أرج النسيم سرى من الزوراء

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أرج النسيم سرى من الزوراء لـ ابن الفارض

اقتباس من قصيدة أرج النسيم سرى من الزوراء لـ ابن الفارض

أرَجُ النّسيمِ سَرَى مِنَ الزَّوراءِ

سَحَراً فَأَحيا مَيِّتَ الأَحيَاءِ

أَهدى لَنا أَرواحَ نَجدٍ عَرفُهُ

فَالجَوُّ مِنهُ مُعَنبَرُ الأَرجاءِ

وَرَوَى أحاديثَ الأَحبَّةِ مُسنِداً

عن إِذخِرٍ بأذاخِرٍ وَسِخاءِ

فسَكِرتُ مِن رَيّا حَواشي بُردِهِ

وسَرَت حُمَيّا البُرءِ في أَدوائي

يا رَاكبَ الوَجناءِ بُلِّغتَ المُنى

عُج بالحِمَى إن جُزتَ بالجَرعَاءِ

مُتَيَمِّما تَلَعاتِ وادي ضارِجٍ

مُتَيَامِناً عَن قاعَةِ الوَعسَاءِ

وإذا أَتَيتَ أُثَيلَ سَلعٍ فَالنَّقا

فَالرَّقمَتَينِ فلَعلَعٍ فَشَظاءِ

وكَذا عَنِ العَلَمَينِ مِن شَرقِيِّهِ

مِل عادِلاً للحِلّة الفَيحَاءِ

واقرِ السَلامَ عُرَيبَ ذَيّاكَ اللِّوَى

مِن مُغرَمٍ دَنِفٍ كثيبٍ نائي

صَبٍّ متى قَفلَ الحَجيجُ تَصاعَدَت

زفَرَاتُهُ بِتَنَفُّسِ الصُّعَداءِ

كَلَمَ السُّهَادُ جُفونَهُ فَتَبادَرَت

عَبراتُهُ مَمزوجَةً بدِماءِ

يا ساكِني البَطحاءِ هَل مِن عَودَةٍ

أَحيا بِها يا ساكِني البَطحَاءِ

إِن يَنقضي صَبري فَلَيسَ بمُنقَضٍ

وَجدي القَديمُ بكُم ولا بُرَحَائي

وَلِئِن جَفا الوَسمِيُّ ماحِلَ تُربِكُم

فمَدَامِعي تُربي على الأَنواءِ

وَاحَسرَتي ضاعَ الزَّمانُ وَلَم أَفُز

مِنكُم أُهَيلَ مَوَدَّتي بِلِقاءِ

وَمَتى يُؤَمِّلُ راحَةً مَن عُمرُهُ

يَومانِ يَومُ قِلىً ويَومُ تَنائي

وحَيَاتِكُم يا أَهلَ مَكَّةَ وهيَ لي

قَسَمٌ لقد كَلِفَت بِكُم أحشائي

حُبِّيكُمُ في النَّاسِ أَضحى مَذهَبي

وهَواكُمُ دِيني وعَقدُ وَلائي

يا لائِمي في حُبِّ مَن مِن أَجلِهِ

قَد جَدَّ بي وَجدي وعَزَّ عَزائي

هَلّا نَهاكَ نُهاكَ عن لَومِ امرِىءٍ

لم يُلفَ غَيرَ مُنَعَّمٍ بِشَقَاءِ

لَو تَدرِ فيمَ عَذَلتَني لَعَذَرتَني

خَفِّض عَلَيكَ وخَلِّني وبَلائي

فلِنَازِلي سَرحِ المُرَبَّعِ فالشّبي

كَةِ فالثَّنِيَّةِ مِن شِعابِ كَداءِ

وَلِحاضِري البَيتِ الحَرامِ وعامِري

تِلكَ الخِيامِ وَزَائري الحَثمَاءِ

وَلِفِتيَةِ الحَرَمِ المَرِيعِ وجِيرَةِ ال

حَيِّ المَنِيعِ تَلفُّتي وَعَنائي

فَهُمُ هُمُ صَدُّوا دَنَوا وَصَلوا جَفَوا

غَدَروا وَفَوا هَجَروا رَثوا لِضنائِي

وهُمُ عِيَاذي حيثُ لم تُغنِ الرُّقَى

وهُمُ مَلاذي إن غَدَت أَعدائي

وهُمُّ بِقَلبِي إِن تَناءَت دارُهُم

عَنِّي وَسُخطي في الهَوَى وَرِضائي

وَعَلى مَحَلِّي بَينَ ظَهرانيهِم

بِالأَخشَبَينِ أَطوفُ حَولَ حِمائي

وَعَلى اعتِناقي لِلرِّفاقِ مُسَلِّماً

عِندَ استِلامِ الرُّكنِ بالإِيماءِ

وتَذَكُّري أَجيادَ وِردي في الضُّحى

وتَهَجُّدِي في اللَّيلَةِ اللَّيلاءِ

وَعَلى مُقامي بِالمقامِ أَقامَ في

جِسمي السَّقامُ وَلاتَ حينَ شِفاءِ

عَمري وَلَو قُلِبَت بِطاحُ مَسيلِهِ

قُلُباً لِقَلبي الرَّيُّ بِالحَصباءِ

أَسعِد أُخَيَّ وغَنِّني بَحدِيثَ مَن

حَلَّ الأباطِحَ إن رَعَيتَ إخائي

وَأَعِدهُ عِندَ مَسامِعي فالرُّوحُ إِن

بَعُدَ المَدَى تَرتاحُ لِلأَنباءِ

وَإِذا أَذى ألَمٍ ألَمَّ بمُهجَتِي

فَشَذى أُعَيشَابِ الحِجازِ دَوائي

أَأُذادُ عَن عَذبِ الوُرُودِ بِأَرضِهِ

وأُحادُ عنهُ وفي نَقاهُ بَقائي

وَرُبُوعُهُ أَربَى أجَل ورَبيعُهُ

طَرَبي وصارِفُ أَزمَةِ اللَّأواءِ

وَجِبالُهُ لِيَ مَربَعٌ ورِمالُهُ

لِيَ مَرتَعٌ وظِلالُهُ أَفيائي

وشِعابُهُ ليَ جَنَّةٌ وقِبابُهُ

ليَ جُنَّةٌ وَعَلى صَفاهُ صَفَائي

حَيَّا الحَيَا تِلكَ المَنازِلَ والرُّبَى

وسَقَى الوَلِيُّ مَواطِنَ الآلاءِ

وَسَقَى المَشاعِرَ وَالمُحَصَّبَ مِن مِنىً

سَحّاً وجادَ مَواقِفَ الأَنضاءِ

وَرَعى الإِلَهُ بِها أُصَيحابي الأُلى

سامَرتُهُم بِمَجامِعِ الأَهواءِ

وَرَعى لَيالي الخَيفِ ما كَانِت سِوى

حُلُمٍ مَضَى مَعَ يَقظَةِ الإِغفاءِ

وَاهاً عَلى ذاكَ الزَّمانِ وما حَوَى

طِيبُ المكانِ بغَفلَةِ الرُّقَباءِ

أيَّامُ أرتَعُ في مَيادينِ المُنى

جَذِلاً وأرفُلُ في ذُيولِ حِباءِ

ما أعجَبَ الأيَّامَ تُوجِبُ للفَتى

مِنَحاً وتَمنَحُهُ بسَلبِ عَطاءِ

يا هَل لِماضي عَيشِنا مِن عَودَةٍ

يَوماً وَأسمَحُ بَعدَهُ بَبقائي

هَيهَاتَ خَابَ السَعيُ وَانفَصَمَت عُرى

حَبلِ المُنى وَانحَلَّ عَقدُ رَجائي

وكَفَى غَراماً أَن أَبِيتَ مُتَيَّماً

شَوقي أَماميَ وَالقَضاءُ وَرائي

شرح ومعاني كلمات قصيدة أرج النسيم سرى من الزوراء

قصيدة أرج النسيم سرى من الزوراء لـ ابن الفارض وعدد أبياتها تسعة و أربعون.

عن ابن الفارض

عُمر بن علي بن مرشد بن علي الحموي الأصل، المصري المولد والدار والوفاة، الملقب شرف الدين بن الفارض. شاعر متصوف، يلقب بسلطان العاشقين، في شعره فلسفة تتصل بما يسمى (وحدة الوجود) . اشتغل بفقه الشافعية وأخذ الحديث عن ابن عساكر، وأخذ عنه الحافظ المنذري وغيره، إلا أنه ما لبث أن زهد بكل ذلك وتجرد، وسلك طريق التصوف وجعل يأوي إلى المساجد المهجورة وأطراف جبل المقطم، وذهب إلى مكة في غير أشهر الحج ‍‍‍‍‍‍‍‍! ‍ وأكثر العزلة في وادٍ بعيد عن مكة. ثم عاد إلى مصر وقصده الناس بالزيارة حتى أن الملك الكامل كان ينزل لزيارته. وكان حسن الصحبة والعشرة رقيق الطبع فصيح العبارة، يعشق مطلق الجمال وقد نقل المناوي عن القوصي أنه كانت له جوارٍ بالبهنا يذهب اليهن فيغنين له بالدف والشبابة وهو يرقص ويتواجد.[١]

تعريف ابن الفارض في ويكيبيديا

ابن الفارض، هو أبو حفص شرف الدين عمر بن علي بن مرشد الحموي، أحد أشهر الشعراء المتصوفين، وكانت أشعاره غالبها في العشق الإلهي حتى أنه لقب بـ «سلطان العاشقين». والده من حماة في سوريا، وهاجر لاحقاً إلى مصر.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ابن الفارض - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي