أرح المطي فقد دنا بعد المدى

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أرح المطي فقد دنا بعد المدى لـ شرف الدين الحلي

اقتباس من قصيدة أرح المطي فقد دنا بعد المدى لـ شرف الدين الحلي

أَرِح المطيَّ فقد دنا بعد المدى

فعلام يُعْرِقُها السُّرى عَرَق المُدا

دعها فمن دون اللوى ترويحة

إنْ لم تكن في يومها كانت غدا

لو لم يرد دون الأراك مبيتها

لأدرتُ في أسماعها نغم الحُدا

لله درُّ مراحهن إلى الحمى

لو رحت خلف طلاحهن مغردا

وبمنحنى الوادي الذي بسويقة

ماء يذكر ورده نقع الصدى

وعيون عين ليس ترسل نظرة

إلا ويمرق سهمهنَّ مسدّدا

وبمهجتي صعب المرام هويته

لدن القوام أغن أهيف أغيدا

لما أصيب الخد منه بعارض

أمسى بسلسلة العذار مقيدا

ألقاه مثل الظبي أرشق عاطياً

والبدر أرشق والقضيب تأودا

سكرت معاطفه بخمر رضابه

فلذاك بات الطرف منه معربدا

ما بت من هجرانه متعوذا

لو لم يكن لصدوده متعوّدا

بأبي الذي أغرى طلائع حسنه

بالقلب حين رآه غِرّاً مفردا

جال الوشاح فقلت أية هدنة

تَبْقَى وقد لبس العذار مزرّدا

فجعلت صبري في الكمين فلم يكن

لما أغار عليه وجدي منجدا

ومرنحين من الكلال كأنما

شربوا على شُعَب الرحال المُرْقِدا

صرعتهم إذا شَغِب الطلاح تنسمت

ريح النجاح مع الصباح وقد بدا

هبوا وقد خسر الظلام قناعه

واحتلّ عقل نجومه متبددا

فدعوتهم ميلوا بأنضاء المنى

فلسوف نحمد نيل مصرٍ موردا

أما الغنى فإذا القصور بدت لنا

وإذا المطيّ بنا بلغن محمدا

حيث الرواق المشمخرُّ يحفُّه

شرف أناف على النجوم مشيّدا

فلثم سر الله حيث تقدست

صحف الهدى وتبجست سحب الندى

ظلّ لو أن الأفق تعقل شهبه

لوقفن منه بحيث أشدو حشدا

يا خابط البيداء يعمل معملاً

أنضاء مطلبه ويمشي مسندا

لُذْ بالمقرِّ الكامليّ فلن ترى

للفقر بعد حياض مورده صدى

زاحم لعلك أن تفوز بنظرة

منه ولا تعدو الطريق الأرشدا

واسجد إذا رفع الحجاب وغض من

عينيك إذ يبدو السنى متوقدا

تلقى الجلال العادليّ مجمعاً

ما كان من شرف الجلال مبددا

أندى الملوك يداً وأغزرهم ندى

وأعزهم مدداً وأزكى مَحْتِدا

ملكاً إذا أفنى الخزائن جوده

وأتيته وهب الغنى والسؤددا

الواهب الآلاف محتقراً إذا

ضن البخيل بما لديه وَصَرَّدا

والخيل في أطواقها وسُخُوبها

كالشهب تنتعل الأهلة عسجدا

كم قد أتاه مؤمل مسترفد

فثناه عنه مؤملاً مسترفدا

يثني معاطفه الثناء كأنما

أهدى القريض له الغريض ومعبدا

فغصونه لمن اجتنى وجبينه

لمن اجتلى ويمينه لمن اجتدى

مغرى بقدّ السمهريّ مهفهفاً

لدناً وخدّ المشرفي موردا

تلقاه للزَّغف المنظم ناثراً

فوق الكماة وللقناة مقصدا

سل أمة التثليث عنه ألم يكن

في نصره الدين الحنيف موحدا

خاض الحتوف إلى الصفوف مصوباً

وقع السيوف وقد تردَّت بالردى

في معرك لو لم يمهد وعره

أعيا ملوك الأرض أن يتمهدا

جاؤوا كما التطم الأتِيُّ فصادفوا

منه أمام البحر بحراً مزبدا

لما رأوك متوجاً بجلالة

عقدت بكف النصر ألوية الهدى

وتطلعت رايات موسى تحتها

طلق الأسرة لا يزال مؤيدا

ورأوا لعيسى في استباحة ملكهم

عزماً أقام به الزمان وأقعدا

نزلوا عن الجرد السوابق عنوة

وَتَقَيَّلُوا ظل السرادق سُجَّدا

ألقوا الدروع من الخضوع وعوضوا

عن كل سابغة شعاراً أسودا

فعبدتمُ بالصفح بيض صفاحهم

حتى لقد كادت تذوب توقدا

أمنتم خوف المشاعر والصفا

ومنى الجمار وخيفها والمسجدا

فافخر فإنك من ملوك دَوَّخُوا

في كل أرض مَنْ طغى وتمردا

ولئن تعاظم يوم بدر منة

فبكم على الإسلام عاد كما بدا

ولتفخر الدنيا بملككم الذي

أضحى لحرِّ ملوكها مستعبدا

خَلَّى لكم سَنَن الطريق إلى العلا

من قصرت عنكم خطاه فَعَرَّدا

وإذا الملوك تفاخرت بقديمها

لم يصلحوا خبراً وكنتم مبتدا

أما جهادكُمُ فقد أمست به

أسد الفرنج أذلّ من ضب الكَدا

من نام منهم رَوَّعَتْهُ سيوفكم

حُلُماً فيحسد من يبيت مُسَهَّدا

يتخيلون الرعد خفق بنودكم

والسحب نقعاً والوميض مهنّدا

وسيوفكم تلك التي تركتهمُ

وهزيمهم يبكي الأسير مصفدا

كم أنزلت من كوكب بدراً وفي

صَيْدَاكُمُ صادت كَمِيّاً أصيدا

يا من إذا سبق الوعيد بحلمه

عن مذنب سبق العطاء الموعدا

خذها مجوهرة يسرك أن ترى

جيد الفخار بمثلها متقلدا

فورثت طول بقائها متمتعاً

بدوام ملك لا يزال مؤيدا

حسب المديح بأن يؤمك طالباً

شرفاً وحسبي أن أعود مُحَسَّدَا

شرح ومعاني كلمات قصيدة أرح المطي فقد دنا بعد المدى

قصيدة أرح المطي فقد دنا بعد المدى لـ شرف الدين الحلي وعدد أبياتها واحد و ستون.

عن شرف الدين الحلي

أبو الوفاء راجح بن أبي القاسم إسماعيل الأسدي الحلي أبو الهيثم شرف الدين. شاعر من بني أسد ولد في مدينة الحلة في العراق. وقد رحل الشاعر إلى بغداد في خلافة الإمام الناصر لدين الله أبي العباس أحمد المستضيء بنور الله ولكنه لم يستقر كثيراً فرحل إلى الشام ومصر. وقد قضى جل حياته في ربوع الشام، ويظهر من شعره أنه شيعي وهذا ظاهر إذ أن كل أهل الحلة متشيعين. وشعر الحلي يشمل المدح في معظمه وله (ديوان كبير - خ) .[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي