أخلت أن جنابا منك يجتنب

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أخلت أن جنابا منك يجتنب لـ السري الرفاء

اقتباس من قصيدة أخلت أن جنابا منك يجتنب لـ السري الرفاء

أَخِلْتِ أنَّ جِناباً منكِ يُجتَنبُ

وأنَّ قلبَ محبٍّ عنكِ يَنقلِبُ

هيهاتَ ضرَّمَ نارَ الشوقِ فالتهبت

ضِرامُ نارٍ على خدَّيكِ يَلتهبُ

إذا طَلبتْ ربُى نجدٍ مخيِّمةً

فما لها في طلابِ غيرِها أربُ

لم يَشهَدِ البَينُ تُبدي ما يغيِّبُه

إلا وإشهادُنا من خيره غَيَبُ

تنقبَّت بالكسوفِ الشمسُ إذ طلعَت

شمسٌ تزيد ضياءً حين تنتقِبُ

مطلوبةُ الودِّ لم يَقعُدْ بها هربٌ

من الفراقِ ولم يلحقْ بها طلَبُ

قريبةٌ ودوامُ الهجرِ يُبعِدُها

والنَّجمُ أقربُ منها حين تَقتربُ

أشكو إلى الظَّلْمِ ما بي من ظُلامتِها

لو كانَ يُنصِفُ ذاك الظَّلْمُ والشَّنَبُ

وقد تناوبَني منها الخيالُ فما

أصابَ إلا خيالاً قلبُه يَجِبُ

أنَّى اطمأَنَّ وحصباءُ العَجاجِ عِدىً

من دونِه وثَراها السُّمرُ والقُضُبُ

حتى تصدَّتْ له بالشامِ من كثَبٍ

والشامُ لا صَدَرٌ منها ولا كَثَبُ

يكفيك أن لَعِبت بي نيةٌ قُذُفٌ

كأنّ جِدَّ المنايا عندها لَعِبُ

وراعَني ووراءَ الليلِ طاردُه

وَرْيٌ من الشَّيبِ في آثارِها لَهَبُ

لمّا تبسَّمَ في الفَوْديَنِ مغترباً

حيَّيتُه وكلانا اليومَ مغتَرِبُ

قوِّض خيامَك عن دارٍ ظُلِمتَ بها

وجانبِ الذُّلَّ إنَّ الذُّلَّ يُجتنَبُ

وارحلْ إذا كانت الأوطانُ مَضْيَعَةً

فالمَنْدَلُ الرَّطبُ في أوطانِه حَطَبُ

أما ترى الدهرَ أعقى من نوائِبه

جارَ الأمير فما تنتابُه النوبُ

أجارَنا منه من إقبالِه رَغَبٌ

يُحيي العُفاةَ ومن إعراضه رَهَبُ

غَيثٌ تحلَّبَ في الآفاقِ رَيِّقُه

على العُفاةِ ومَنشَى مُزْنِه حلَبُ

مرفوعةٌ حُجْبُه للزائرينَ وهل

للصُّبحِ مزَّقَ جِلبابَ الدُّجى حُجُبُ

ومسرعٍ وهو ثاوٍ في مكارمِه

كأنَّ إصعادَه من سُرعةٍ صَبَبُ

غامَت يداه فلم تكذِبْ غيومُهما

والغيثُ رُبَّما أزرى به الكَذِبُ

فللشَّمالِ سَحابٌ صوبُها غدَقٌ

ولليمينِ نِهابٌ صوبُها ذَهَبُ

لما توجَّه تِلقاءَ الثغورِ صفَت

كُدْرُ المياه بها واعشوشَبَ التَّرِبُ

وعرَّدَ الرُّومُ لما رامَهم هرباً

وهل من الحَينِ وافى جيشَه هربُ

لم تجلُبِ الخيلَ تَردي نحوَهم قُدُماً

إلا انثنتْ وذوو تيجانِها جَلَبُ

قُلْ للعُداةِ خذوا للحربِ أُهبتَها

فعن قليلٍ تفرَّى منكمُ الأُهُبُ

فتُبعثوا وتكونوا في اللِّقاءِ يداً

إنَّ الحِمامَ إلى أرواحكم سَغِبُ

أو فاغنموا السِّلْمَ قبلَ الحَيْنِ واستلموا

ركناً تَحِنُّ إليه العُجْمُ والعَرَبُ

فالحربُ آخذةٌ منكم وتاركةٌ

وإنما حربُ سيفِ الدولةِ الحَرَبُ

إن الهُمامَ الذي أضحى يغالبُكم

له على الدَّهْرِ فيما سامَه الغَلَبُ

فاستوهبوا العيشَ من إيثارِ طاعتِه

فإنما العيشُ ما يُعْطي وما يَهَبُ

لن تكسِبُوا العزَّ من عِصيانِ محتسبٍ

في الجودِ ما بِغرارِ السَّيفِ يَكتسبُ

ألوى فشنَّ على الأعداء غارتَه

من حيثُ يُؤمنُ أو من حيثُ يُرتَقَبُ

ظِلالُه حيثُ حلَّ القُضْبُ مُصْلتةً

وخيلُه حيثُ سار الجَحْفَلُ اللَّجبُ

أوفى على بطنِ هنزيطٍ فأمطره

وَدْقاً خلالَ بروقِ البيضِ يَنسكِبُ

غيثٌ هو المَحْلُ ما احمرَّت سَحائبُه

إلا تراجَعَ مصفرّاً به العُشُبُ

فكلما انتشَرتْ أبرادُ صيِّبِه

على البلادِ انطوَتْ أبرادُه القُشُبُ

وشارفَ البحرَ في بحرٍ إذا اضطربَتْ

حشاهُ خِلْتَ الجبالَ الشُّمَّ تضطربُ

مكوكَبُ النقعِ لو رامَتْ كواكبُه

كواكبَ الجوِّ ثابَتْ وهي تُنتَهَبُ

إذا سَرتْ حنَّتِ الجُردُ العِتاقُ به

وغرَّدَتْ في أعالي سُمْرِه العَذَبُ

كأنَّ شمسَ الضُّحى تخشاه بارزةً

فَضَوْءُها بحجابِ النَّقعِ مُحتَجِبُ

ولَّى الشَّمَيْشَقُ لا يهفو به طَربٌ

إلى المحلِّ ولا يدنو به سببُ

لم تَسْرِ خيلُكَ في أحشاء داجيةٍ

إلا سرى في دُجى أحشائه الرُّعُبُ

أجلى المواطنَ كُرهاً أن تورَّدَها

وَرْدٌ مواطنُه غابُ القَنَا الأشِبُ

حتى نصبتَ على رَغم الصليبِ بها

منابرَ الدينِ مسموعاً بها الخُطَبُ

ثم انثنيتَ وآسادُ الشَّرى جَزَرٌ

بالمُرهَفاتِ وغِزلانُ النقا سَلَبُ

سَبْيٌ تحصَّنَ منه الجيشُ وارتبطت

قُبُّ الجيادِ فلا ماشٍ ولا عَذَبُ

تخيَّرَ المجدُ أعلى نسبةٍ فغَدا

إلى عليِّ بنِ عبد الله يَنتسِبُ

ثلاثةٌ منه تجلو كلَّ داجيةٍ

جبينُه وغِرارُ السَّيفِ والحَسَبُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة أخلت أن جنابا منك يجتنب

قصيدة أخلت أن جنابا منك يجتنب لـ السري الرفاء وعدد أبياتها خمسون.

عن السري الرفاء

السرّي بن أحمد بن السرّي الكندي أبو الحسن. شاعر أديب من أهل الموصل، كان في صباه يرفو ويطرز في دكان له، فعرف بالرفاء ولما جاد شعره ومهر في الأدب قصد سيف الدولة بحلب، فمدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد. ومدح جماعة من الوزراء والأعيان، ونفق شعره إلى أن تصدى له الخالديان، وكانت بينه، وبينهما مهاجاة فآذياه وأبعداه عن مجالس الكبراء. فضاقت دنياه واضطر للعمل في الوراقة (النسخ والتجليد) ، فجلس يورق شعره ويبيعه، ثم نسخ لغيره بالأجرة. وركبه الدين، ومات ببغداد على تلك الحال. وكان عذب الألفاظ، مفتناً في التشبيهات ولم يكن له رواء ولا منظر. من كتبه (ديوان شعره ط) ، و (المحب والمحبوب والمشموم والمشروب - خ) .[١]

تعريف السري الرفاء في ويكيبيديا

أبو الحسن السري بن أحمد بن السري الكندي الرفاء الموصلي شاعر مشهور؛ كان في صباه يرفو ويطرز (يعمل خياطا) في دكان بالموصل ولذا سمي بالرفاء أي الخياط، وهو مع ذلك يتولع بالأدب وينظم الشعر، ولم يزل حتى جاد شعره ومهر فيه، وقصد سيف الدولة الحمداني بحلب ومدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد ومدح الوزير المهلبي وجماعة من رؤساء المدينة، وانتشر شعره وراج. وكانت بينه وبين أبي بكر محمد وأبي عثمان سعيد ابني هاشم الخالديين الموصليين الشاعرين المشهورين معاداة فادعى عليهما سرقة شعره وشعر غيره. وكان السري مغرى بكتابة ديوان أبي الفتح كشاجم الشاعر المشهور، وهو إذ ذاك ريحان الأدب بتلك البلاد فكان يقوم بدس أحسن شعر الخالديين فيما يكتبه من شعر كشاجم، ليزيد في حجم ما ينسخه وينفق سوقه ويغلي سعره ويشنع بذلك عليهما ويغض منهما ويظهر مصداق قوله في سرقتهما، فمن هذه الجهة وقعت في بعض النسخ من ديوان كشاجم زيادات ليست في الأصول المشهورة. وكان شاعرا مطبوعا عذب الألفاظ مليح المأخذ كثير الافتنان في التشبيهات والأوصاف، ولم يكن له رواء ولا منظر، ولا يحسن من العلوم غير قول الشعر، وقد عمل شعره قبل وفاته نحو 300 ورقة، ثم زاد بعد ذلك، وقد عمله بعض المحدثين الأدباء على حروف المعجم. ومن شعر السري أبيات يذكر فيها صناعته، فمنها قوله:

وللسري المذكور ديوان شعر كله جيد، وله كتاب المحب والمحبوب والمشموم والمشروب وكتاب الديرة. وكانت وفاته في العقد السابع من القرن الرابع الهجري ببغداد كما قال الخطيب البغدادي في تاريخه حوالي عام 366 هـ / 976م.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. السري الرفّاء - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي