أحملك كالوشم على ذراع بدويّ

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أحملك كالوشم على ذراع بدويّ لـ نزار قباني

أحملك كالوشم على ذراع بدويّ .
احملكِ .. كطعم الجُدّريّ
وأتسكع معك ..
على كل أرصفة العالم .
ليس عندي جواز سفر
وليس عندي صورةٌ فوتوغرافية
منذ كنت في الثالة من عمري
إنني لا أحب التصاوير ..
كل يوم يتغير لون عيوني
كل يوم يتغير مكان فمي
كل يوم يتغير عددُ أسناني
إنني لا أحب الجلوس
على كراسي المصورين ..
ولا أحبّ الصورَ التذكارية َ
كلّ أطفال العالم يتشابهون ..
وكل المعذبين في الأرض يتشابهون
كأسنان المشط ..
لذلك ..
نقعتُ جوازَ سفري القديم ..
في ماء أحزاني .. وشربتهُ ..
وقررتُ ..
أن أطوف العالم على دراجة الحرية
وبنفس الطريقة غير الشرعية
التي تستعملها الريح عندما تسافر ..
وإذا سالوني عن عنواني
أعطيتهمْ عنوان كل الأرصفة
التي اخترتها مكاناً دائماً لاقامتي .
وإذا سألوني عن أوراقي
أريتهم عينيك يا حبيبتي ..
فتركوني أمرُّ
لأنهم يعرفون ..
أن السفر في مدائن عينيكِ ..
من حق جميع المواطنين في العالم

عن نزار قباني

نزار قباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) شاعر سوري معاصر من مواليد مدينة دمشق.

تعريفه من ويكيبيديا

نزار بن توفيق القباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) دبلوماسي وشاعر سوري معاصر، ولد في 21 مارس 1923 من أسرة عربية دمشقية عريقة. إذ يعتبر جده أبو خليل القباني من رائدي المسرح العربي. درس الحقوق في الجامعة السورية وفور تخرجه منها عام 1945 انخرط في السلك الدبلوماسي متنقلًا بين عواصم مختلفة حتى قدّم استقالته عام 1966؛ أصدر أولى دواوينه عام 1944 بعنوان "قالت لي السمراء" وتابع عملية التأليف والنشر التي بلغت خلال نصف قرن 35 ديوانًا أبرزها "طفولة نهد" و"الرسم بالكلمات"، وقد أسس دار نشر لأعماله في بيروت باسم "منشورات نزار قباني" وكان لدمشق وبيروت حيِّزٌ خاصٌّ في أشعاره لعلَّ أبرزهما "القصيدة الدمشقية" و"يا ست الدنيا يا بيروت". أحدثت حرب 1967 والتي أسماها العرب "النكسة" مفترقًا حاسمًا في تجربته الشعرية والأدبية، إذ أخرجته من نمطه التقليدي بوصفه "شاعر الحب والمرأة" لتدخله معترك السياسة، وقد أثارت قصيدته "هوامش على دفتر النكسة" عاصفة في الوطن العربي وصلت إلى حد منع أشعاره في وسائل الإعلام.—قال عنه الشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة : (نزار كما عرفته في بيروت هو أكثر الشعراء تهذيبًا ولطفًا).

على الصعيد الشخصي، عرف قبّاني مآسي عديدة في حياته، منها مقتل زوجته بلقيس خلال تفجيرٍ انتحاري استهدف السفارة العراقية في بيروت حيث كانت تعمل، وصولًا إلى وفاة ابنه توفيق الذي رثاه في قصيدته "الأمير الخرافي توفيق قباني". عاش السنوات الأخيرة من حياته مقيمًا في لندن حيث مال أكثر نحو الشعر السياسي ومن أشهر قصائده الأخيرة "متى يعلنون وفاة العرب؟"، وقد وافته المنية في 30 أبريل 1998 ودفن في مسقط رأسه، دمشق.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي