدِ الدَهرِ مُلتَجأٌ

وَفي غِناه لِأَهلِ العُسرِ إيسارُ

وَهمُّهُ كلّ يَومٍ كَسبَ مَأثرةٍ

تَخُطُّها في سجِلِّ الفَخرِ أَدهارُ

مُتَيَّمٌ بِغَواني المَجدِ يَعشَقُها

فَهنَّ مِن حَولِهِ عونٌ وَأَبكارُ

يَضُمُ لِلتّالدِ المَوروثِ طارِفُها

ذَخائِراً مَثلَها يَبغي وَيَختار

فِدىً لِموسى رِجال قَد عَرَفتَهُمُ

كَأَنَّهُم في عُيونِ العَصرِ عُوَّارُ

مِن كُلِّ راضٍ مِن الدُنيا بِدرهمِهِ

وَلَيسَ في نَفسهِ لِلمَجدِ إيثارُ

وَمَن إِذا حَصَلَتْ في كَفِّهِ جِدَةٌ

فَإِنَّها ثَمَنٌ يُشرى بِهِ العارُ

الفَقرُ أَجمَلُ ثَوبٍ للّئيمِ وَإِنْ

عابَ الكَريمَ وَبَعضُ الفُقرِ سَتَّارُ

وَشَرُّ ما اِمتازَ قَدرُ الأَغبياءِ بِهِ

إِذا غابَ مِنهُم بِالفلسِ أَسعارُ

وَإِنَّما الفَضلُ ما أَبديتَهُ لَهُمُ

لَو كانَ فيهِم لِمَرأى الفَضلِ أَبصارُ

فَدُم لَهُم سائِداً في كُلِّ مَكرُمةٍ

بِمثلِها قادَ عُنقَ الدَهرِ أَحرارُ

وَلتَهنِكَ الرُتبةُ الأُولَى حَباكَ بِها

مِن جودِ كَفّيهِ في الآفاقِ مِدرارُ

مِن عِندِهِ يُنصَفُ الفَضلُ المُبين وَلا

تُخفي عَلَيهِ لِأَهل الفَضل أَقدارُ

وَمِن إِرادَتِهِ حُكمٌ فَمَن رَفَعَت

فَما لرفعَتِهِ في الأَرضِ إِنكارُ

عَبد الحَميدِ الَّذي في ظِلِّهِ اِستَتَرَت

مِن البَسيطةِ أَقطارٌ وَأَمصارُ

تَجري الرِياحُ تِباعاً تَحتَ رايَتِهِ

إِذا جَرَت وَتُقِلُّ الفُلكَ أَبحارُ

مُلكٌ إِذا نَظَرَت في الأَمرِ فِكرَتَهُ

فَالدَهرُ يَومٌ ووجهُ الأَرضِ أَشبارُ

لَهُ مِن القَدَرِ الجاري جَلاوِزَةً

وَمِن مَلائكةِ الرَحمانِ أَنصارُ

فَدُمْ لنا ما فيا الغُصنُ النَسيمُ وَما

تَحرَكَتْ مِن جُفونِ العَينِ أَشفارُ

وَرُمْ بِهِ راقياً أَرَّخَتُ ما نُسِجَت

بِمَدحِهِ خُطَبٌ منا وَأَشعارُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة أحبابنا هل لذاك العهد تذكار

قصيدة أحبابنا هل لذاك العهد تذكار لـ إبراهيم اليازجي وعدد أبياتها أربعون.

عن إبراهيم اليازجي

إبراهيم بن ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط. عالم بالأدب واللغة أصل أسرته من حمص، وهاجر أحد أجداده إلى لبنان، ولد ونشأ في بيروت، وقرأ الأدب على أبيه. وتولى تحرير جريدة النجاح سنة 1872م، وانتدبه المرسلون اليسوعيون للاشتغال في إصلاح ترجمة الأسفار المقدسة وكتب أخرى لهم فقضى في هذا العمل تسعة أعوام. وتعلم العبرية والسريانية والفرنسية وتبحر في علم الفلك وسافر إلى أوروبا واستقر في مصر، فأصدر مجلة البيان مشتركاً مع الدكتور بشارة زلزل فعاشت سنة ثم مجلة الضياء شهرية فعاشت ثمانية أعوام وكان من الطراز الأول في كتاب عصره وخدم العربية باصطناع حروف الطباعة فيها ببيروت وكانت الحروف المستعملة حروف المغرب والأستانة وانتقى الكثير من الكلمات العربية لما حدثت من المخترعات ونظم الشعر الجيد ثم تركه. ومما امتاز به جودة الخط وإجادة الرسم والنقش والحفر. وكان رزقه من شق قلمه فعاش فقيراً غني القلب أبي النفس ومات في القاهرة ثم نقل إلى بيروت ودفن فيها. تولى كتابة (مجلة الطبيب) وألف كتاب (نجعة الرائد في المترادف والمتوارد) جزآن ومازال الثالث مخطوطاً. وله (ديوان شعر -ط) و (الفرائد الحسان من تلائد اللسان -خ) معجم في اللغة.[١]

تعريف إبراهيم اليازجي في ويكيبيديا

إبراهيم بن ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط اليازجي (2 مارس 1847 - 1906) هو لغوي وناقد وأديب لبناني ولد في بيروت في بيت علم إذ إن أباه هو الشاعر اللبناني المعروف ناصيف اليازجي. يعدّ إبراهيم اليازجي من رواد النهضة باللغة العربية بعد قرون من التدهور إذ تلقى تعليماً ممتازاً منذ نعومة أظفاره أهله لأن يناقش كبار الأساتذة في اللغة والشعر ومن ذلك ما أوردته الصحف ولفتت إليه الأنظار حين قام بنقاش الشدياق حول انتقاد الشدياق لبعض الأبيات التي وردت في ديوان أبيه وعلى ما يبدو أن هذه المناظرة قد أثرت فيه إذ كان حين ذاك في الثالثة والعشرين من عمرة فحفزته للتعمق في الدراسات الأدبية واللغوية وجاءت دعوة الآباء اليسوعيين للشيخ إبراهيم ليعرب الكتاب المقدس فدرس السريانية والعبرية فانكب على هذا العمل حتى استطاع تعريب الكتاب المقدس بلغة عربية بليغة وواضحة.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. إبراهيم اليازجي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي