أراه الهوى ما لم يكن في حسابه

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أراه الهوى ما لم يكن في حسابه لـ ابن المقرب العيوني

اقتباس من قصيدة أراه الهوى ما لم يكن في حسابه لـ ابن المقرب العيوني

أَراهُ الهَوى ما لَم يَكُن في حِسابِهِ

فَأَقلَقَهُ عَن صَبرِهِ وَاِحتِسابِهِ

وَلا تُؤلِماهُ بِالمَلامِ فَإِنَّهُ

يُثيرُ جَواهُ وَاِترُكاهُ لِما بِهِ

أُعيذُكما مِن وَجدِهِ وَغَرامِهِ

وَلوعاتِهِ يَومَ النَوى واِكتِئابِهِ

فَهل لَكُما أَن تَذهَبا لا شُفِيتُما

لِشأنِكُما أَو تُقصِرا عَن عِتابِهِ

تُريدانِ مِنهُ سَلوَةً وَتَناسِياً

وَصَبراً لَقَد بالغتُما في عَذابِهِ

وَأَنّى لَهُ الصَبرُ الَّذي تَطلُبانِهِ

وَقد ضاعَ يَومَ الحَشرِ مِفتاحُ بابِهِ

سَلا عَنهُ غِزلانُ القُرَيَّةِ أَيُّها

غَدا بِبقايا لُبِّهِ في نهابِهِ

وَقولا لَهُ يا أَحسَنَ السِربِ إِنَّهُ

غَريبٌ فَهل مِن رِقَّةٍ لِاِغتِرابِهِ

وَعَلَّ نَوالاً مِنهُ يَحمي حشاشَةً

يُزَكّي بِهِ عَن حُسنِهِ وَشَبابِهِ

فَإِنَّ زَكاةَ الحُسنِ تَقبيلُ ثَغرِهِ

وَرَشفُ ثَناياهُ وَبَردِ رُضابِهِ

حَلالاً لِأَبناءِ السَبيلِ مُخَصَّصٌ

لَهُم دونَ مَن قَد نَصَّهُ في كِتابِهِ

رَعى اللَّهُ أَيّامَ الشَّبابِ فَإِنَّها

هيَ العُمرُ يا طُولَ الأَسى بِاِستِلابِهِ

وَجادَ ديارَ الحَيِّ مِن أَيمَنِ الحَسا

مُرِبٌّ يُواري الهُضبَ داني رَبابِهِ

كَجودِ اِبنِ مَسعود الفَتى الواهِبِ اللُّها

وَمُخجِلِ مُنهَلِّ الحَيا في اِنسِكابِهِ

همام مِن الوَسميِّ أَغزَرُ ديمَةً

إِذا لَجَّ في تَهتانِهِ وَاِنصِبابِهِ

وَأَمضى مِن الصِّمصامِ عَزماً إِذا غَدا

يَمُجُّ دَماً مِن صَدرِهِ وَذُبابِهِ

وَأَضبطُ جَأَشاً يَومَ يُثني حِفاظَها

بَنو الحَربِ مُبدي لبدِهِ عِندَ بابِهِ

وَأَحلَمُ مِن قَيسٍ إِذا الحِلمُ لَم يُشِن

عُلاهُ وَلَم يُغرِ العِدا بِجنابِهِ

وَأَبلغُ مِن قسٍّ وَسَحبانِ وائِلٍ

إِذا الشَّرُّ أَبدى كَالِحاً جُلَّ نابِهِ

طَويلُ المطا عِندَ النِزالِ كَأَنَّما

دَمُ الفارِسِ المَرهوب أَحلى شَرابِهِ

إِذا مَلكٌ راحَ الحطامَ اِكتِسابُهُ

فَإِنَّ العُلا وَالمَجدَ حَبلُ اِكتِسابِهِ

بَصيرٌ بِمَعنى كُلِّ أَمرٍ كَأَنَّما

تُريهِ خَطاهُ عَينهُ مِن صَوابِهِ

ضروبٌ لِهاماتِ الكُماةِ إِذا اِستَوَت

مِنَ الرُّعبِ آسادُ الشَرى مِن كِلابِهِ

يَهُزُّ حُساماً صارِماً لَو رَمى بِهِ

شَماريخَ رَضوى لاِنزَوى عَن هِضابِهِ

تَضِجُّ حَماليقُ العِدا مِن طعانِهِ

وَتَبكي دَماً هاماتها مِن ضِرابِهِ

إِلى الصِّيدِ مِن نَسلِ العُيونيِّ يَنتَمي

وَأَيُّ نِصابٍ في الوَرى كَنِصابِهِ

إِذا ذُكرَت آباؤُهُ يَومَ مَفخَرٍ

تَضاءا لِمَن يَبغي العُلا بِاِنتِسابِهِ

لَعَمري لَقَد أَحيا مَكارِمَ قَومِهِ

فَحَسبُ معدٍّ سَعيُهُ وَكَفى بِهِ

تَقَبَّلَ فَضلاً ذا العُلا وَمُحَمَّداً

فَما لَهُما مِن بَعدِهِ مِن مُشابِهِ

رَأَيتُ لَهُ فيما رَأيتُ خَلائِفاً

أَلَذَّ وَأَحلى مِن زلالِ ثغابِهِ

فَتىً مالُهُ لِلمُعتَفينَ وَجاهُهُ

لِمُستَضعَفٍ لا يرعَوي لِخطابِهِ

نَماهُ إِلى العَلياءِ فَضلٌ وَعَبدَلٌ

وَلو أَدركاهُ اليَومَ لاِفتَخَرا بِهِ

وَخَيرُ عَقيلٍ كُلِّها حينَ يَنتَمي

خُؤولَتُه بِالصِدقِ لا بِكذابِهِ

وَلا خالَ إِلّا دونَ مَن كانَ جَدُّهُ

سِنانٌ مَحَلُّ الضَيفِ رَحبُ جَنابِهِ

أَقولُ لِعيسى وَالرِّياشِيُّ مُعرِضٌ

وَتِلكَ الرَوابي عُوَّمٌ في سَرابِهِ

إِذا حسَنٌ بَلَّغتِنِيهِ فَأَبشري

بِمَرعىً يَفوقُ المسكَ رَيّا تُرابِهِ

نَظمتُ لَهُ مَدحي وَما جِئتُ طالِباً

نَداهُ وَلا مُستَمطِراً مِن سَحابِهِ

وَلَكِن هَزّتني لِذاكَ اِرتِياحَةٌ

وَعُجتُ لِمَحمودِ الثَنا مُستَطابِهِ

عَلى أَنَّهُ البَحرُ الَّذي لا مَذاقُهُ

أُجاجٌ وَلا يَجري القَذا مِن عُبابِهِ

لِأَنَّ عُبابي دَفقَةٌ مِن عُبابِهِ

وَهَضبَةُ عِزّي تَلعَةٌ مِن هِضابِهِ

وَآباؤُهُ الغُرُّ الكِرامُ أُبُوَّتي

وَآسادُ غابي مِن رَآبيلِ غابِهِ

وَلَيسَ يَليقُ المَدحُ إِلّا بِسَيِّدٍ

مُهينٍ لِغالي مالِهِ مِن طِلابِهِ

إِذا قالَ فيهِ مادِحٌ قالَ سامِعٌ

صَدَقتَ وَلَم يَصدُق فَتىً بِاِغتِيابِهِ

كَمِثلِ اِبنِ مَسعودٍ وَهَيهاتَ مِثلُهُ

إِلى حَيثُ يَدعو الخَلقَ داعي حِسابِهِ

فَحازَ الَّذي يَرجو جَميلَ ثَوابِهِ

وَيَخشى مَدى الدُنيا أَليمَ عِقابِهِ

فَلا زالَتِ الأَعداءُ قَتلى سُيوفِهِ

وَأَقلامِهِ في أَرضِها وَحِرابِهِ

وَعَزَّ بهِ الدّينُ الحَنيفُ وَحَلَّلَت

مَحارِمُ دارِ الشِركِ حُمرُ قِبابِهِ

وَلا بَرِحَت عَينُ الإِلَهِ تَحُوطُهُ

وَتَحفَظُهُ في مُكثِهِ وَذَهابِهِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة أراه الهوى ما لم يكن في حسابه

قصيدة أراه الهوى ما لم يكن في حسابه لـ ابن المقرب العيوني وعدد أبياتها ثمانية و أربعون.

عن ابن المقرب العيوني

علي بن المقرب من منصور بن المقرب بن الحسن بن عزيز بن ضبّار الربعي العيوني جمال الدين أبو عبد الله. شاعر مجيد، من بيت إمارة، نسبته إلى العيون (موضع بالبحرين) وهو من أهل الأحساء في السعودية، أضطهده أميرها أبو المنصور علي بن عبد الله بن علي وكان من أقاربه، فأخذ أمواله وسجنه مدة. ثم أفرج عنه فأقام على مضض، ورحل إلى العراق، فمكث في بغداد أشهراً، وعاد فنزل هجر ثم في القطيف، واستقر ثانية في الأحساء محاولاً استرداد أمواله وأملاكه ولم يفلح. وزار الموصل سنة 617هـ، للقاء الملك الأشرف ابن العادل، فلما وصلها كان الأشرف قد برحها لمحاربة الإفرنج في دمياط. واجتمع به في الموصل ياقوت الحموي، وروى عنه بيتين من شعره، وذكر أنه مدح بالموصل بدر الدين - لؤلؤاً - وغيره من الأعيان، ونفق فأرقدوه وأكرموه. وعاد بعد ذلك إلى البحرين فتوفي فيها أو ببلدة طيوي من عُمان.[١]

تعريف ابن المقرب العيوني في ويكيبيديا

علي بن المقرّب العيوني شاعر من أهل الأحساء، توفي عام 630 هـ (1232م)، وهو من أواخر من يعرف من الشعراء المختصّين بنظم الشعر الفصيح بين أهل الجزيرة العربية قبل العصر الحديث. يرجع بنسبه إلى العيونيين من عبد القيس، الذين حكموا الأحساء في تلك الفترة بعد انتزاعها من القرامطة. وهو شاعر الدولة العيونية، ويعتبر ديوانه والشروحات التي أرفقت به من أهم المصادر حول تاريخ تلك الدولة. وقد تم تحقيق ديوانه الشعري عدة مرات من قبل عدد من الباحثين منهم أحمد موسى الخطيب وحديثا تحقيق وشرح ديوان ابن المقرب من قبل ثلاثة باحثين (عبد الخالق الجنبي، وعبد الغني العرفات، وعلي البيك).[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي