أديرا علي الراح لا تشربا قبلي

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أديرا علي الراح لا تشربا قبلي لـ صريع الغواني

اقتباس من قصيدة أديرا علي الراح لا تشربا قبلي لـ صريع الغواني

أَديرا عَليَّ الراحَ لا تَشرَبا قَبلي

وَلا تَطلُبا مِن عِندِ قاتِلَتي ذَحلي

فَما حَزَني أَنّي أَموتُ صَبابَةً

وَلَكِن عَلى مَن لا يَحِلُّ لَهُ قَتلي

أُحِبُّ الَّتي صَدَّت وَقالَت لِتُربِها

دَعيهِ الثُرَيّا مِنهُ أَقرَبُ مِن وَصلي

أَماتَت وَأَحيَت مُهجَتي فَهيَ عِندَها

مُعَلَّقَةٌ بَينَ المَواعيدِ وَالمُطلِ

وَما نِلتُ مِنها نائِلاً غَيرَ أَنَّني

بِشَجوِ المُحِبّينَ الأُلى سَلَفوا قَبلي

بَلى رُبَّما وَكَّلتُ عَيني بِنَظرَةٍ

إِلَيها تَزيدُ القَلبَ خَبلاً عَلى خَبلِ

كَتَمتُ تَباريحَ الصَبابَةِ عاذِلي

فَلَم يَدرِ ما بي فَاِستَرَحتُ مِنَ العَذلِ

وَمانِحَةٍ شُرّابَها المُلكَ قَهوَةٍ

مَجوسِيَّةِ الأَنسابِ مُسلِمَةِ البَعلِ

رَبيبَةِ شَمسٍ لَم تُهَجنَ عُروقُها

بِنارٍ وَلَم يُقطَع لَها سَعفُ النَخلِ

تَصُدُّ بِنَفسِ المَرءِ عَمّا يَغُمُّهُ

وَتُنطِقُ بِالمَعروفِ أَلسِنَةَ البُخلِ

قَدِ اِستُودِعَت دَنّاً لَها فَهوَ قائِمٌ

بِها شَفَقاً بَينَ الكُرومِ عَلى رِجلِ

بَعَثنا لَها مِنّاً خَطيباً لِبُضعِها

فَجاءَ بِها يَمشي العِرضَنَة في مَهلِ

رَقى رَبَّها حَتّى اِحتَواها مُغالِياً

عَقيلَتَهُ دونَ الأَقارِبِ وَالأَهلِ

فَوافى بِها عَذراءَ كُلَّ فَتى نَدَىً

جَزيلَ العَطايا غَيرَ نِكسٍ وَلا وَغلِ

مُعَتَّقَةً لا تَشتَكي وَطءَ عاصِرٍ

حَرورِيَّةً في جَوفِها دَمُها يَغلي

أَغارَت عَلى كَفِّ المُديرِ بِلَونِها

فَصاغَت لَهُ مِنها أَنامِلَ كالذَّبلِ

أَماتَت نُفوساً مِن حَياةٍ قَريبَةٍ

وَفاتَت فَلَم تُطلَب بِتَبلٍ وَلا ذَحلِ

شَقَقنا لَها في الدَّنِ عَيناً فَأَسبَلَت

كَما أَسبَلَت عَينُ الخَريدِ بِلا كُحلِ

كَأَنَّ حَبابَ الماءِ حينَ يَشُجُّها

لَآلِئُ عِقدٍ في دَماليجَ أَو حِجلِ

كَأَنَّ فَنيقاً بازِلاً شُكَّ نَحرُهُ

إِذا ما اِستَدَرَّت كَالشُعاعِ عَلى البَزلِ

كَأَنَّ ظِباءً عُكَّفاً في رِياضِها

أَباريقُها أَوجَسنَ قَعقَعَةَ النَبلِ

ظَلِلنا نُناغي الخُلدَ في مَشرَعِ الصِبا

عَلَينا سَماءُ العَيشِ دائِمَةُ الهَطلِ

وَدارَت عَلَينا الكَأسُ مِن كَفِّ طَفلَةٍ

مُبتَلَّةٍ حَوراءَ كَالرَشَءِ الطَّفلِ

وَحَنَّ لَنا عودٌ فَباحَ بِسِرِّنا

كَأَنَّ عَلَيهِ ساقَ جارِيَةٍ عُطلِ

تُضاحِكُهُ طَوراً وَتُبكيهِ تارَةً

خَدَلَّجَةٌ هَيفاءُ ذاتُ شَوىً عَبلِ

إِذا ما اِشتَهَينا الأُقحُوانَ تَبَسَّمَت

لَنا عَن ثَنايا لا قِصارٍ وَلا ثُعلِ

وَأَسعَدَها المِزمارُ يَشدو كَأَنَّهُ

حَكى نائِحاتٍ بِتنَ يَبكينَ مِن ثُكَلِ

غَدَونا عَلى اللَذّاتِ نَجني ثِمارَها

وَرُحنا حَميدي العَيشِ مُتَّفِقي الشَكلِ

أَقامَت لَنا الصَهباءُ صَدرَ قَناتِها

وَمالَت عَلَينا بِالخَديعَةِ وَالخَتلِ

إِذا ما عَلَت مِنّا ذُؤابَةَ شارِبٍ

تَمَشَّت بِهِ مَشيَ المُقَيَّدِ في الوَحلِ

فَلا نَحنُ مِتنا ميتَةَ الدَهرِ بَغتَةً

وَلا هِيَ عادَت بَعدَ عَلِّ إِلى نَهلِ

وَساقِيَةٍ كَالريمِ هَيفاءَ طَفلَةٍ

بَعيدَةِ مَهوى القُرطِ مُفعَمَةِ الحِجلِ

تَنَزُّهُ طَرَفَي في مَحاسِنِ وَجهُها

إِذا اِحتُثَّتِ الطاساتُ يُغنى عَنِ النُقلِ

سَأَنقادُ لِلَّذاتِ مُتَّبِعَ الصِبا

لِأُمضِيَ هَمّي أَو أُصيبَ فَتىً مِثلي

هَلِ العَيشُ إِلّا أَن أَروحَ مَعَ الصِبا

وَأَغدوا صَريعَ الراحِ وَالأَعيُنِ النُجلى

شرح ومعاني كلمات قصيدة أديرا علي الراح لا تشربا قبلي

قصيدة أديرا علي الراح لا تشربا قبلي لـ صريع الغواني وعدد أبياتها خمسة و ثلاثون.

عن صريع الغواني

مسلم بن الوليد الأنصاري بالولاء أبو الوليد. شاعر غزِل، من أهل الكوفة نزل بغداد فاتصل بالرشيد وأنشده، فلقبه صريع الغواني فعرف به. قال المرزباني: اتصل بالفضل بن سهل فولاه بريد جرجان فاستمرّ إلى أن مات فيها. وقال التبريزي: هو مولى أسعد بن زرارة الخزرجي.! مدح الرشيد والبرامكة وداود بن يزيد بن حاتم ومحمد بن منصور صاحب ديوان الخراج ثم ذا الرياستين فقلده مظالم جرجان. وقال السهمي: قدم جرجان مع المأمون، ويقال إنه ولي قطائع جرجان وقبره بها معروف. وهو أول من أكثر من البديع في شعره وتبعه الشعراء فيه.[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي