أراني وضعت السرد عني وعزني

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أراني وضعت السرد عني وعزني لـ أبو العلاء المعري

اقتباس من قصيدة أراني وضعت السرد عني وعزني لـ أبو العلاء المعري

أراني وَضَعْتُ السَّرْدَ عنّي وعزّني

جَوادي ولم يَنْهضْ إلى الغَزْوِ أمْثالي

وقَيّدَني العَوْدُ البَطيءُ وقِيل لي

وراءك إنّ الذّئْبَ منكَ على بالِ

وآثَرْتُ أخلاقَ السّرابيلِ بَعدَما

أكونُ وأوْفَى أدْرُعِ القوْمِ سِرْبالي

مُكَرَّمَةُ الأذْيالِ عن مَسّها الحَصَى

إذا جَرّ يوْماً دِرْعَهُ كُلُّ تِنْبال

يقومُ بها مِثْلُ الرُّدَيْنِيّ ما سَعى

بشِكّتِهِ مِثْلي الضّعيفُ ولا الآلي

إذا فَنيَ الشّهْرُ الحَرامُ وجَدْتَني

وبُرْدُ هِلالٍ مَلْبَسي يوْمَ إهْلال

متى نُثِلَتْ مِن عَيْبِةٍ يومَ سَبْرَةٍ

وقد غِيمَ أُفْقٌ أرْسَلَتْ جاريَ الآل

وهل تَرَكَتْ منها الصّوارِمُ والقَنا

لمُلْتَمِسٍ إلاّ بقِيّةُ أسْمال

مِن البيضِ ما حِرْباؤها مُتَعَوَّدٌ

سِوَى مَرْكَبِ الخُرْصانِ رِكْبةَ أجذال

وما هُوَ إلاّ مَيّتٌ زادَ عُمْرُهُ

على نَسْرِ لُقْمانَ الأخيرِ بأحوال

وتَصْرِفُ أطفالَ السّيوفِ كأنها

أخو السّنّ لم تقْبَلْ حُكومَةَ أطفال

أضَاةٌ يَرومُ السّمْهَرِيُّ وُرُودَها

فتُشْرِقُهُ منها بأبْيَضَ سَلْسال

وتَرْجِعُ خِرْصانُ العَواسِلِ هُيّباً

كخِرْصانِ رَقْلٍ أو مَخارِصِ عَسّال

مِن البِيضِ فِرْعَوْنِيّةٌ ليس مِثلُها

بمُشْتَمَلٍ حَيْرِيَّ دهرٍ على حال

إذا كَرّةٌ كانت لبَيْضاءَ نَثْرَةٍ

دَواءً أرَتْ كَرّاً بجَيْبٍ وأذْيال

ولو أنها أضْحَتْ لكَعْبٍ حَقيبَةً

لأرْوَى الفتى النِّمْرِيَّ مِن غيرِ تَسْآل

يَظَلُّ بمَرْآها المُسَوِّفُ جازئاً

كما اجْتَزَأتْ بالرَّوْضِ رادةُ آجال

تُرِيكَ رَبيعاً في المَقِيظِ كأنّها

لدِجلَةَ بِنْتٌ مِن صَفاءٍ وَدَجّال

يقولُ إذا ما رَمْلَةٌ أُلْقِيَتْ بها

جَهُولُ أُناس جاءَ رَمْلٌ بأوْشال

وصانَ مُجِيدٌ شَكَّها مُنْخِلِيّةً

أدِيمَ أخِيها أنْ يَعُودَ كغِربَال

فلا قِدَمُ الأيّامِ ألْبَسَ غَلْفَقاً

جِباها ولكنْ نارُ قَيْنٍ لها صال

وتُشْبي شَباةُ الرّمْحِ منها كأنّها

شَباً وهْيَ لِيناً من تَرائِبِ مِكْسال

وما صَدَأٌ يعْتادُها غيرَ خُضْرَةٍ

تُجَلّلُ عِطْفَيْها من العَرْمَضِ البالي

كلائحةِ الباغي المُضِلّ رأى ضُحىً

شَذاً من سَرابٍ في مَهامِهَ أغفال

جَرُورٌ كما انسابتْ من الحَزْنِ حَيّةٌ

إلى السهلِ فَرّتْ غِبّ دَجنٍ وتَهْطال

فإن تحْكِ ثوْبَ الصِّلّ من بعدِ خَلعِه

فقد كان من فرْسانِها صِلُّ أصْلال

تُبايَعُ وَزْناً من حَديدٍ بمِثْلِهِ

من التِّبْرِ إنّ السّتْرَ أوْقى من المال

وما غُبِنَ الغادي بها ولوَ انَّهُ

تملَّكَها عَيْنُ الدَّباةِ بمِثْقال

وإنّ قَميصاً جالَ في الظّنّ أنّه

يَذُودُ الرّزايا لا يُقالُ له غال

إذا فَضّ منها الطّعْنُ مَعْقِدَ حَلْقَةٍ

أتى هالِكيٌّ للفَضِيضِ بأقْفال

غَدَتْ مَعْقِلَ الزَّرّادِ قبْلَ مُزَرِّدٍ

ومَعْقِلهِ وقَبْلَ غارَةِ سِنْجال

ظَفِرْتُ بها خالَ النّجاء وعمَّهُ

وجَدَّ الفتى عَصْرَ الشّبيبةِ والخال

أعِيدي إليها نَظْرَةً لا مُرِيدَةً

لها البَيْعَ واعْصي الخادِعي لكِ بالخال

تَرَيْ زَرَدَ الفَقْعاءِ حاطَ قَتِيرَهُ

جَنى الكَحْصِ مَسْقِيّاً بعَلٍّ وإنهال

تَنَبَأ داوُدٌ بِرَمّ دَرِيسِها

فجاء بآيٍ لم تُشَرَّفْ بإنْزال

تَنافَسَ فيها المُنْذِرانِ ولم يَرُمْ

عليها ابنُ آشي غيرَ ذِكْرٍ بإجْمال

وما بُرْدَةٌ في طَيّها مِثْلُ مِبْرَدٍ

بعاجِزَةٍ عن ضَمّ شَخْصٍ وأوصال

فلا تُلْبِسيها أنتِ غيرِيَ باسِلاً

إذا مُتُّ لم يحْفِلْ رَدايَ وإبسالي

وخُطّي لها قَبْراً يَضلّونَ دونَهُ

كقَبْرٍ لمُوسى ضَلَّهُ آلُ إسْرال

ولا تَدْفِنيها الجَهْرَ بل دَفْنَ فاطِمٍ

ودَفْنَ ابنِ أرْوَى لم يُشَيّعْ بإعْوال

لقد نَضَبَ الغُدْرانُ وهْيَ غَريضَةٌ

كماءِ غَمامٍ لم يُخالَطْ بصَلْصال

فما غاضَ منها ناجِرٌ شُخْبَ أرْنَب

ولا سامَنِيها تاجِرٌ عِنْدَ إقْلال

لكِ السُّورُ والخَلْخَالُ وهْيَ لرَبّها

أعَزُّ عليه مِن سِوارٍ وخَلْخال

وقد طالَ فوْق الأرضِ كوْني وشَبَّهَ

تْ ثَغاماً بجَوْني عاذلاتي وعُذّالي

وحَرّمْتُ شُرْبَ الراحِ لا خوْفَ سائطٍ

ولكنّها تَرْمي العُقولَ بعُقّال

أُبِلُّ من الأمراضِ والعِلمُ واقعٌ

بعِلّةِ يوْمٍ جانَبَتْ كلَّ إبلال

فما أستَقي باللَّدْنِ أسْوَدَ فارِسٍ

ولا أرْتَقي في هَضْبَةٍ أُمِّ أوْعال

ولم تُغْدِرِ الأيّامُ بين مَفارِقي

وأرْجائِها كِنّاً لأدْهَمَ جَوّال

ومَنْ سَرّهُ ثَوْبٌ يَعِزّ بلُبْسِهِ

فلا تَجْرِ منه أُمُّ دَفْرٍ على بال

هَلُوكٌ تُهِينُ المُسْتَهامَ بحُبّها

وتَلْقى الرّجالَ المُبْغِضينَ بإجلال

بَنو الوَقْتِ إن غَرّوكَ منهمْ بحِكْمَةٍ

فما خَلْفَها إلاّ غَرائِزُ جُهّال

لِذاكَ سجَنْتُ الجَدْبَ فَرْداً بلا أذىً

فسَقْياً له مِن رَوضَةٍ غيرِ مِحْلال

إِذَامَاحَلَلتُ الجَدبَ فَرداًبِلا أذاً

فَسَقياًله مِن رَوضَةٍ غَيْرِمِحلالي

وقد وَصَفْت لي كُنْهَ يوْمي عَواطِفٌ

مِنَ الشّرّ تَغْيِيري عليها وإبْدالي

شرح ومعاني كلمات قصيدة أراني وضعت السرد عني وعزني

قصيدة أراني وضعت السرد عني وعزني لـ أبو العلاء المعري وعدد أبياتها أربعة و خمسون.

عن أبو العلاء المعري

أبو العَلاء المعريّ (363 هـ - 449 هـ) (973 -1057م) هو أحمد بن عبد الله بن سليمان القضاعي التنوخي المعري، شاعر ومفكر وأديب ونحوي ولد في معرة النعمان في محافظة إدلب وينسب لها. من شعراء الدولة العباسية وكان يلقب برهين المحبسين؛ العمى واعتزاله الناس في بيته.

تعريفه من ويكيبيديا

أبو العَلاء المعريّ (363 هـ - 449 هـ) (973 -1057م) هو أحمدُ بن عبَد الله بن سُلَيمان القضاعي التَنوخي المَعِري، شاعر ومفكر ونحوي وأديب من عصر الدولة العباسية، ولد وتوفي في معرة النعمان في محافظة إدلب وإليها يُنسب. لُقب بـرهين المحبسين أي محبس العمى ومحبس البيت وذلك لأنه قد اعتزل الناس بعد عودته من بغداد حتى وفاته.

ولد المعري في معرة النعمان (في سوريا حالياً، ينتمي لعائلة بني سليمان، والتي بدورها تنتمي لقبيلة تنوخ، جده الأعظم كان أول قاضٍ في المدينة، وقد عرف بعض أعضاء عائلة بني سليمان بالشعر، فقد بصره في الرابعة من العمر نتيجة لمرض الجدري. بدأ يقرأ الشّعرَ في سن مبكرة حوالي الحادية عشرة أو الثانية عشرة من عمره في بلدته معرة النعمان، ثم ذهب للدراسة في حلب، وغيرها من المدن الشامية. فدرس علوم اللغة والأدب والحديث والتفسير والفقه والشعر على نفر من أهله، وفيهم القضاة والفقهاء والشعراء، وقرأ النحو في حلب على أصحاب ابن خالويه، ويدل شعره ونثره على أنه كان عالماً بالأديان والمذاهب وفي عقائد الفرق، وكان آية في معرفة التاريخ والأخبار. وقال الشعر وهو ابن إحدى عشرة سنة. أخذ المعري النحو وشعر المتنبي عن محمد بن عبد الله بن سعد النحوي. وهو أحد رواة شعر المتنبي.

كان على جانب عظيم من الذكاء والفهم وحدة الذهن والحفظ وتوقد الخاطر، وسافر في أواخر سنة 398 هـ 1007م إلى بغداد فزار دور كتبها وقابل علماءها. وعاد إلى معرة النعمان سنة 400 هـ 1009م، وشرع في التأليف والتصنيف ملازماً بيته، وكان اسم كاتبه علي بن عبد الله بن أبي هاشم.

وقد كان عزم على اعتزاله الناسَ وهو في بغداد، خصوصاً بعد أن ورد إليه خبر وفاة والده، وقدد عزز فكرة ذهابه عن بغداد أنه رأى تنافس العلماء والرؤساء على الجاه، وتيقن "أن الدنيا كما هي مفطورة على الشرور والدواهي" وقال ذات مرة "وأنا وحشي الغريزة، أنسي الولادة"

وكتب إلى خاله أبي القاسم قبيل منصرفه من بغداد "ولما فاتني المقام بحيث اخترتُ، أجمعت على انفراد يجعلني كالظبي في الكناس، ويقطع ما بيني وبين الناس إلا من وصلني الله به وصل الذراع باليد، والليلة بالغد" وقال بعد اعتزاله بفترة طويلة "لزمت مسكني منذ سنة أربعمائة، واجتهدت على أن أُتوفى على تسبيح الله وتحميده"

عاش المعري بعد اعتزاله زاهداً في الدنيا، معرضاً عن لذاتها، لا يأكل لحم الحيوان حتى قيل أنه لم يأكل اللحم 45 سنة، ولا ما ينتجه من سمن ولبن أو بيض وعسل، ولا يلبس من الثياب إلا الخشن. حتى توفي عن عمر يناهز 86 عاماً، ودفن في منزله بمعرة النعمان.

وقد جمعت أخباره مما كتبه المؤرخون وأصحاب السير في كتاب بإشراف الدكتور طه حسين بعنوان "تعريف القدماء بأبي العلاء".

تعريفه من معجم الأدباء لياقوت الحموي

هو أبو العلاء أحمد بن عبد الله بن سليمان بن [محمد بن سليمان بن أحمد بن سليمان] بن داود بن المطهر بن زياد بن ربيعة بن الحارث بن ربيعة بن أرقم بن أنور بن اسحم بن النعمان، ويقال له الساطع لجماله، ابن عديّ بن عبد غطفان بن عمرو بن بريح بن جذيمة بن تيم الله بن أسد بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة. وتيم الله مجتمع تنوخ: من أهل معرة النعمان من بلاد الشام، كان غزير الفضل شائع الذكر وافر العلم غاية في الفهم، عالما حاذقا بالنحو، جيد الشعر جزل الكلام، شهرته تغني عن صفته وفضله ينطق بسجيته.

ولد بمعرة النعمان سنة ثلاث وستين وثلاثمائة واعتل بالجدري التي ذهب فيها بصره سنة سبع وستين وثلاثمائة وقال الشعر وهو ابن إحدى عشرة سنة ورحل إلى بغداد سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة أقام ببغداد سنة وسبعة أشهر ثم رجع إلى بلده فأقام ولزم منزله إلى أن مات يوم الجمعة الثاني من شهر ربيع الأول سنة تسع وأربعين وأربعمائة في أيام القائم.

اقرأ المزيد في الصفحة: معجم الأدباء/أحمد بن عبد الله بن سليمان

تعريفه من معجم الشعراء العرب

شاعر وفيلسوف، ولد ومات في معرة النعمان، كان نحيف الجسم، أصيب بالجدري صغيراً فعمي في السنة الرابعة من عمره. وقال الشعر وهو ابن إحدى عشرة سنة، ورحل إلى بغداد سنة 398 هـ فأقام بها سنة وسبعة أشهر، وهو من بيت كبير في بلده، ولما مات وقف على قبره 84 شاعراً يرثونه، وكان يلعب بالشطرنج والنرد، وإذا أراد التأليف أملى على كاتبه علي بن عبد الله بن أبي هاشم، وكان يحرم إيلام الحيوان، ولم يأكل اللحم خمساً وأربعين سنة، وكان يلبس خشن الثياب، أما شعره وهو ديوان حكمته وفلسفته، فثلاثة أقسام: (لزوم ما لا يلزم-ط) ويعرف باللزوميات، و (سقط الزند-ط) ، و (ضوء السقط-خ) وقد ترجم كثير من شعره إلى غير العربية وأما كتبه فكثيرة وفهرسها في معجم الأدباء. وقال ابن خلكان: ولكثير من الباحثين تصانيف في آراء المعري وفلسفته،

من تصانيفه كتاب (الأيك والغصون) في الأدب يربو على مائة جزء، (تاج الحرة) في النساء وأخلاقهن وعظاتهن، أربع مائة كراس، و (عبث الوليد-ط) شرح به ونقد ديوان البحتري، و (رسالة الملائكة-ط) صغيرة، و (رسالة الغفران-ط) ، و (الفصول والغايات -ط) ، و (رسالة الصاهل والشاحج).

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي