أذم إليك عادية الفراق

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أذم إليك عادية الفراق لـ السري الرفاء

اقتباس من قصيدة أذم إليك عادية الفراق لـ السري الرفاء

أَذُمُّ إليكَ عاديةَ الفِراقِ

وأحمَدُ سائحَ الدَّمعِ المُراقِ

أَمِنْتُ الكاشِحينَ فَأَسْلَمَتْهُ

لذِكْراكَ الشُّؤونُ إلى المآقي

ولم أَملِكْ غَراماً في اتَّئادٍ

يؤَرِّقُني ودَمعاً في استباقِ

وكيفَ أَرُدُّ أنفاساً حِراراً

لو ارتَدَّتْ لأَحْرَقَتِ التَّراقي

أَرومُ دُنُوَّ كاذبةِ التَّداني

من العُشَّاقِ صادِقَةِ الفِراقِ

أَلَمَّ خَيالُها والعِيسُ حَسْرى

مَرافِقُها وسائدُ للرِّفاقِ

فبِتْنا والعُقودُ لها انبتاتٌ

على الأعناقِ من ضيقِ العِناقِ

وراحٍ يَستَحِثُّ بها ضَريبٌ

على راحٍ يُخَيَّلُ في احتراقِ

سَلَبْناها الزِّقاقَ ونحنُ أَولَى

بما تحوي الزِّقاقُ من الزِّقاقِ

بمتَّسِقٍ كأَنَّ الشَّمْسَ تجلو

علينا منه حَلْياً في اتِّساقِ

له أَرَجٌ يُحَيِّي السِّرْبَ وَهْناً

بأنفاسٍ مُطَيَّبَةٍ رِقاقِ

وأغصان تَقولُ إذا تَثَنَّتْ

أَخَمْراً ما سَقَتْهُنَّ السَّواقي

هَلِ الأَيَّامُ مُطْلِقَةٌ وِثاقي

فأَرحلَ أَم مُنَفِّسَةٌ خِناقي

وهَل بالشَّامِ لي وَجْهُ ارتيادٍ

أُقيمُ عليه أَم وَجهُ انطلاقِ

عَلِقْتُ فما وَهَتْ كَفِّي ولكنْ

وَهَى عن قَبْضِها حَبْلُ اعتلاقي

وأكثرُ ما أقولُ سقَى ابنَ فَهْدٍ

حياً كَنَداه مُنْحَلَّ النِّطاقِ

رَماني بامتهانٍ فَلَّ غَربي

وأطمَعَ كلَّ وَغْدٍ في لَحاقي

وأَسرفَ في الوَدادِ على التَّنائي

فحينَ دَنَوْتُ أسرفَ في الشِّقاقِ

وسِرْتُ فكُنتُ بَدْرَ التَّمِّ أوفى

بِه طولُ المَسيرِ على المَحاقِ

ولي منه إذا ما الكأسُ دارَتْ

عَرابِدُ لا يَقي منهنَّ وَاقِي

تُساوِرُني فأَلقاها برِفْقٍ

كما يَلْقى فَحيحَ الرُّقْشِ رَاقِي

تُصِمُّ صَدايَ عن نَغَمِ المَثاني

وتُشرِقُني بما في كَفِّ سَاقِي

ستُبْعِدُني اللّواتي قَرَّبَتْني

وإن لم تَطْفُ نائِرَةٌ أساقي

وتَجذبِنُي إذا ما الشَّامُ ضاقَتْ

عَليَّ رِحابُه رَحَبُ العِراقِ

على أنّي أُفارِقُ عن وَدادٍ

مُقيمٍ في حِمى الأحشاءِ باقي

وأَذْكُرُ حَبلَكَ الثَّبْتَ الأواخي

عليَّ وَوُدَّكَ العَذْبَ المَذاقِ

وأبقَى غَيْرَ مُسْتَبْقٍ دُموعاً

تَفيضُ ولا تَغيضُ على الإباقِ

وكم عَبْدٍ تَذَكَّرَ فِعْلَ مَولىً

فحَنَّ إلى سَجاياه الرِّقاقِ

سلامُ اللهِ منك على جَوادٍ

إذا جارى حوى قَصَبَ السِّباقِ

سَما للمَجْدِ مُبْيَضَّ الأَيادي

فَسيحَ الظِّلِّ مُمتَدَّ الرِّواقِ

فلم تَبْعُدْ عليه له أَقاصٍ

ولم تَصعُبْ عليه له مَراقي

وَقَفْتُ عليه وُدّاً مُستكِناً

تَمَكَّنَ في الشِّغافِ وفي الصِّفاق

وشُكْراً ما حدا الأَظعانَ حادٍ

وما أخذَ الطَّريقُ من الطِّراقِ

وحَسْبي من مُباشَرَةِ الأماني

صَبوحي من لِقائِكَ واغتِباقي

شرح ومعاني كلمات قصيدة أذم إليك عادية الفراق

قصيدة أذم إليك عادية الفراق لـ السري الرفاء وعدد أبياتها أربعة و ثلاثون.

عن السري الرفاء

السرّي بن أحمد بن السرّي الكندي أبو الحسن. شاعر أديب من أهل الموصل، كان في صباه يرفو ويطرز في دكان له، فعرف بالرفاء ولما جاد شعره ومهر في الأدب قصد سيف الدولة بحلب، فمدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد. ومدح جماعة من الوزراء والأعيان، ونفق شعره إلى أن تصدى له الخالديان، وكانت بينه، وبينهما مهاجاة فآذياه وأبعداه عن مجالس الكبراء. فضاقت دنياه واضطر للعمل في الوراقة (النسخ والتجليد) ، فجلس يورق شعره ويبيعه، ثم نسخ لغيره بالأجرة. وركبه الدين، ومات ببغداد على تلك الحال. وكان عذب الألفاظ، مفتناً في التشبيهات ولم يكن له رواء ولا منظر. من كتبه (ديوان شعره ط) ، و (المحب والمحبوب والمشموم والمشروب - خ) .[١]

تعريف السري الرفاء في ويكيبيديا

أبو الحسن السري بن أحمد بن السري الكندي الرفاء الموصلي شاعر مشهور؛ كان في صباه يرفو ويطرز (يعمل خياطا) في دكان بالموصل ولذا سمي بالرفاء أي الخياط، وهو مع ذلك يتولع بالأدب وينظم الشعر، ولم يزل حتى جاد شعره ومهر فيه، وقصد سيف الدولة الحمداني بحلب ومدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد ومدح الوزير المهلبي وجماعة من رؤساء المدينة، وانتشر شعره وراج. وكانت بينه وبين أبي بكر محمد وأبي عثمان سعيد ابني هاشم الخالديين الموصليين الشاعرين المشهورين معاداة فادعى عليهما سرقة شعره وشعر غيره. وكان السري مغرى بكتابة ديوان أبي الفتح كشاجم الشاعر المشهور، وهو إذ ذاك ريحان الأدب بتلك البلاد فكان يقوم بدس أحسن شعر الخالديين فيما يكتبه من شعر كشاجم، ليزيد في حجم ما ينسخه وينفق سوقه ويغلي سعره ويشنع بذلك عليهما ويغض منهما ويظهر مصداق قوله في سرقتهما، فمن هذه الجهة وقعت في بعض النسخ من ديوان كشاجم زيادات ليست في الأصول المشهورة. وكان شاعرا مطبوعا عذب الألفاظ مليح المأخذ كثير الافتنان في التشبيهات والأوصاف، ولم يكن له رواء ولا منظر، ولا يحسن من العلوم غير قول الشعر، وقد عمل شعره قبل وفاته نحو 300 ورقة، ثم زاد بعد ذلك، وقد عمله بعض المحدثين الأدباء على حروف المعجم. ومن شعر السري أبيات يذكر فيها صناعته، فمنها قوله:

وللسري المذكور ديوان شعر كله جيد، وله كتاب المحب والمحبوب والمشموم والمشروب وكتاب الديرة. وكانت وفاته في العقد السابع من القرن الرابع الهجري ببغداد كما قال الخطيب البغدادي في تاريخه حوالي عام 366 هـ / 976م.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. السري الرفّاء - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي