أرائد قومه اغتنم الرجوعا
أبيات قصيدة أرائد قومه اغتنم الرجوعا لـ جعفر الحلي النجفي

أَرائد قَومه اغتنم الرُجوعا
فَريح المَوت صوحت الرَبيعا
عداك الشيح وَالقَيصوم فَاحمد
مرادَك إِن أَصَبت بِهِ الضَريعا
وَضرع شؤونك أَحلبه فهذي
سنوك السُود جَفَّفت الضُروعا
لَقَد أَذوَت وَقشعت المَنايا الر
رَبيع الطلق وَالغَيث المَريعا
فَمالك مَنزل يَكفي نُزولا
وَلا لَكَ منهل يَحلو شُروعا
فَدَع ضرع الحَلوب عَلى جفاف
وَمِن أَوداجها احتلب النَجيعا
سُموم المَوت قَشع مستهلا
هموع الوَدق وَكافا لَموعا
وَقفت عَلى الرُبوع وَقوف صَب
تَجدّ بِقَلبه الذِكرى نَزوعا
رُبوع لا أَرى المَهدي فيها
ملث القطر أَعطشها رُبوعا
مَضى المَهدي بِالجَدوى فَكادَت
تَموت عفاته ظَمأ وَجوعا
مَضى جذلان يَسحب مطرفيه
بردع تَقي يَضوع وَلن يَضيعا
فَلا خاط الكَرى إِلّا كَليلا
وَلا شَق الهَوى إلا جَديعا
تَغيَّب مِثلَما غَربت ذكاء
وَلا نَرجو لَهُ أَبَداً طلوعا
وَحطمه الرَدى رُمحاً قَويما
وَفلَّله القَضا سَيفاً صَنيعا
وَهدَّم هادم اللذات مِنهُ
بِشاهقة العُلى حُصناً مَنيعا
خَليل صَفا أَجدَّ فَشيعته
لَنا مهج أَبَت عَنهُ رُجوعا
وَكانَت عِندَنا بقيا قُلوب
فَصبتها نَواظرنا دُموعا
وَما بَقيت لَنا إِلا جُسوم
بِها الصدمات كم تركت صدوعا
نحوم عَلى ثَراه كَأَن فيهِ
ضَياء العَين أُودع أَو أَضيعا
بِهِ أَغفى عَلى رَغد وَكُل
تَمنى أَن يَبيت لَهُ ضَجيعا
وَكَم رفّت حشاً حَرى عَلَيهِ
وَكَم جسم عَلَيهِ هَوى صَريعا
كَأَجنحة القَطا فَقدت رواها
فَزَّفت برهة وَهَوَت وُقوعا
وَبِعنا غالبات الدَمع فيهِ
رخاصا مثل يُوسف يَوم بِيعا
لحاه اللَه مِن دَهر غُرور
وَأَبعَد دارَها دُنيا خدوعا
إِذا كالَت مِن النَعمى بِصاع
لِشَخص جازَ فيهِ البُؤس صوعا
تَريشها نَوافذ لا شَريفا
بِعافية يَدَعنَ وَلا وَضيعا
وَلم نسلم وَلو أَنا اِرتَدينا
حَديد الأَرض أَجمعه دُروعا
وَمِن عَجب بِأَنا خاطبوها
عَلى شَغف وَنعرفها شُموعا
وَنطلبها كَذي ظَمأ يُباري
خلوب البَرق وَالآل اللموعا
وَما رَبحت بِها إِلا رِجال
تَوّلت حلي زخرفها نَزيعا
يَرون أَلّذ مطمعها ذعافا
وَأعذب وَردها سمّاً نَقيعا
أُولئك أَولياء اللَه فيهم
نَجلي الكَرب وَالخَطب الفَظيعا
أَلا فانظر أبا المَهدي مِنهُم
تَرى الوَجه المشفع وَالشَفيعا
حسام هدى جلاه اللَه لَما
أَراد بِدين شَيعته شُيوعا
كَأَن اللَه جَمّع وَهوَ فَرد
بِواحده بَني الدُنيا جَميعا
تَفقَّه كنهُ منطقه سَتلقى ال
بَيان العَذب وَالمَعنى البَديعا
وَعِ الحكم الَّتي إن تَلتَقفها
عرفت بِأَن وَحي اللَه يُوعى
يجيد شُروعه في بَحر علم
بِهِ بقراط لَم يَسطَع شُروعا
أَحب سَوانح الأَفكار حَتّى
نَفَت عَن وَرد مُقلته الهَجوعا
وَزاد وُلوعه في مكرمات
قَليل مِن يَزيد بِها ولوعا
وَحمله الهُدى أَعباء دين
مثقلة فكانَ بِها ضَليعا
أَمانة أحمد لَو قامَ فيها
ضَعيف الدين لَم يَك مستطيعا
شَريعة أحمد قَد نَبهته
فَنبهت البَصير بِها السَميعا
أَطاع إلهه حَتّى استرق ال
ملوك وَجاءَهُ العاصي مُطيعا
يَعز صَلاحه ملكاً تَراه
وَلم يَقد العَساكر وَالجُموعا
وَإِن ضَرب الظَلام علَيهِ سجفا
تَبدل ثَوب عزَّتهِ خُضوعا
يُوجه نَحوَ بَيت اللَه وَجها
كَوَجه الصُبح منفلقاً سطوعا
سِهام اللَيل تَصعد مِن قوام
لَهُ كَالقوس منحنياً ركوعا
يَرى بِالمنحنين الدين حفظاً
كَما يَتبوء القَلب الضُلوعا
إِذا اِستَسقيت بِنت الجوّ فيهِ
أَتاكَ بَريد حفّلها سَريعا
أَبا المَهدي كَيفَ أَقول صَبراً
وَلَست أَراكَ مِن قَدر جَزوعا
لِسان هداك قَد عَزاك عَنا
وَكفُّ تُقاك كَفكفتِ الدُموعا
عَرَفنا ضيق صَدر الرَحب لَما
رَأَينا صَدرك الرَحب الوَسيعا
أصول الدَوح حالاها سِواء
وَإِن جذَّ الرَدى مِنها الفُروعا
وَلَيسَ يَضير نُور الشَمس نجم
هَوى مِن بُرج مطلعه وُقوعا
وَهب أَخذ القَضا مِنا عِمادا
فَقَد أَبَقى لَنا العَمد الرَفيعا
حَسبنا وَجهَهُ اِبن جلاً إِذا ما
غَدا لثنية الجلى طُلوعا
أَجلُّ العالمين عُلاً وَتَقوى
وَأَزكاهُم وَأَكرَمَهُم صَنيعا
بَراه اللَه إِنساناً لِعَين الز
زمان وَلَم يَكُن فيهِ هلوعا
وَلا أَن مَسهُ شر جَزوعا
وَلا أَن مَسَهُ خَير مَنوعا
وَلم تَطرف لَه النَكبات طَرفا
وَلم تَرع الحَوادث مِنهُ روعا
إِذا لَسعت حِماة الجَهل قَلبا
فَسرُّ عُلومه يَرقي اللَسيعا
وَقور الحلم ذو خَلق كَريم
تَباعد عزّة وَدَنى خُشوعا
وَهلهلة المُوحد إِن وَعاها
اِنثَنى طَرَباً فَتحسبه خَليعا
مِن القَوم الذين تَرى عَلَيهُم
مِن الإِيمان سيما لَن تَضيعا
سِواء إِن لَقيت الشَيخ مِنهُم
أَو الناشي أَو الطفل الرَضيعا
سقت وَسمية الغُفران قَبرا
بِهِ المَهدي قَد أَمسى وَديعا
وَلا طف زهر رَوضته نَسيم
مِن الفَردوس باكره مَضوعا
شرح ومعاني كلمات قصيدة أرائد قومه اغتنم الرجوعا
قصيدة أرائد قومه اغتنم الرجوعا لـ جعفر الحلي النجفي وعدد أبياتها ثمانية و ستون.