أدب العلم وعلم الأدب

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أدب العلم وعلم الأدب لـ معروف الرصافي

اقتباس من قصيدة أدب العلم وعلم الأدب لـ معروف الرصافي

أدب العلم وعلم الأدب

شرف النفس ونفس الشرف

بهما يبلغ أعلى الرتب

كل رام منهما في هدف

أيها السابح في بحر الفنون

غائصاً في لُجّها الملتطِم

أنت واللَّه على رغم المنون

ذو وجود قاتل للعَدَم

قرنك الحاضر من أرقى القرون

خضع السيف به للقلم

فإذا شئت بلوغ الأرَب

فأغترف من بحره وأرتشف

فالمعالي أودعت في الكتب

كاللآلي أودعت في الصَدَف

أنت يا جاهل من قبل الممات

ميّت يمرح ما بين البُيوت

أوَ ما تعلم في هذي الحياة

أن رب العلم حيٌّ لا يموت

إذ قضى للعلم ربُّ الكائنات

بالعلا فهو زمام الملكوت

وعلى الجهل قضى بالعَطَب

فهو في الناس دليل التَلَف

فأفتكر أن شئت علم السبب

هل يكون النور مثلَ السَدَف

يا رعى الله زماناً لو يدوم

كان للدهر كأيام الصبا

أشرقت فيه من العلم نُجوم

ظنّ كل الناسِ أن لن تغرُبا

زمن قد ضحكت فيه العلوم

ونراها اليوم تبكي العَربَا

حيث منهم فَقَدَت خير أب

وأغتذت من يُتمها في شَظَف

يا عهود العلم ما شئت اندُبي

يا عيون المجد ما شئت اذرفي

هل أتاك الدهر فيما قد أتى

بحديث العُرب في الأندلس

حيث بالعزم أماطوا العَنَتا

وبنور العلم ليل الهَوَس

فأسألَنّ الغرب عمّا ثَبَتا

في ربوعٍ خَلَّفوها دُرُس

هل ترى ثَمّة من لم يُجِب

عن معاليهم ولم يعترف

آه لو يرجع ماضي الحُقُب

آه لو عاد زمان الشرف

سل رُبا بغداد عما قد مضى

لبني العباس في تلك الديار

وأسألنّ الشام عمّا قد أضا

للمُعاويّين فيها من فَخار

كم ترى للمجد سيفاً مُنْتضى

كم ترى للعلم فيها من مَنار

عجبي يا قوم كلَّ العجب

هذه الآثارَ لِمْ لا نقتفي

آهِ من رقدتنا وأحَرَبي

آهِ من من غفلتنا وا أسفي

يا أباةَ الضَيم من عُليا نِزار

أين منكم ذهبت تلك الطباع

كنتمُ كالسيف مشحوذ الغرار

والذي حلَّ حماكم لن يراع

كم إلى العلم أقمتم من مَنار

بعقول هي أسَنى من شُعاع

قَطفت أبواعكم عن كَثَب

كل مجد شاهق المُقتطَف

تلك واللَّه مزايا العرب

أورثوها خَلَفاً عن سَلَف

أنت يا شمس على كرّ السنين

قد تَقَلّبتِ طلوعاً في الورى

حدّثينا بحديث الأوّلين

فلقد شاهدت تلك الأعصرا

أفكانوا مثلَنا مختلفين

لا يغيثون إذا خطب عرا

أننا يا شمس في مُضطَرَب

قد ألِفْناه فلم نأتلف

أن بقينا هكذا فأحتجبي

عن بني الغبراء أو فانكسفي

يا بني يعرُب ما هذا المنام

أو ما أسفر صبح النُوَّم

أين من كان بكم يرعى الذِمام

ويُلّبي دعوة المُهْتَضَم

أفلا يَلذَعكم مني الملام

فلقد ألُفِظ جمراً من فمي

خارجاً في نَفَسِ كاللهب

مُحرقاً مهجة قلبي الدَنِفِ

أنا لولا فيض دمعي السَكِب

لتَحرّقت بنار الأسف

يا شباب القوم لولاكم لما

ساغ لي العذب وما أن لذّ لي

أنني أُبصر منكم أنجُما

لامعاتٍ في ظلام الأمل

فأصبروا اليوم على حرّ الظما

كي تنالوا الرِيّ في المستقبل

وأتعبوا اليوم فعُقبي التعب

راحةٌ مُشبَعة بالتَرَف

لتَقُونا أسوأ المنقلَب

إذ بناء القوم هاري الجُرُف

يا شباب القوم هُبّوا للبِراز

فبِكم يَبسم ثغر الوطن

وأرفُلوا أما بثوب الاعتزاز

أو بثوبٍ هو ثوب الكفن

وأعدّوا العلم لا السيف الجُراز

أنه عُدّة هذا الزمن

بسواه العزّ لم يُكتسَب

وهو المُنصف للمنتَصِف

أنه واللَّه لا عن كذِب

شرف النفس ونفس الشرف

شرح ومعاني كلمات قصيدة أدب العلم وعلم الأدب

قصيدة أدب العلم وعلم الأدب لـ معروف الرصافي وعدد أبياتها اثنان و خمسون.

عن معروف الرصافي

معروف بن عبد الغني البغدادي الرصافي. شاعر العراق في عصره، من أعضاء المجمع العلمي العربي (بدمشق) ، أصله من عشيرة الجبارة في كركوك، ويقال إنها علوية النسب. ولد ببغداد، ونشأ بها في الرصافة، وتلقى دروسه الابتدائية في المدرسة الرشيدية العسكرية، ولم يحرز شهادتها. وتتلمذ لمحمود شكري الآلوسي في علوم العربية وغيرها، زهاء عشر سنوات، واشتغل بالتعليم، ونظم أروع قصائده، في الاجتماع والثورة على الظلم قبل الدستور العثماني. ورحل بعد الدستور إلى الأستانة، فعين معلماً للعربية في المدرسة الملكية، وانتخب نائباً عن (المنتفق) في مجلس (المبعوثان) العثماني. وانتقل بعد الحرب العالمية الأولى إلى دمشق سنة (1918) ، ورحل إلى القدس وعين مدرساً للأدب العربي في دار المعلمين بالقدس، وأصدر جريدة الأمل يومية سنة (1923) فعاشت أقل من ثلاثة أشهر، وانتخب في مجلس النواب في بغداد. وزار مصر سنة (1936) ، ثم قامت ثورة رشيد عالي الكيلاني ببغداد فكان من خطبائها وتوفي ببيته في الأعظمية ببغداد. له كتب منها (ديوان الرصافي -ط) (دفع الهجنة - ط) (محاضرات في الأدب العربي - ط) وغيرها الكثير.[١]

تعريف معروف الرصافي في ويكيبيديا

معروف الرُّصَافِي (1292 - 1365 هـ / 1875 - 1945 م) أكاديمي وشاعر عراقي.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. معروف الرصافي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي