أرحها فقد أودى بهن دلوج

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أرحها فقد أودى بهن دلوج لـ عبد العزيز الفشتالي

اقتباس من قصيدة أرحها فقد أودى بهن دلوج لـ عبد العزيز الفشتالي

أَرِحها فَقَد أَودى بِهِنَّ دُلوجُ

وَدَكَّت رُبى أَكتادِهِنَّ حُدوجُ

وَقَد نَزَعَت أَخفافَهُنَّ يَدُ السُرى

عَلى أَعضائِهِنَّ تَضوجُ

ظَغائِنُ خوصُ العَينِ في فَلَواتِها

وَفي فَقَراتِ ظَهرِهِنَّ دُموجُ

إِذا أَطلَعَتها لُجَّةُ الآلِ خِلتَها

سَفائِنَ خُضنَ البَحرَ وَهوَ مَريجُ

رَمَينَ النَوى لَمّا اِنبَعَثنَ بِأَسهُمٍ

يَرِقُّ لَها عِندَ المُروقِ خُروجُ

وَأَرزَمَ إِرزامَ الرُعودِ هَديرها

فَسَدَّ الفِجاجَ الفيحَ مِنهُ ضَجيجُ

تَحَمَّلنَ مِن آرامِ وَجرَةَ لِلحِمى

بُدوراً لَها بيضُ القِبابِ بُروجُ

إِذا زَمَّها نَحوَ الحِجازِ حُداتُها

أَغارَ بِهِنَّ الشَوقُ وَهوَ لَعوجُ

هَواهُنَّ ما بَينَ الحَجونِ مُخَيِّمٌ

وَبينَ أثيلاتِ العَقيقِ دَروجُ

تَسَلَّينَ عَن كُلِّ البقاعِ فَلَن تُرى

عَلى غَيرِ أَكنافِ البَقيعِ تَعوجُ

رَكائِبُ آلَت أَن تُهَدَّمَ أَو يُرى

لَها بَينَ هَضبِ الأَخشَبَينِ ولوجُ

إِذا عَمَّ مِن تَسنيمِ زَمزَمَ شُربُها

وَأَطفَت لَهيبَ الشَوقِ وَهوَ لَجيجُ

وَلاحَت لَها أَعلامُ يَثرِبَ فَاِرتَمَت

إِلَيها تُباري الريحَ وَهوَ نَئيجُ

أَنَخنَ عَلى رَبعٍ بِهِ مَوكِبُ العُلا

يَموجُ وَأَملاكُ السَماءِ تَروجُ

وَبَحرُ الهُدى مِن نَبعِهِ سالَ طافِحاً

فَطَمَّ عَلى المَعمورِ مِنهُ خَليجُ

وَصَبَّ عَزالي الوَحيَ في عَرَصاتِهِ

فَفاضَت بِهِ أَنهارُها وَمُروحُ

دِيارٌ بِها مِسكُ النُبوءَةِ صائِكٌ

وَنورُ الهُدى الوَهّاجُ فيها وَهيجُ

وَأَرضٌ حَوَت مِن جَوهَرِ الكَونِ جَوهَراً

تَحَلَّت بِهِ السَمحاءُ وَهوَ بَهيجُ

تَبَوَّأَها خَيرُ البَرايا وَمَن لَهُ

إِلى أَوجِ أَفلاكِ السَماءِ عُروجُ

وَلَيلٌ بِساقِ العَرشِ وَهوَ مُحَجَّبٌ

عَلَيهِ رِواقٌ سابِغٌ وَوَثيجُ

مُحَمَّدُ خَيرُ العالَمينَ وَمَن بِهِ

تَقَلَّصَ لَيلُ الكُفرِ وَهوَ دَجوجُ

نَبِيٌّ دَحا أَرضَ الرَشادِ فَأَصبَحَت

وَسِربُ الهُدى في مَنكِبَيها يَروجُ

وَلاحَ لَنا مِن نورِ آياتِ صِدقِهِ

سِراجٌ بِمِشكاةِ اليَقينِ وَهيجُ

تَنَضنَضَ مِن بُرهانِها كُلُّ لَهذَمٍ

لَهُ في صُدورِ المُلحِدينَ وُلوجُ

إِذا رُمتُ نَظمَ القَولِ فيهِ تَهَيَّبَت

عِجافُ القَوافي مَدحَهُ فَتَعوجُ

لِمَولِدِهِ اِهتَزَّ الوُجودُ وَأَشرَقَت

قُصورٌ بِبُصرى أَشرَفَت وَبُروجُ

وأَفصَحَ بِالشَكوى لَهُ الجِذعُ صارِخاً

كَما صَرَخَت غِبَّ الحِلابِ ضَجوجُ

وَسالَت بِسَلسالِ المَعينِ بَنانُهُ

كَما دَرَّ ضَرعٌ حافِلٌ وَنَفوجُ

أَيا خَيرَ مَن زَمَّ الرِكابُ مَطِيَّهُم

إِلَيهِ وَحَثّ اليَعملاتِ حَجيجُ

عَلَيكَ سَلامُ اللَهِ ما اِفتَنَّ صادِحٌ

وَما اِفتَرَّ ثَغرُ البَرقِ وَهوَ بَهيجُ

وَما ضَمَّخَت صُلعَ الرُبى راحَةُ الصَبا

فَصَيَّرَها أَو نَمَّقَتها ثُلوجُ

أَلَهفي لِأَخدانٍ ثَنَت عَنكَ زَورَتي

وَشَدَّت عِقالَ العَزمِ وَهوَ زَعوجُ

عَدَتني إِذا شَطَّت بِكَ الدارُ سَلوَتي

فَلَم تَختَلِج فَالصَدرُ مِنها صَلوجُ

أَأَسلو وَبَينَ المُنحَنى مِن جَوانِحي

حَشاً بِلَهيبِ الشَوقِ فيكَ نَضيجُ

وَلَولا الإِمامُ المُرتَضى سِبطُكَ الرِضى

طَوَت بي إِلَيكَ البيدَ أَنضاءُ عوجُ

وَلَولاهُ ما أَبطَأتُ عَن أَجرَعِ الحِمى

فَدارَ بِها الشَوقُ اللَعوجُ يَهيجُ

فَأُفقٌ بِهِ نورُ الخِلافَةِ ساطِعٌ

وَأَرضٌ بِها رَوضُ المَعالي أَريجُ

وَرَبعٌ بِهِ بَحرُ السَماحَةِ زاخِرٌ

كَأَنَّ البِحارَ السَبعَ مِنهُ خَليجُ

لَدى أَوحَدِ الدُنيا الَّذي خَضَعَت لَهُ

طَواغيتُها أَروامُها وَزُنوجُ

إِمامٌ بِهِ غالَبتُ كُلَّ مُفاخِرٍ

وَأَسكَتُّ خَصمي الدَهرَ وَهوَ لَجوجُ

لَهُ فَوقَ هامِ النَجمِ مَجدٌ مُوَطَّدٌ

وَمِن عَدلِهِ في عالَمِ الأَرضِ زيجُ

مَهيبٌ رَحيبُ الصَدرِ إِن دَهَمَ الوَرى

وَصَدرُ مَجالِ السُمرِ مِنها حَريجُ

لَهُ عَزمَةٌ تَجلو الخُطوبَ إِذا دَجَت

وَرَأيٌ بِعُقمِ المَعلَماتِ نَتيجُ

عِمادُ الوَرى المَنصورُ وَالأَوحَدُ الَّذي

بِهِ غاضَ بَحرُ الهَولِ وَهوَ مَهيجُ

وَأَدرَكَتِ الرَيَّ الخِلافَةُ بَعدَما

ذَوى بِرِياضِ المَجدِ مِنها وَشيجُ

وَأَنقَذَ بِالسَيفِ المُهَنَّدِ تاجها

عَلى حينِ كادَت تَقتَنيهِ عُلوجُ

وَجَدَّلَ طاغوتَ العِدى وَجُموعَهُ

وَلِلنَملِ فَوقَ الأَرضِ مِنهُم دَجيجُ

بِيَومٍ غَدا ثَغرُ الهُدى فيهِ باسِماً

وَصَدرُ القَنا بِالطَعنِ فيهِ بَهيجُ

وَظَلَّ بِهِ الشَيطانُ يَندُبُ حزبَهُ

وَقَد خَنَقَتهُ عَبرَةٌ وَنَشيجُ

فُتوحُ أَميرِ المُؤمِنينَ فَواتِحٌ

لَها في جَبينِ المَجدِ مِنكَ بُلوجُ

فَهَل راضَ رَضوى الحِلم قَبلَكَ جامِحاً

وَهَل حَمَلَت لَيث الهِياجِ سُروجُ

وَهَل زارَ أَرضَ الزِنجِ جَيشٌ عَرَمرَمٌ

تَكَنَّفَ أُسدَ الغابِ مِنهُ وَشيجُ

بِدُهمٍ سَدَدنَ الجَوَّ وَهيَ حَنادِسٌ

وَشُهبٍ كَسا الأَرضينَ مِنها ثُلوجُ

عَلَيهِنَّ مِن سَردِ الحَديدِ مَلابِسٌ

وَمِن وَرَقِ التِبرِ السَبيكِ نَسيجُ

كَتائِبُ مِن صِفّينَ حامَت حُماتهُ

بِجُردٍ نَمَتها في العَتاقَةِ عوجُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة أرحها فقد أودى بهن دلوج

قصيدة أرحها فقد أودى بهن دلوج لـ عبد العزيز الفشتالي وعدد أبياتها خمسة و خمسون.

عن عبد العزيز الفشتالي

عبد العزيز بن عمر بن إبراهيم الفشتالي، أبو فارس. وزير المنصور أحمد (سلطان المغرب) ، وأحد شعراء الريحانة والسلافة، نسبته إلى (فشتاله) قبيلة بالشمال الغربي لفاس، من صنهاجة، قرأ بفاس ومراكش. وكان كثير الإحسان، كسا الروضة النبوية بالحرير الأحمر بخيط الذهب، وكان يتقشف في ملبسه. كان على يده غزوة عظيمة ظفر بها المسلمون وله أفاعيل في الغزو كثيرة. ووردت عليه هديه من ملك الصين، فيها أمردان يلعبان بالشطرنج. له مؤلفات منها (مناهل الصفاء في أخبار الشرفاء -ط) قسم منه، وهو في الأصل كبير كانت منه مخطوطة كاملة في المغرب، وفقدت حوالي سنة 1317هـ‍. ثم وجد منه مختصر الجزء الثاني، في خزانة السيد عبد الله كنون بطنجة، ومنه الجزء الأخير في الخزانة السلطانية بفاس، ومن كتبه (مدد الجيش) جعله ذيلاً لجيش التوشيح من تأليف لسان الدين بن الخطيب، و (مقدمة) في ترتيب ديوان المتنبي على حروف المعجم.[١]

تعريف عبد العزيز الفشتالي في ويكيبيديا

عبد العزيز الفشتالي هو عبد العزيز بن عمر بن إبراهيم الفشتالي، أبو فارس . (956 هـ - 1031 هـ ). وزير أحمد المنصور (سلطان المغرب)، وأحد شعراء الريحانة والسلافة، نسبته إلى فشتالة قبيلة بالمغرب ، قرأ بفاس و مراكش .[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي