أذكى سنا البرق في أحشائه لهبا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أذكى سنا البرق في أحشائه لهبا لـ ابن نباتة المصري

اقتباس من قصيدة أذكى سنا البرق في أحشائه لهبا لـ ابن نباتة المصري

أذكى سنا البرقِ في أحشائهِ لهبا

وجاذبتهُ يدُ الأشواقِ فانجذبا

واستخرجَ الحبَّ كنزاً من محاجرهِ

فقامَ يبكي على أحبابهِ ذهبا

صبٌّ يرى شرعةً في الحبِّ واضحةً

فما يُبالي إذا قالَ الوشاةُ صبا

نحا الهوَى فكرَهُ العاني فصيَّرهُ

بعامل القدِّ لا ينفكُّ منتصبا

مقسم الدمعِ والأهواءِ تحسبه

بينَ الصدودِ وبين النأي منتهبا

ذو وجنةٍ بمجاري الدَّمعِ قد قرحتْ

وخاطر بجناحِ الشوقِ قد وجبا

كأنَّ مهجتهُ ولَّتهُ فاتَّخذتْ

سبيلها عنه في بحرِ البكى سربا

يا ساريَ البرق في آفاق مصر لقدْ

أذكرتني من زمان النيل ما عذُبا

حدِّث عن البحرِ أو دمعي ولا حرجٌ

وانقل عن النارِ أو قلبي ولا كذِبا

واندُب على الهرمِ الغربيّ لي عمراً

فحبَّذا هرمٌ فارقته وصبا

وقبِّل الأرضَ في بابِ العلاءِ فقدْ

حكيتَ من أجلِ هذا الثغرَ والشنبا

واهْتفْ بشكوايَ في ناديهِ إنَّ بهِ

في المكرماتِ غريباً يرحمُ الغرَبا

هذا الذي إن دعا الأقرانُ فكرتهُ

قالت عزائِمهُ ليس العُلى لعبا

وفى الكتابةَ في علمٍ وفي عملٍ

هذا وعارضهُ في الخدِّ ما كُتبا

وجانست فضلَ مرباهُ فضائلهُ

فراحَ في حالتيهِ يتقن الأدبَا

ذو البيت إن حدَّثت عنه العلى خبراً

جاءتْ بإسنادِها عنه أباً فأبا

بيتٌ أفاعيلهُ في الفضلِ وازنةٌ

فما تراهُ غداةَ المدحِ مضطرِبا

لذَّتْ مناسبه في لفظِ ممتدحٍ

حتَّى حسبنا نسيباً ذلك النسبا

وطالع الفكر من أنبائه سيراً

فما رأى غيرَ أبناءٍ من النجبا

يقفو أخٌ في المعالي والعلومِ أخاً

فبطلع الكلُّ في آفاقها شهبا

من كلِّ ذي قلمٍ أمست مضارِبهُ

سيفاً لدولةِ ملكٍ يدفعُ النوبا

أما ترى بعليٍّ مصر فارحةً

فلا عليًّا فقدناه ولا حَلبا

مهدِي المقالَ لأسماع الورَى دررا

وممطر الجودِ في أيديهمو ذهبا

يصبو إذا نطقَ الصابي ويرمُقه

طرفُ ابن مقلةَ بالإجلال إن كتبا

لم أنسَ لم أنسَ من إنشائِهِ سُحباً

بآية النظم يتلو قبلها سحبا

مرتّ بلفظِ فتيِّ الرُّومِ قائلةً

ما تطلب الرُّوم ممنْ أعجزَ العربا

لو أنَّ فحلَ كليب شامَ بارقها

أمسى يلفُّ على خيشومه الذنبا

تلكَ الَّتي بلغت في الحسنِ غايتهُ

ولم تدعْ لنفيس بعدها رتبا

حتَّى اغْتدى الدُّرُّ في أسلاكه صدفاً

والمندل الرطب في أوطانِهِ حطبا

وطارحتْني وشيبي شاغلٌ أذني

أبعدَ خمسينَ مني تبتغي الأدبا

يا سيدَّ سرَّني مسراهُ في نهجٍ

لنْ يستطيعَ له ذو فكرةٍ طلبا

هذي بديهتكَ الحسناء ما تركتْ

للسحر والنحلِ لا ضرْباً ولا ضرَبا

متى أشافه هذا اللفظَ من كتبٍ

تملى فامْلأ من أوصافِهِ الكتبا

شكراً لأقلامك اللاَّتي جرت لمدىً

في الفضلِ أبقي لباغِي شأوهُ التعبا

حلَّتْ وأطربتْ المصغي وحزت بها

فضل السباق فسمَّاها الورَى قصبا

شرح ومعاني كلمات قصيدة أذكى سنا البرق في أحشائه لهبا

قصيدة أذكى سنا البرق في أحشائه لهبا لـ ابن نباتة المصري وعدد أبياتها خمسة و ثلاثون.

عن ابن نباتة المصري

محمد بن محمد بن محمد بن الحسن الجذامي الفارقي المصري أبو بكر جمال الدين. شاعر عصره، وأحد الكتاب المترسلين العلماء بالأدب، أصله من ميافارقين، ومولده ووفاته في القاهرة. وهو من ذرية الخطيب عبد الرحيم بن محمد بن نباتة. سكن الشام سنة 715هـ‍ وولي نظارة القمامة بالقدس أيام زيارة النصارى لها فكان يتوجه فيباشر ذلك ويعود. ورجع إلى القاهرة سنة 761 هـ فكان بها صاحب سر السلطان الناصر حسن. وأورد الصلاح الصفدي في ألحان السواجع، مراسلاته معه في نحو 50صفحة. له (ديوان شعر -ط) و (سرح العيون في شرح رسالة ابن زيدون -ط) . (سجع المطوق -خ) تراجم وغيرها.[١]

تعريف ابن نباتة المصري في ويكيبيديا

ابن نُباتة (686-768ه‍ = 1287-1366م) محمد بن محمد بن محمد بن الحسن الجذامي الفارقي المصري، أبو بكر، جمال الدين، ابن نُباتة: شاعر، وكاتب، وأديب، ويرجع أصله إلى ميافارقين، ومولده ووفاته في مدينة القاهرة، وهو من ذرية الخطيب عبد الرحيم بن محمد بن نُباتة، ولقد سكن الشام سنة 715 هـ (تقريباً) وولي نظارة القمامة في مدينة القدس أيام زيارة المسيحيين لها، فكان يتوجه فيباشر ذلك ويعود، ورجع إلى القاهرة (سنة 761) فكان بها صاحب سر السلطان، وله ديوان شعر و(سرح العيون في شرح رسالة ابن زيدون) وغيرها.وكان شاعراً ناظماً لهُ ديوان شعر كبير مرتب حسب الحروف الهجائية وأشهر قصيدة لهُ بعنوان (سوق الرقيق) ولهُ العديد من الكتب منها كتاب (سرح العيون في شرح رسالة ابن زيدون)، وكتاب (تلطيف المزاج في شعر ابن الحجاج)، وكتاب (مطلع الفرائد)، وسير دول الملوك وغيرها.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ابن نباتة المصري - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي