أحمد كان مثل بحر رحيب

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أحمد كان مثل بحر رحيب لـ جميل صدقي الزهاوي

اقتباس من قصيدة أحمد كان مثل بحر رحيب لـ جميل صدقي الزهاوي

أحمد كان مثل بحر رحيب

موجه فوق لجه كالكثيب

شغل الناس منذ كان بشعر

قاله معجزا لكل أديب

ان يكن أحمد تنبأ في القو

م فما ان عليه من تثريب

فلقد كان الشعر يوحي اليه

سوراً للاصلاح والتهذيب

انما معجزاته في معانيه

وفي لفظه وفي الاسلوب

كم له من معنى تراه قريبا

وهو في نفس الأمر غير قريب

ومن اللفظ ما يكاد من الرقة

يجري الى صميم القلوب

أحمد كان شاعراً وحكيما

وباسرار النفس كان عليما

أحمد لا يفنى وان كان في قبر

عفته الايام عظماً رميما

أحمد كان في الزعامة للشعر

وفي العلم بالحياة عظيما

قد أراد الحساد للحر هضما

فابى الحر ان يكون هضيما

جعل الشعر كالنهار مضيئا

بعد ان كان الشعر ليلا بهيما

وكأن الديوان في جمعه ما

قاله كان للنجوم سديما

قتلوا الشاعر العظيم اغتيالا

وفشا قتله فكان اليما

ايها الشاعر الحفي القدير

باسمك اليوم يهتف الجمهور

اكبر الفضل ما تقدره الاجيال

من بعد اهله والدهور

انما قد اصاب شاكلة الامة

لما اصابك المقدور

ذم دنيا غرارة ليس تخلو

من رزايا يسوء فيها المصير

افجع الحادثات في الغرب والشر

ق على النابه الاديب تدور

قائل الشعر قد يبور مصابا

بملم وشعره لا يبور

حبذا الشعر آتيا من شعور

انما يلمس الشعور الشعور

يا قتيل الآداب انك باق

وستحيا في انفس العشاق

كل بيت قد قلته فيك أرثي

آهة لي جاءت من الاعماق

حرم القاتلوك امتهم من

كلم ملء الدهر والآفاق

ولقد صارعت الخطوب الى ان

اطفأت منك كوكبا ذا ائتلاق

شاعر العقل شاعر المجد والفخر

الاثيلين شاعر الاخلاق

والذي آمنت ببعثته النا

س على خلفة من الاذواق

جاءت الخيل وهي تنحط اعياء

ء وراء المحجل السباق

انما انت للقريب الجديد

مثلما انت للقديم البعيد

لست ممن يقلون كل قديم

غير اني احب كل جديد

انت في الدولتين كنت رسولا

ذا كتاب تدعو الى التوحيد

ولقد صاغوا الشعر قبلك من لفظ

ووزن وصغته من حديد

واحد أنت من عباقرة ما

توا على الارض غيلة للخلود

انت ممن جنى القريض عليهم

قُتل الشعر كم له من شهيد

كنت حيناً كالليث يزأر للبطش

وحينا كالبلبل الغريد

انت بالشعر اذ هززت الشعوبا

كنت ترضي النهى وترضي القلوبا

حكم الذي اراد صوابا

ونسيب لمن اراد النسيبا

تلك نار اذا خبت فهي تبقي

من جديد للمصطلين لهيبا

يتعب الدهر في التخير حتى

يهب الناس شاعرا او اديبا

قد دعاك العلا فسرت اليه

ودعوت العلا فكان مجيبا

انه وحده الحبيب الذي قد

كنت منه وكان منك قريبا

ولئن كنت للغبي بغيضا

فلقد كنت للذكي حبيبا

انت فرد يا احمدج المتنبي

في قريض نظمته أي وربي

ما دعوت القوافي الغر الا

وهي عند الدعاء جاءت تلبي

كثر الناقدو قريضك بالباطل

سترا لصدقه بالكذب

رب بنت للشعر قد وأدوها

في ربيع الصبا على غير ذنب

غير ان لايام قد ضربتهم

بعد حرب تأججت أي ضرب

شاعر انت للعروبة جمعا

ء برغم الحساد في كل حقب

ولقد قالوا ما لاحمد قبر

كذبوا ان قبر احمد قلبي

لك في الشعر عزة قعساء

عجزت عن بلوغها الشعراء

انهم ضلوا في ظلام الليالي

وهدتك المجرّة البيضاء

انما قالة القريض كثير

وقليل من بينها النبغاء

بين من راضوا الشعر او قرضوه

ليس الا الاسم الزعيم البقاء

القريض الشريف ممن اهانو

ه بما اسندوا اليه براء

ليس من حظ العبقري اذا

برّžز الا العداء والبغضاء

ليس بالشعر ما خلا من شعور

وان احلولى لفظه والبناء

فاق شعر به نطقت مبينا

غرر الاولين والآخرينا

كان يحكي اليراع منك حساما

كلما احتل من يديك اليمينا

كنت تسطو به فيبدي زئيرا

ثم تشكو به فيبدي انينا

ضحكوا غرة فاسبلت دمعا

كنت تبكي به على الضاحكينا

ضم ديوانك الذي هو فردو

س من الشعر البكر حوراً عيهنا

انني كلما له جئت اتلو

اقرأ الحسن والهدى واليقينا

ولقد ابصر الكماة امامي

وارى قسطلا فاغضى العيونا

كان ليل يدجو وكان صباح

تتغذى بضوئه الارواح

انت في بحر كنت تسبح والبا

قون في حوض ماؤه ضحضاح

بك ليل القريض بعد ظلام

لاح للعين صبحه الوضاح

ثم زاد المقصرون صناعا

ت اليها الاديب لا يرتاح

ثم كان الغواة فيه فريقين

لكل عتاده والسلاح

ففريق مقلد لسواه

وفريق اباح ما لا يباح

ثم شبت بين الفريقين حرب

كثرت في الغمار منها الجراح

واحد انت من ملوك المعاني

ما له في سلطانه من ثان

شاعر العقل والعواطف في النفس

وما في قرارها من اماني

لا يدانيك ناقد قد تحدى

انه هادم وانت الباني

ما لهم في البلاغة اليوم ارض

ولك المشرفان والمغربان

انت ما كنت ترسل الشعر الا

بعد نضج في العقل او في الجنان

بعد الف من السنين تقضى

اكبرتك الاقوام في مهرجان

تعترى السامعي قريضك منهم

هزة في الارواح والابدان

انما جاءت الوفود ترامى

لتحييك ركعا وقياما

انهم يكبرون منك زعيما

اقعد الناس شعره واقاما

انهم لبوا دعوة الشعب لما

قدموا افواجا فكانوا كراما

لك يا احمد الامامة في المو

ت كما كنت في الحياة اماما

حبذا ابيات بها كنت تشدو

فجرت امثالا تزين الكلاما

سكت البلبل الذي كان يشدو

كل صبح فيوقظ النواما

محسن للتجديد احمد في البد

ء فمن ذا سيحسن الاتماما

شرح ومعاني كلمات قصيدة أحمد كان مثل بحر رحيب

قصيدة أحمد كان مثل بحر رحيب لـ جميل صدقي الزهاوي وعدد أبياتها أربعة و ثمانون.

عن جميل صدقي الزهاوي

جميل صدقي بن محمد فيضي بن الملا أحمد بابان الزهاوي. شاعر، نحى منحى الفلاسفة، من طلائع نهضة الأدب العربي في العصر الحديث، مولده ووفاته ببغداد، كان أبوه مفتياً، وبيته بيت علم ووجاهة في العراق، كردي الأصل، أجداده البابان أمراء السليمانية (شرقي كركوك) ونسبة الزهاوي إلى (زهاو) كانت إمارة مستقلة وهي اليوم من أعمال إيران، وجدته أم أبيه منها. وأول من نسب إليها من أسرته والده محمد فيضي. نظم الشعر بالعربية والفارسية في حداثته. وتقلب في مناصب مختلفة فكان من أعضاء مجلس المعارف ببغداد، ثم من أعضاء محكمة الاستئناف، ثم أستاذاً للفلسفة الإسلامية في (المدرسة الملكية) بالآستانة، وأستاذاً للآداب العربية في دار الفنون بها، فأستاذاً في مدرسة الحقوق ببغداد، فنائباً عن المنتفق في مجلس النواب العثماني، ثم نائباً عن بغداد، فرئيساً للجنة تعريب القوانين في بغداد، ثم من أعضاء مجلس الأعيان العراقي، إلى أن توفي. كتب عن نفسه: كنت في صباي أسمى (المجنون) لحركاتي غير المألوفة، وفي شبابي (الطائش) لنزعتي إلى الطرب، وفي كهولي (الجرىء) لمقاومتي الاستبداد، وفي شيخوختي (الزنديق) لمجاهرتي بآرائي الفلسفية، له مقالات في كبريات المجلات العربية. وله: (الكائنات -ط) في الفلسفة، و (الجاذبية وتعليها -ط) ، و (المجمل مما أرى-ط) ، و (أشراك الداما-خ) ، و (الدفع العام والظواهر الطبيعية والفلكية-ط) صغير، نشر تباعاً في مجلة المقتطف، و (رباعيات الخيام-ط) ترجمها شعراً ونثراً عن الفارسية. وشعره كثير يناهز عشرة آلاف بيت، منه (ديوان الزهاوي-ط) ، و (الكلم المنظوم-ط) ، و (الشذرات-ط) ، و (نزغات الشيطان-خ) وفيه شطحاتة الشعرية، و (رباعيات الزهاوي -ط) ، و (اللباب -ط) ، و (أوشال -ط) .[١]

تعريف جميل صدقي الزهاوي في ويكيبيديا

جميل صدقي بن محمد فيضي ابن الملا أحمد بابان الزهاوي (1279 هـ - 1354 هـ / 1863 - 1936 م): شاعر، من طلائع نهضة الأدب العربي في العصر الحاضر، وهو علم من أعلام الشعر العربي الحديث، ورائد من روّاد التفكير العلمي والنهج الفلسفي. مولده ووفاته ببغداد، كان أبوه مفتيها. وبيته بيت علم ووجاهة في العراق. كردي الأصل، أجداده البابانيون أمراء السليمانية، ونسبة الزهاوي إلى (زهاو) كانت إمارة مستقلة وهي اليوم من أعمال إيران، وجدته أم أبيه منها. وأول من نسب إليها من أسرته والده محمد فيضي الزهاوي.تلقى العلم على يدي أبيه مفتي بغداد، وفي مدرسته التي عُرفت بما تدرسه من العلوم الشرعية الإسلامية والأدب العربي. نظم الشعر بالعربية والفارسية في حداثته. وتقلب في مناصب مختلفة فكان من أعضاء مجلس المعارف ببغداد، ثم من أعضاء محكمة الاستئناف، ثم أستاذا للفلسفة الإسلامية في (المدرسة الملكية) بالآستانة، وأستاذا للآداب العربية في دار الفنون بها، فأستاذا للمجلة في مدرسة الحقوق ببغداد، فنائبا عن المنتفق في مجلس النواب العثماني، ثم نائبا عن بغداد، فرئيسا للجنة تعريب القوانين في بغداد، ثم من أعضاء مجلس الأعيان العراقي، إلى أن توفي.

[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي