أحصت عليك جهادك الأمم

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أحصت عليك جهادك الأمم لـ عبد المحسن الكاظمي

اقتباس من قصيدة أحصت عليك جهادك الأمم لـ عبد المحسن الكاظمي

أَحصَت عليك جهادك الأُمَم

وَتناقلتك العرب وَالعَجَمُ

خَلع العَظيم عليك حلّته

فَضفا الجَلال عليك وَالعظمُ

فَوقَ الجَلال وَفَوقَ فارعه

ما أَنتَ في العَلياء مستلمِ

خَفَقت عَلى ذكراك أَفئدةٌ

فيها شواظ الوجد مضطرمُ

أَقبلت وَالأَبصار شاخصة

جمدت عليها الأدمع السجمُ

يا يوم عش وَاِسلم فَأَنتَ يد

في مصر خالدة وَأَنتَ فمُ

فَعَلى يديكَ مَشت قضيّتها

وَعلى يديك رست لها قدمُ

يا يَوم من كرموا بك اِعتَرَفوا

وَاِستنكر الإحسانَ من لؤموا

أَحيَتك نَهضَتنا وَما برحت

تَحيا بها العزمات وَالهممُ

وَسَقاك شريان الحَياة دَماً

لَم يحكه في الطاهِرات دمُ

جاءَت ضَحايا للِكرام به

وَشعوب جرحاك الألى كرموا

قَد أَرخَصوا للنفسِ قيمتها

فَغَلَت لهم عند العلا القيمُ

جاؤوا بأنفسهم وَما بَخِلوا

فهمُ الكِرام السابِقون همُ

ذَهَبوا كَما ذهب الرَبيع وَقَد

تَرَكوا به ما تترك الديمُ

يا عيد نهضتنا الَّذي بعثت

في ظلّه أَعيادنا القدمُ

ما أَنتَ إلّا روضة أنف

نبتت بها الأَخلاق وَالشيمُ

وَالعَيش إِلّا أَنّه خضل

وَالورد إِلّا أَنّه شبمُ

يا مولد النهضاتِ عشتَ لها

إِنّ الألى وَلدوك لا عقموا

لا قلت أَنت الشمس طالِعَة

الشمس في الطلعات قد تسمُ

أَنتَ الهُدى أَعلى منائره

وَبنى سناه المفرد العلمُ

قامَ الزَعيم وَصاح صيحتهُ

فاِهتزّت الوديان وَالأكمُ

ما كادَ يزأر فيك زأرته

إِلّا وَكادَ الجرح يَلتَئمُ

لبّاه صحبٌ أَينما اِنتَثَروا

عادوا كعقد الدرّ فاِنتَظَموا

وَأَنابه عنه ووكّله

شعب صراح الحقّ منهضمُ

حمل المخيس صدره وَمَشى

غَضبان تحمي ظهره الأجمُ

أَملت عَلى الجبّار عزمته

ما كانَ ينويه وَيَعتَزِمُ

طلب الجَلاء وَصاحباه مَعاً

طلبا وَعاد الصمّ وَالبكمُ

فَتَزَلزَلَ الجبّار واِنفجَرَت

أَحشاؤُهُ وَتطاير الحممُ

وَدَعا ذئاب البحرِ فاِقتَرَبَت

وَكأنّ روّاد العلا غنمُ

وَأَهاب بالأسطولِ منتَقماً

فأَجابه الأُسطول يَنتَقِمُ

وَرَمى بهم في صخرة قذفا

وَالصخر دون الحقّ ينحطمُ

وَالشَعب لمّا ثار ثورتهُ

وَتكدّست جثث وَسال دمُ

فكّوا القيود وَأطلقوا فَمَشى

للغرب ليث الشرق يحتَكِمُ

وَهناكَ طاح الودّ فاِنتَفَضوا

وَهناك لاحَ الحقد فاِنقَسَموا

ولدن رأوا العقبات ماثِلَة

نكصوا عَلى الأعقاب واِنهَزَموا

جَمَعتهمُ الغايات فاِئتَلَفوا

وَأَتَت وَسائطهن فاِختَصَموا

هَل مثلُ يومكَ في الجِهاد له

ذكرٌ عَلى الأحقاب محترمُ

يَوم مَتى ذكرت مناقبهُ

فَمَناكب الجَوزاء تزدَحمُ

وَمَتى تمتّ به قرابته

فالنيل في الأدنين وَالهرمُ

أنّى تلفّت في مطالعه

ذكرُ الجهاد تلفّت العلمُ

أَنف الحمى أَن يستبدّ به

وَأَبى الهدى أَن يعبد الصنمُ

لِلَّه قَوماً في العلى غررا

ظَلمتهم الأَحكام فاِنظَلَموا

وَتوسّلت بالنفي عادتها

وَالنفي للأحرار لا يصمُ

أَمّا السجون فإِنّها عظمت

في كلّ ناحية بمن عظموا

فَعَذابها عذب لمن ثبتوا

دون الحمى ولمن به قحموا

سلها تُجبكَ عَن الألى بَرِئوا

سَلها تجبك عَن الأُلى ظلموا

فَالحرّ ما تَعلو عَقيرته

خلقوا له الأجرام واِنتَقَموا

وَإِذا البراءة صرّحت علناً

عَمدوا إِلى الشبهات واِتَّهَموا

جاعوا إِلى أكل البلاد فَلا

شرهٌ يجاريهم وَلا نهمُ

لا يَشبَعونَ وَلَو أُتيح لهم

ما في السَما وَالأَرض لاِلتَهموا

قَد أَنكر الخلّاق ذو طمع

لَم ترضه الأَرزاق وَالقسمُ

قَد حَكَّموا فينا الضِعاف هَوى

وَتستّروا خلف الألى حكموا

قُل للألى صرعوا الوَليد وَما

رأَفوا بمصرعه وَلا رحموا

توبوا عَسى تُنسى ذنوبكم

فَشِعار مصر الصفح وَالكرمُ

وَإِذا أَتى يَوم الحِساب فَلا

أسفٌ يفيدكم وَلا ندمُ

أَين الشَرائِع من مَظالمهم

أم أَين من دعواهم النظمُ

حريّة ذَبحوا صحائفها

فَبَكى دماً من وجده القلمُ

رقموا به تاريخَ سَطوتهم

وَفَظائِع التاريخ ما رقموا

لِلَّه يَوماً كلّه أَمل

لِلَّه يَوماً كلّه أَلَمُ

يوم به المنصورة اِحتَفَلَت

بضيوفها منصورة بهمُ

مِن كلّ قاصية وَدانيَة

جاؤوا كَموجِ البحر يَلتَطِمُ

قَدِمت وَفودهمو مرحّبة

إِذ قيلَ حرّاس الحِمى قدموا

ذَكروا حمى دستورهم فبكوا

وَتأمّلوا الحامين فاِبتَسَموا

أَلِنصرة الأَوطان زاحِفة

تلك الجيوش وَتِلكم اللجمُ

قَد حارَبوا الوفد الَّذي حسدوا

وَالوفد كلّ الناس لَو عَلِموا

خير لِمن ردموا لنا بركا

لَو أَنّهم بركانهم ردموا

زَعموا بناء الوفد سوف يهي

فَتَبَيّنوا غير الَّذي زَعِموا

الوفد وَالأَوطان تدعمه

كالطود رأس لَيسَ ينهدمُ

يا مصر قومك خير من ثَبتوا

في مدلهمّ الخطب واِقتَحَموا

يمضونَ في الجلّى إِذا نزلت

في حيث يَنبو الصارِم الخذمُ

قوم إِذا ما السعف أَرهقهم

صبروا عَلى الأَرهاق واِحتَشَموا

هَيهات ما خارَت عَزائمهم

لكنّهم في الأَمر قَد حَلِموا

يا يَوم لا تغرب وإِن غربت

شمس النَهار وَحالَت الظلمُ

سلمت علاك كَما سلمت لَها

وَعداك في الأَحقاب لا سَلِموا

وَلتسلم الذكرى تظلّلنا

راياتها لا الظال وَالسلمُ

ليواصلن الشرق راحمه

فالشرق مَقطوع به الرحمُ

وَيحارِب الأَيّام ما فتئت

حرباً عَلى الأَوطان تَحتَدِمُ

حَتّى تَسود به قَبائله

وَشعوبه في الأَرض تَلتَئِمُ

وَتَسود عرب الأَرض فائزة

بمرامها وَالترك وَالعجمُ

وَتجيء مصر يوم مفخرها

وَمكانها الذروات وَالقممُ

فَهناك مجدُ الشرقِ مبتدئ

وَهناك مجد الغرب مختتمُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة أحصت عليك جهادك الأمم

قصيدة أحصت عليك جهادك الأمم لـ عبد المحسن الكاظمي وعدد أبياتها واحد و ثمانون.

عن عبد المحسن الكاظمي

عبد المحسن بن محمد بن علي بن محسن الكاظمي، أبو المكارم. من سلالة الأشتر النخعي، شاعر فحل، كان يلقب بشاعر العرب. امتاز بارتجال القصائد الطويلة الرنانة. ولد في محلة (الدهانة) ببغداد، ونشأ في الكاظمية، فنسب إليها. وكان أجداده يحترفون التجارة بجلود الخراف، فسميت اسرته (بوست فروش) بالفارسية، ومعناه (تاجر الجلود) وتعلم مبادئ القراءة والكتابة، وصرفه والده إلى العمل في التجارة والزراعة، فما مال إليهما. واستهواه الأدب فقرأ علومه وحفظ شعراً كثيراً. وأول ما نظم الغزل، فالرثاء، فالفخر. ومر السيد جمال الدين الأفغاني بالعراق، فاتصل به، فاتجهت إليه أنظار الجاسوسية، وكان العهد الحميدي، فطورد، فلاذ بالوكالة الإيرانية ببغداد. ثم خاف النفي أو الاعتقال، فساح نحو سنتين في عشائر العراق وإمارات الخليج العربي والهند، ودخل مصر في أواخر سنة 1316هـ، على أن يواصل سيره إلى أوربا، فطارت شهرته، وفرغت يده مما ادخر، فلقي من مودة (الشيخ محمد عبده) وبره الخفي ما حبب إليه المقام بمصر، فأقام. وأصيب بمرض ذهب ببصره إلا قليلاً. ومات محمد عبده سنة 1323هـ، فعاش في ضنك يستره إباء وشمم، إلى أن توفي، في مصر الجديدة، من ضواحي القاهرة. ملأ الصحف والمجلات شعراً، وضاعت منظومات صباه. وجمع أكثر ما حفظ من شعره في (ديوان الكاظمي-ط) مجلدان. قال السيد توفيق البكري: الكاظمي ثالث اثنين، الشريف الرضي ومهيار الديلمي.[١]

تعريف عبد المحسن الكاظمي في ويكيبيديا

عبد المحسن بن محمد بن علي الكاظمي (20 أبريل 1871 - 1 مايو 1935) (30 محرم 1288 - 28 محرم 1354) عالم مسلم وشاعر عراقي عاش معظم حياته في مصر. ولد في محلة دهنة في بغداد ونشأ في الكاظمية وإليها ينسب. كان أجداده يحترفون التجارة بجلود الخراف. حاول والده أن يدخله التجارة لكنّه لم يَمِل إليها، فتعلّم مبادئ القراءة والكتابة، واستهواه الأدب فنهل من علومه وحفظ كثيرًا. اتصل بالجمال الدين الأفغاني حين مرّ بالعراق، فطارده العهد الحميدي ففر إلى إيران ومنها إلى عشائر العراق وإمارات الخليج، وللهند ثم إلى مصر، فلاذ بالإمام محمد عبده الذي رحّب به، وأغدق عليه فأقام في مصر في كنفه، ولمّا توفي الإمام، ضافت به الأحوال وأصيب بمرض يقال أذهب بعض بصره، فانزوى في منزله في مصر الجديدة في القاهرة حتى توفّي. تميّز بخصب قريحته وسرعة بديهته وذوق رفيع سليم وألفاظ عذبة رنّانة، وكان يقول الشعر ارتجلاً وتبلغ مرتجلاته الخمسين بيتًا وحتى المئة أحيانًا. يلقب بـأبو المكارم و شاعر العرب ويعد من فحول الشعراء العرب في العصر الحديث. ضاع كثير من مؤلفاته وأشعاره أثناء فراره من مؤلفاته ديوان الكاظمي في جزآن صدرته ابنته رباب.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي