أديري على الراح ساقية الخمر

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أديري على الراح ساقية الخمر لـ صريع الغواني

اقتباس من قصيدة أديري على الراح ساقية الخمر لـ صريع الغواني

أَديري عَلى الراحِ ساقِيَةَ الخَمرِ

وَلا تَسأَليني وَاِسأَلي الكَأسَ عَن أَمري

كَأَنَّكِ بي قَد أَظهَرَت مُضمَرَ الحَشا

لَكِ الكَأسُ حَتّى أَطلَعَتكِ عَلى سِرّي

وَقَد كُنتُ أَقلى الراحَ أَن يَستَفِزَّني

فَتَنطِقَ كَأسٌ عَن لِساني وَلا أَدري

وَلَكِنَّني أَعطَيتُ مِقوَدِيَ الصِبى

فَقادَ بَناتِ اللَهوِ مَخلوعَةَ العُذرِ

إِذا شِئتُ غاداني صُبوحٌ مِنَ الهَوى

وَإِن شِئتُ ماساني غُبوقٌ مِنَ الخَمرِ

ذَهَبتُ وَلَم أُحَدِد بِعَينِيَ نَظرَةً

وَأَيقَنتُ أَنَّ العَينَ هاتِكَةٌ سِتري

جَعَلنا عَلاماتِ المَوَدَّةِ بَينَنا

مَصايِدَ لَحظٍ هُنَّ أَخفى مِنَ السِحرِ

فَأَعرِفُ مِنها الوَصلَ في لينِ طَرفِها

وَأَعرِفُ مِنها الهَجرَ بِالنَظَرِ الشَزرِ

وَفي كُلِّ يَومٍ خَشيَةٌ مِن صُدودِها

أَبيتُ عَلى ذَنبٍ وَأَغدو عَلى عُذرِ

وَمُلتَطِمُ الأَمواجِ يَرمي عُبابُهُ

بِجَرجَرَةِ الآذِيِّ لِلعِبرِ فَالعِبرِ

مُطَعَّمَةٍ حِيتانُهُ ما يُغِبُّها

مَآكِلُ زادٍ مِن غَريقٍ وَمِن كَسرِ

إِذا اِعتَنَقَت فيهِ الجَنوبُ تَكَفَّأَت

جَواريهِ أَو قامَت مَعَ الريحِ لا تَجري

كَأَنَّ مَدَبَّ المَوجِ في جَنَباتِها

مَدَبُّ الصَبا بَينَ الوِعاثِ مِنَ العُفرِ

كَشَفتُ أَهاويلَ الدُجى عَن مَهولِهِ

بِجارِيَةٍ مَحمولَةٍ حامِلٍ بِكرِ

لَطَمتُ بِخَدَّيها الحَبابُ فَأَصبَحَت

مُوَقَّفَةَ الداياتِ مَرتومَةَ النَحرِ

إِذا أَقبَلَت راعَت بِقُنَّةِ قَرهَبٍ

وَإِن أَدبَرَت راقَت بِقادِمَتَي نَسرِ

تَجافى بِها النوتيُّ حَتّى كَأَنَّما

يَسيرُ مِنَ الإِشفاقِ في جَبَلٍ وَعرِ

تَجَلَّجُ عَن وَجهِ الحَبابِ كَما اِنثَنَت

مُخَبَّأَةٌ مِن كِسرِ سِترٍ إِلى سِترِ

أَطَلَّت بِمِجذافينِ يَعتوِرانِها

وَقَوَّمَها كَبحُ اللِجامِ مِنَ الدُبرِ

فَحامَت قَليلاً ثُمَّ مَرَّت كَأَنَّها

عُقابٌ تَدَلَّت مِن هَواءٍ عَلى وَكرِ

أَنافَ بِهاديها وَمَدَّ زِمامَها

شَديدُ عِلاجِ الكَفِّ مُعتَمِلُ الظَهرِ

إِذا ما عَصَت أَرخى الجَريرُ لِرَأسِها

فَمَلَّكَها عِصيانَها وَهيَ لا تَدري

كَأَنَّ الصَبا تَحكي بِها حينَ واجَهَت

نَسيمَ الصَبا مَشيَ العَروسِ إِلى الخِدرِ

يَمَمنا بِها لَيلَ التِمامِ لِأَربَعٍ

فَجاءَت لِسِتٍّ قَد بَقينَ مِنَ الشَهرِ

فَما بَلَغَت حَتّى اِطِّلاحِ خَفيرِها

وَحَتّى أَتَت لَونَ اللِحا مِنَ القِشرِ

وَحَتّى عَلاها المَوجُ في جَنَباتِها

بِأَردِيَةٍ مِن نَسجِ طُحلُبِهِ خُضرِ

رَمَت بِالكَرى أَهوالُها عَن عُيونِهِم

فَباتَت أَهاويلُ السُرى بِهِمُ تَسري

تَوُمُّ مَحَلَّ الراغِبينَ وَحَيثُ لا

تُذادُ إِذا حَلَّت بِهِ أَرجُلُ السَفرِ

رَكِبنا إِلَيهِ البَحرَ في مُؤخِراتِهِ

فَأَوفَت بِنا مِن بَعدِ بَحرٍ إِلى بَحرِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة أديري على الراح ساقية الخمر

قصيدة أديري على الراح ساقية الخمر لـ صريع الغواني وعدد أبياتها تسعة و عشرون.

عن صريع الغواني

مسلم بن الوليد الأنصاري بالولاء أبو الوليد. شاعر غزِل، من أهل الكوفة نزل بغداد فاتصل بالرشيد وأنشده، فلقبه صريع الغواني فعرف به. قال المرزباني: اتصل بالفضل بن سهل فولاه بريد جرجان فاستمرّ إلى أن مات فيها. وقال التبريزي: هو مولى أسعد بن زرارة الخزرجي.! مدح الرشيد والبرامكة وداود بن يزيد بن حاتم ومحمد بن منصور صاحب ديوان الخراج ثم ذا الرياستين فقلده مظالم جرجان. وقال السهمي: قدم جرجان مع المأمون، ويقال إنه ولي قطائع جرجان وقبره بها معروف. وهو أول من أكثر من البديع في شعره وتبعه الشعراء فيه.[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي