أرح المطية برهة يا حادي

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أرح المطية برهة يا حادي لـ ابن قلاقس

اقتباس من قصيدة أرح المطية برهة يا حادي لـ ابن قلاقس

أرحِ المطيّةَ برهةً يا حادي

قد كلَّ هاديها من الإسآدِ

هذا اللوى وبه شفاءُ صبابَتي

لو أنه أجرى على المُعتادِ

يا مُسقطَ العلمينِ هل من مُخبرٍ

عن مستقرّي زينب وسعادِ

حلّتْ مطاياهم بملتفِّ الغضى

فكأنّما شبّوهُ في الأكبادِ

قلبي من الشُعراءِ أصبحَ هائماً

من حبّهم في كل مسرحِ وادِ

ولقد عذلْتَ فما عدلْتَ عن الهوى

ورأيتَ غيّي فيه عينَ رشادي

وجعلتَ للعُذّالِ عزَّ تمنّعي

عنهمْ وللأحبابِ ذُلَّ قِيادي

علّ النوى يُدْنيكَ من ذي لوعةٍ

أضحى سقيمَ حشىً صحيحَ وِدادِ

بل عل طفَكَ إن يمنَّ بزورَةٍ

فأبثّهُ ما قد أجنّ فؤادي

إمّا أقمتُ فإن حبّك لم يزَلْ

حظّي وإن أرحلْ فذكرُك زادي

ومن العجائب أنني من مدمعي

أصبحتُ في بحرٍ وقلبي صادِ

وأما ولمعُ البيضِ ماءً سلسلاً

ما بين أغصانِ القَنا المُنآدِ

لأكلفنّ العيسَ طيّ مهامهٍ

تُردي كواهلَها به والهادي

فأروحُ والسيرُ المُجدُّ مُسامِري

منهنّ والأكوارُ لينُ مِهادي

لك يا جمالَ الملكِ هزّتْ معطَفي

ريحانُ ريحِ ندًى وريحُ ودادِ

فشقَقْتُ أثوابَ الدُجى عن مهمهٍ

عافى المسالكَ ما به من هادِ

بعرَنْدَسٍ كالطودِ خَلْقاً لم يزلْ

وقفاً على الإتهامِ والإنجادِ

أطربْتَها وهْناً بذكركَ فانبرتْ

كالجأبِ أُنسّ بنائه المرتادِ

قالت وما قالت ولا شكتِ السُرى

حسبي وحسبُك ذكرُه من حادِ

حتى إذا جنّ الظلامُ وبحْتَ في

أسدافِه كالكوكبِ الوقّادِ

مادَتْ بناظرنا إليك وإنما

مادتْ بناظرنا الى مُمتادِ

فرأيتُ ليثَ الغابِ منك شهامةً

وحَيا السحاب ندًى وبدرَ النّادي

ونطقْتَ بالليثِ البديعِ فلم يدعْ

فضلاً يبينُ به خطيبُ إيادِ

ولطالَما أنطقتَ في هام العِدى

يومَ الكريهةِ ألسُنَ الأغمادِ

فافخَرْ بعزِّ فضائلٍ أحرزْتَها

إرثاً عن الآباءِ والأجدادِ

الله جمّع فيك أشتاتَ العُلا

ومن العجيبِ تجمّعُ الأضدادِ

فتكبرُ العلماءُ فيك جلالةً

شبّهتُه بتواضعِ الزُهّادِ

وحِجاكَ يهنو للندى ولربّما

قربُوا به طوْداً من الأطوادِ

أشكو إليك دعيّ شعري ماله

حظّي من الإصدارِ والإيراد

لولاك مزّقتِ الأهاجي عِرضَهُ

مني بألسنةِ لديّ حِدادِ

لا يغرُرَنْكَ تجاوُزي عن فعلِه

فلقد أثارَ كمائنَ الأحقادِ

أأحبِّرُ المدْحَ البديعَ وينثَني

هو بالحُبورِ يُفيضُ بيضَ أيادِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة أرح المطية برهة يا حادي

قصيدة أرح المطية برهة يا حادي لـ ابن قلاقس وعدد أبياتها اثنان و ثلاثون.

عن ابن قلاقس

نصر بن عبد الله بن عبد القوي اللخمي أبو الفتوح الأعز الإسكندري الأزهري. شاعر نبيل، من كبار الكتاب المترسلين، كان في سيرته غموض، ولد ونشأ بالإسكندرية وانتقل إلى القاهرة، فكان فيها من عشراء الأمراء. وكتب إلى فقهاء المدرسة الحافظية بالإسكندرية (ولعله كان من تلاميذها) رسالة ضمّنها قصيدة قال فيها: أرى الدهر أشجاني ببعد وسرني بقرب فاخطأ مرة وأصابا وزار صقلية سنة (563) وكان له فيها أصدقاء، ودخل عدن سنة (565) ثم غادرها بحراً في تجارة، وكان له رسائل كثيرة مع عدد من الأمراء منهم عبد النبي بن مهدي صاحب زبيد: وكان طوافاً بين زبيد وعدن. واستقر بعيذاب، لتوسطها بين مصر والحجاز واليمن، تبعاً لاقتضاء مصالحه التجارية وتوفي بها. وشعره كثير غرق بعضه في أثناء تجارته في البحر، وبعضه في (ديوان - ط) ولمحمد بن نباته المصري (مختارات من ديوان ابن قلاقس - خ) .[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي