أراقت عليها معاني الفناء

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أراقت عليها معاني الفناء لـ صالح الشرنوبي

اقتباس من قصيدة أراقت عليها معاني الفناء لـ صالح الشرنوبي

أراقت عليها معاني الفناء

ظلال السكون الحزين الرهيب

ولفّت معالمها ظلمة

يصارعها النور حتى يغيب

يكاد الظلام إذا جاءها

يفرّ فإن همهمت لا يجيب

تفزّعه دونها وحشةٌ

مطلسمة كالشعاع الغريب

وتعول في صمتها الذكريات

فيفرق منها الوجود الكئيب

مروعة الظل مقرورةٌ

تعربدُ فيها رياح الخريف

تقاسمني علّة في الضلوع

مسهّدة النار ظمأى العزيف

تسائلني وهي مصلوبةٌ

على مذبح سرمدي النزيف

متى كان عهدك بالراحلين

وفيهم أساةُ المريض الشفيف

فأطرق حتى يضج السكون

ويبكى على الظلام الكفيف

تسائلني وهي مذهولةٌ

عن الطفلة الحلوة اللاهيه

محجّبة النور عن ناظري

محرمة العزف والناغيه

تسائلني عنك يا زهرتي

ويا روح ألحاني الشاكيه

فتتلو عليها ررياح المساء

قصيدة يأسي وأحزانيه

مقاطعها صرخات الجنون

وآهاتيَ الوزن والقافيه

لها الله ما لطمتها الرياح

وما استيقظت في حماها الجراح

وما عانقتها طيوف المساء

وما ناوحَتها طيور الصباح

لها للّه منبوذةً بالعراء

مخضّبة بالأسى والنواح

لها الله منك وممّا جنيت

على زهرها الآلهي المفاح

وأنت لك اللَه يا فكرةً

أطيرُ إليها كسير الجناح

مضى العام يا فكرتي في الجمال

ويا نبع أيّاميَ الشارده

مضى العام يا ليته ما مضى

على هذه الصورة الواحده

تُمزّقني عاصفات الشجون

وتخنقني الغرفة الهامده

وتجمع بيني وبين الهموم

تهاويل أيامنا البائده

مبعثرة في حنايا المكان

تذكّرني القصة الخالده

تهاويل ميّتة حيّة

متوّجَةٌ القصة الخالده

محطّمةٌ كأماني الجياع

مغلّفةٌ بتراب العدم

أطوف بها طوفان المجوس

إذا خدرتهم عطور الصنم

وأسكب من حولها الأغنيات

مسعّرة اللحن حيرى النغم

كأني بأصدائها في الظلام

تنقّب عن أذن لم تنم

تهاويل كالطير في أيكةٍ

تمزّقها ثورة العاصفه

تمرّ عليها خطوب الزمان

فتعطفها روحها الخائفه

وفي جوفها تستكنّ الهموم

وتنسلُ حياتها الزاحفة

مجوّعةً تتشهّى المنى

مضمّخة بدم العاطفه

وفي عالم الفكر أمثالها

تطوّق أفكاري الراجفه

وأنت وأنت الهوى والجمال

ومنعايَ بين معاني الحياه

وأنت وأنت المنى والشباب

تعيشين في عالمٍ لا أراه

وبي من حنيني إلى ملتقاك

سُعارٌ يحرّق عمري لظاه

فأوّاه أوّاه من غنوةٍ

مغلّلةٍ خنقتها الشفاه

أُريدُ لأسقيك ألحانها

فيسخر منى قضاءُ الإله

سأبكيك حتى تموت الدموع

بجفنيّ والوهم في خاطري

سأبكيك حتى يغيم الطريق

طريق حياتي على ناظري

سأبكيك قصّةَ حبٍّ شهيد

قضى وهو في مهده الزاهر

وأمضى إلى حيث يمضى الزمان

إلى مرفأ الأبدِ الزاخر

إلى فجوة في رحاب الفناء

نزيلا على الأوّلِ الآخر

سأمضى وفي شفتي قبلةٌ

سيقتلها جبروت الفناء

وبين يديّ رجاءٌ أخاف

على روحه من عوادي القضاء

بحقّ الهوى العبقريّ الشجون

على قلبك العبريّ الصفاء

إذا متّ فامضى إلى غرفتي

ولا تنضحي قفرها بالبكاء

فعيناك ما كانتا للدموع

وروحك ما خلقت للشقاء

هناك أكون وراء التراب

أحيى وجودك من حفرتي

وأحكي لمن غيروا قصّتي

وأعصر من حزنهم عبرتي

فإن سألونيَ عمّن أحبّ

أجاب صدىً غائر النبوة

هنالك حيث تموج الحياة

وينتحر النور بالظلمة

تعيش التي احتقرت قلبها

وألقَتهُ في حمأة الطينة

شرح ومعاني كلمات قصيدة أراقت عليها معاني الفناء

قصيدة أراقت عليها معاني الفناء لـ صالح الشرنوبي وعدد أبياتها خمسة و خمسون.

عن صالح الشرنوبي

صالح بن علي الشرنوبي المصري. شاعر حسن التصوير، مرهف الحس، من أهل بلطيم بمصر، ولد ونشأ بها. دخل المعهد الديني بدسوق، فمعهد القاهرة، فالمعهد الأحمدي بطنطا، ثم كلية الشريعة، فكلية دار العلوم. ودرّس في مدرسة سان جورج بالقاهرة، ونشر بعض شعره في مجلات الإذاعة والرسالة والثقافة وجريدتي الأهرام والمصري، وعمل في جريدة الأهرام. ذهب إلى بلطيم ليقضي أيام عيد الأضحى مع أهله، فقضى نحبه منتحراً. له اثنا عشر ديواناً في كراريس صغيرة، منها مجموعة أسماها (نشيد الصفا -ط) .[١]

تعريف صالح الشرنوبي في ويكيبيديا

صالح علي شرنوبي (1924م - 1951م / 1370 هـ)، ولد في 26 مايو 1924 بمدينة بلطيم بمحافظة كفر الشيخ. حفظ القرآن الكريم وعمره 10 سنوات. درس بمعهد دسوق الديني وحصل على الابتدائية من معهد القاهرة عام 1939م. حصل على الثانوية الأزهرية من المعهد الأحمدي بطنطا عام 1947م. فشل في الالتحاق بدار العلوم بعد أن اجتاز الامتحان التحريري. التحق بكلية أصول الدين ثم هجرها بعد سبعة أشهر من الدراسة. بعد عام من تركه كلية أصول الدين عاد إلى بلطيم ليعمل مدرسا بالمدرسة الابتدائية. ترك بلطيم إلى القاهرة. كتب قصائد الشك والحزن والحرمان والموت وهو مقيم بحجرة الدجاج على سطح أحد المنازل، أو وهو ملتجئ ـ بعد أن طردته صاحبة البيت لعجزه عن دفع الإيجار - إلى مغارة بجبل المقطم، أو وهو مقيم في بدروم تحت الأرض يخيل إلى داخله أنه يستنشق هواء قد سبق تنفسه حسب تعبير الدكتور عبد الحي دياب. عمل مدرسا بمدرسة أجنبية للبنات هي مدرسة «سان جورج» لكنه فصل منها لكثرة تخلفه وعدم التزامه بمواعيد الحضور والانصراف. مرة ثانية حاول الالتحاق بكلية دار العلوم ليلقى نفس النتيجة التي لقيها عام 1947 م. التحق بكلية الشريعة، ولكنه سرعان ما هجرها لنفس الأسباب التي هجر بها كلية أصول الدين. تعرف على الممثلين والممثلات وكتب أغنيات بعض الأفلام، كما أنه عرف وذاق كل خصائص عالم الفن إلى درجة التخمة. علم كامل الشناوي بمأساة الشاعر صالح الشرنوبي فعينه مصححا في جريدة (الأهرام) لتظل الماساة قائمة نتيجة لنمط الحياة التي قد استغرقت هذا الشاعر. في إجازة عيد الأضحى عاد الشاعر إلى بلطيم لتكون النهاية الحزينة، ولتشيع بلطيم شاعرها إلى مثواه الاخير يوم 17 سبتمبر 1951 م الموافق 15 من ذي الحجة 1370 هجرية. خلف صالح الشرنوبي عدة دواوين وبعض الأزجال والقصص القصيرة والمسرحيات، وقصائد النثر والشعر الحر جمعت كلها في مطبوع ضخم (675 صفحة) في سلسلة «من تراثنا» مع مقدمة للدكتور عبد الحي دياب[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. صالح الشرنوبي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي