أدى إلي البرق مذ تبسما

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أدى إلي البرق مذ تبسما لـ شرف الدين الحلي

اقتباس من قصيدة أدى إلي البرق مذ تبسما لـ شرف الدين الحلي

أدى إليّ البرق مذ تَبَسَّمَا

ما أسندته الريح عن بان الحمى

بات يشق الأفق من غمد الدجى

وَهْناً كما جردت عَضْباً مُخْذِما

أَلَمَّ بي يشكو الكَلاَل ساهراً

حتى إذا أرق جَفْنِي هَوَّما

واهاً له من العراق زائراً

يعتسف البيد إليَّ مشئما

هدته أنفاس زفيري فامتطى

نحوي من الظلماء طرفاً أدهما

وما استطار خُلَّبا لأنه

أومض يستمطر دمعي فَهَمَى

فيالها من أدمع أغرقني

تيارها الطامي ولم يرو ظَمَا

فخلتها لما توالى سكبها

كواكباً تقذفن والخد سما

وحبذا نشر الصبا من بابل

كم شقّ من سوق إليَّ الأكما

أَذْكَرَنِي بِحِلَّةِ ابن مَزْيَدٍ

دهراً أَجَدَّ الوَجْدَ لما قَدُما

ومَعْلَماً للأنس ما زال به

قلبي مرتاد الغرام مُعْلَما

كم قد لثمت تربه وإنه

لو لم يكن مثل لمى الغيد لما

وكم بها من نضو شوق يغتدي

بعيد ذاك الحيّ مغرىً مغرما

تغمره الأقمار بالاً بالياً

فيهم وتُدمي عَيْنَهُ عِينُ الدُّمى

حورٌ ما جئن بذنب في الهوى

أُسْكِنَّ من حُشاشتي جهنما

رنون غزلاناً وفُحن عنبراً

ومِسم أغصاناً ولُحن أنجما

بيض النحور والثغور والطُّلى

حمر الحُلى لَعْسُ اللَّثا خضر اللَّمَى

ينظرن عن لواحظ محمية

إذا سفكن للمحبين دما

مثل سيوف الملك الظاهر كم

حمت مباحاً وأباحت من حمى

ملك إذا تنكر الأبطال في

يوم الوغى لم يُرْدِ إلا مُعْلَما

لو مرّ بالطود سطاه هده

أو بالنسيم عزمه تصرما

إن جال قلنا الليث صال وسطا

أو جاء قلنا الليث هاب وهمى

مفرج الغمة من نفس الهدى

ومنقذ الأمة من أسر العمى

تلقاه حيث البيض تبكي علقاً

طلقاً إذا وجه الردى تجهما

كالطود حلماً والحسام عزةً

والبدر وجهاً والغوادي كرما

يا راكب الآمال كم تُعْمِلُها

إلى انتجاع الورد هِيماً حُوَّما

اسم مطايا القصد تلق عنده

جَعْداً لفيفاً ومعيناً شَبِمَا

أمامك الغيث الغياثي الذي

ما ضنت الأنواء إلا انسجما

فلذ بِهَامِي دِيمة الجود يرى

بذل النوال للعفاة مغنما

من دوحة الملك الذي ما برحت

تغني فقيراً وتظلُّ معدما

ينمو إلى المجد وأيّ محتدٍ

للأنجم الزهر إليه منتمى

يا مالكاً لا تشهد الذل العدا

إلا إذا قيل غزا أو عزما

ليس يضيق البحر عن سفينة

إلا إذا فلكك فيه ازدحما

ولا يغص الجيش أحواز الفلا

إلا إذا كرشك بارى العلما

إليه باليعملات وُشُحاً

يدمى الوجى خفّاً لها ومنسما

مثل القسيّ نُحّفاً تخالها

قد فوقت من راكبيها أسهما

تهوي إلى البيت الحرام طرباً

منها إذا الحادي لها ترنما

ولم تزل واخدة حتى رأت

ركن المصلَّى والصفا وزمزما

كانت بدوراً فأنيخت بمنى

أهلة من الكَلال سُهما

لقد حمى الشهباء منك باسل

ألبسها الأمن فصارت حرما

وخصك الله بملك سترى

في كل أرض عدله مخيما

فاسعد بعام لا يزال سعده

على عداك كاسمه محرما

لا روع الملك الذي حميته

ولا غدا بنيانه مهدما

شرح ومعاني كلمات قصيدة أدى إلي البرق مذ تبسما

قصيدة أدى إلي البرق مذ تبسما لـ شرف الدين الحلي وعدد أبياتها ثلاثة و أربعون.

عن شرف الدين الحلي

أبو الوفاء راجح بن أبي القاسم إسماعيل الأسدي الحلي أبو الهيثم شرف الدين. شاعر من بني أسد ولد في مدينة الحلة في العراق. وقد رحل الشاعر إلى بغداد في خلافة الإمام الناصر لدين الله أبي العباس أحمد المستضيء بنور الله ولكنه لم يستقر كثيراً فرحل إلى الشام ومصر. وقد قضى جل حياته في ربوع الشام، ويظهر من شعره أنه شيعي وهذا ظاهر إذ أن كل أهل الحلة متشيعين. وشعر الحلي يشمل المدح في معظمه وله (ديوان كبير - خ) .[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي