أديرت علينا من طلى العلم أكؤس

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أديرت علينا من طلى العلم أكؤس لـ الحبسي

اقتباس من قصيدة أديرت علينا من طلى العلم أكؤس لـ الحبسي

أُدِيرَتْ علينا مِنْ طلَى العلم أكؤُسُ

فسُرَّتْ بها منا قُلوبٌ وأَنْفسُ

فمنْ يَحْسُها يُحسِنْ بهنَ خلائقاً

وتَحسُنْ مساعيه وذو الجهل أَخْرسُ

فلّمْ يبْلُغَنَّ العلمَ من كانَ عاجزاً

فهاهتهُ يُمسِي بها ويغَلِّسُ

وقد يتزيَّا بالبلادة مِصْقَع

بليغٌ لأبكارِ العلوم مُعنِّسُ

ولا سيما إنْ لم يجد متدبِّراً

مقالةَ نثرٍ أو قَريضاً يُحبَّسُ

فأحسِنْ بمنْ في العِلمِ أصبحَ هَمُّهُ

وأحسِنْ بمن يَهْدِى به ويدَرِّسُ

أخو العلم تخشاهُ العدا ويُحبُّه الرْ

رحيمُ ويخشاه الرّجيمُ الموسوس

تعلَّمْ وخالِفْ كلَّ فدْمٍ مُعنَّفٍ

ودَعْه بآفاتٍ العمى يتمرّسُ

وإياكَ والنطقَ الردىءَ الذي به

يذمُّكَ واشٍ أو يعيبُك مجلسُ

ولاتك غرّاً كالذين إذا هُدُوا

إلى الحق ضَلُّوا أو إذا ذُكِّروا نسوا

وكنْ عارفا كيدَ الزمانِ وأهلِه

وكنْ حازما إنْ كان فيك تفَرُّس

فلولا لزومُ الحزمِ ما آبَ سالما

بحوبائه مِنْ قَتْله المتلَمِّسُ

وما ضَرَّ حُرّاً عارماً طوَّحتْ به الطْ

طوائحُ خوفاً أن يُغالَ التجسسُ

تغرُّ الليالي أهلَها وتخونُهم

كما خانت البعْلَ المهمَّل مومسُ

ومن يجعل الأعداء عيْنتَه يصِرْ

خروفاً تولاَّه عَسُول عَملَّسُ

فلا تأمنَنْ مكرَ العداة فإنهم

همُ الشر والداءُ الدفينُ المدَسَّسُ

لعمرك إني لستُ ممنْ بفعلهم

تُوسَّخُ أعراضٌ لهم وتدنَّسُ

ولم أر صبراً لي على الحيْفِ والأذى

كما يصبرُ الوغدُ الخسيسُ المخسَّسُ

ولكنني إنْ نابَني أمرُ خالقي

وتقديرُه حُرٌّ صبور وكيِّسُ

فكم قضَت الأيامُ مني مرادَها

ولكنني من خيره لستُ أيأس

سأضحكُ في يومٍ الحوادثِ راجيا

إذا ما بكى فيه قنوطُ ومُبْلِسُ

أُحَيَّي صديقي بالسلامِ بشاشةً

وقلبي بأنيابِ الخطوب يُضَرَّسُ

وما ذاكَ إِلا حسنٌ حالِ مُرُوَّةٍ

وليس الذي يدرى كمن ليس يَهْجِسُ

ويومٍ من الفصلِ الربيعِ تباكرتْ

سحائبهُ والقفرُ أجردُ أملسُ

سقتْه فأحيَتْ منه ما كان ميِّتاً

وأحيَتْ رسوماً كاد بالقحط تدرسُ

غوادٍ هوامٍ ليس ترقى جفونها

بهن يصابُ الرزقُ من حيثُ يُلمسُ

فما زال في أيامه أنملُ الحيا

تَشِى وتحوك والبسيطة تلبَسُ

فمِنْ أحمرٍ قان وأخضرَ ناضرٍ

يروقُ ومنه أبيضٌ ومُوَرَّسُ

ومُزْنٍ أجَشِّ الصوت باكٍ وضاحكٍ

أرِقْتُ له والليلُ داجٍ مُعسْعِسُ

تَشُبُّ الصبا منه البوارق في الدجى

فتضحك منه الأرضُ طوراً وتعبَسُ

كأن رزيم الرعدِ في ظلُماته

زئيرَ أسودِ الغيلِ ساعة تحرسُ

أَحَمٌّ يبيت الذئب فيه كأنه

أخو غمَّةٍ مِنْ وُلدِه يتحسَّسُ

ينِمُّ به الوَلاّفُ طوراً وتارة

يُواريه يحْمومٌ من الليلِ دحمسُ

فما زال حتى أقلَعَ الجو وانْجَلَى الظَّ

لامُ ووَافَى صبحُه المتنفِّسُ

غدوتُ أُزجِّي العيسَ في البيد نحو من

له الفضْلُ والبيتُ الرفيعُ المقدس

سُلالةِ سيفٍ نجلِ سلطانٍ الذي

به يسعدُ الإسلامُ والكفر يتعَسُ

فتَى ملأ الدنيا أمانا وهَيْبَةً

وعدلا به رأسُ المنافقِ يُنكسُ

له مكرُماتٌ في الورى وعزائمٌ

بها أملُ الباغي يخيبُ ويُعكسُ

إذا ما صدورُ الكافرينَ تكبَّرتُ

عليه أذلتْها صدورٌ وأرؤسُ

له الشرفُ العالي له المجدُ والثنا

له الملكُ والركنُ السديدُ المؤسَّسُ

فإنْ تلْقه لم تلق إلا مهذبا

ولكنه يومَ الكريهة أحمسُ

هو البدرُ والشمسُ المنيرةُ والهدى

هو الغيثُ والبحرُ الخِضَمُّ القلَمَّسُ

هو الليثُ حتى لا ليوث وماله

مثيلٌ ولكن بالمهنْد يغرسُ

هلاكٌ لمنْ في نفسه الشرَّ مُضمِرٌ

وأمنٌ لمنْ في نفسه الخوفُ مُوجِسُ

ويطعم يوماً ليس يوجَد مُطعِمٌ

ويُلِبسُ يوماً ليس يوجدُ مُلْبِسُ

فهذا الذي يُخْنَى ويُرجَى وذا الذي

تقرُّ به الدنيا عيوناً وتأنسُ

هو الرأسُ وهْو الناسُ والناسُ دونه

هو الملكُ العدْلُ الذي ليس يبخَسُ

له تشهدُ الهيجاءُ والخيل والظُّبَي الْ

قواضي المواضي والخميسُ العرنْدسُ

وخذْها إمامَ المسلمين خريدةً

فأنتَ لها كُفؤٌ وبَعلٌ ومُعْرِسُ

تفوقُ الحسانَ الغيدَ حسناً وحليُها

من الدر والعقيان واللبس سندسُ

ودمْ وابقَ يا منْ أرضُه خيرُ بلدةٍ

بها يُزرع الذكر الجميل ويُغرسُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة أديرت علينا من طلى العلم أكؤس

قصيدة أديرت علينا من طلى العلم أكؤس لـ الحبسي وعدد أبياتها واحد و خمسون.

عن الحبسي

راشد بن خميس بن جمعة بن أحمد الحبسي النزوي العماني. شاعر مجيد، من أهل عمان، اشتهر في أيام إمامة ابن سلطان، ولد في عين بني صارخ من قرى ((الظاهرة)) من عمان، ورمد وعمي في طفولته، ثم انتقل إلى أرض (الحزم) من ناحية الرستاق (في عمان) ثم سكن نزوى إلى أن مات. وله في اليعربيين ووقائعهم قصائد كثيرة في (ديوان شعر) شرحه بعض العلماء.[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي