أرقت فهاجتك البروق اللوائح

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أرقت فهاجتك البروق اللوائح لـ الحبسي

اقتباس من قصيدة أرقت فهاجتك البروق اللوائح لـ الحبسي

أَرقْتَ فهاجتْكَ البروقُ اللوائحُ

وأبكتْك هاتيك الحمامُ النوائحُ

وتيَّم منك القلبَ تَذكارُ منزلٍ

به عَبِثَتْ تلك السنون الجوارحُ

أَلحَّتْ عليه بعد ما بان أَهلُه الذْ

ذَوارِى السَّوَافي والغيومُ السوافحُ

إلى أَنْ مَحَتْ منه الرسومَ وبدَّلتْ

علاماتهِ منه الرياحُ اللواقحُ

فلم يبق مِنْ مغناهمُ غيرُ مَعْلمٍ

يُصابحُنا تَذكارُه ويراوحُ

بقية أطلالٍ وإثْرِ منازِلٍ

به وأثافٍ لوحتْها اللوافح

ديارٌ تعفَّت فهْي للوحش مرتعٌ

ومغنًى ومأوًى للظبا ومسارح

وليس بها أنسٌ سوى أن حولها

تصيح الغرابينُ القِباحُ الصوائح

لقد شَغفَتْ فيها خواطرَ مهجتي الْ

غَوانِي الحسانُ النائياتُ النوازح

وذقتُ بها العيشَ الذي سمحت به

سنون التصابي والحبيبُ المسامح

ومنْ يأمن الدنيا على نفسه ولم

يقِسْ فهْو غِرٌّ هازلُ القولِ مازح

وما المالُ منها للَّبيب سعادةٌ

ولو منحتْه ما يريدُ الموانح

وإنْ حسُنَتْ في عينه فلَرُبما

تُزَيَّنُ في عين الجهولِ القبائح

وإنَّ كثيرَ الناسِ صرعى بحبها

تنازعهم فيها الكلاب النوائح

وذو المال مستورٌ لكثرة ماله

ومَنْ صاحبَ الإملاق تفشَى الفضائح

وإن أنا أصلحتُ الفسادَ جهالةً

من الأمر أفسدت الذي هو صالح

وإنْ أنصح الجهَّالَ أرجعِ بخِزْيةٍ

وتمزيق عِرْضٍ لم تَخِطْه المناصح

وإنْ أنا لم أُحبِبْ ذوى النصح في الدنا

غُشِشْتُ وما لي غيرُ إبليسَ ناصحُ

وقد يكره المرضى الدواءَ لو أنه

من السَّمْنِ أو كاسٌ من الشهد ناضح

وفي أرض أهلِ الجودِ كلُّ غمامةٍ

غوادٍ تُرَوِّى أرضَهم وروائح

أودُّ أخي المجد الذي صار في الورى

يعانقُ أبكار العلا ويصافح

محمداً الزَّاكي النِّجَارَيْن والذي

به أصبحت تسعى إلينا المرابح

كريمٌ تريك الخيرَ بسْطةُ كفِّه

ويَرهبُ مرآه العدوُّ المكافح

وشائعة بين الورى يعرفونها

فكل بها بين البرية بائح

ضيوفٌ كرام مع سيوفٍ صوارمٍ

وإخوانُ صدقٍ والعداة الذبائح

له مِنْ سجيَّاتِ الرجالِ خيارُها

ستظهرها ملء البلاد مدائح

كريمُ كرامٍ كاسبُ الحمدِ كيِّسٌ

كفيلٌ كميٌّ تَتقَّيه الجوائح

ملاذٌ مُجِلٌّ ملجأٌ وُسعُ داره

إذا طوَّحتْ بالوافدين الطلائح

يقَهْقِر بالصَّمصَامِ كل غَشمْشَمٍ

وللجود نشرٌ منه كالمسك فائح

ولو أنه في عصر فرعونَ رَدَّه

إلى الدين كرها فهو للسيف صالح

فدعْوته للمعتدين مهالكٌ

وللبركاتِ المغْلقاتِ مفاتح

هو الموردُ الصافي النُّقاحُ لمن صفا

له ولمن عاداه مُرٌّ ومالح

يَهُمُّ بإهلاك العدا لو يُطيعهُ النُّ

هى والحلومُ الراسخاتُ الرواجحُ

ويحلمُ عن أعدائه وهْو قادرٌ

عليهمْ ويَفْنَى مالهُ وهو ناصح

له من قريشٍ طيبُ أصلٍ ونسبَةٍ

وفخرٌ بمنْ كُلٌّ له الدهرَ مادح

ومِنْ غافرٍ أجداده السادةُ الذي

تهاب تلاقيها الأسودُ الأصابح

فخذها ودم طول المدى يا ابْن ناصرٍ

فأمرك سهل بل مرادك ناجح

وما أنا فيما قلتُ إفكاً وإنما

إله الورى صدري بمدحك شارح

وما أنا إلا عارفٌ قدرَك الذي

بروْقيْه هاماتِ الكواكبِ ناطح

ولي حاسدٌ يمشى على رغم أنفِه

مُكِبّاً على مَخْزاته وهْو جانح

وحسْبيَ ما أوليْتني مِنْ كرامةٍ

شذا طيبها ملءُ البسيطة نافح

فميِّزْ إذا ما عارضتْك قصيدةٌ

فِللَّيْث صوتٌ والثُّعَيْلِبُ ضابحُ

فما يتساوى الدُّرُّ والبعرُ قيمةً

وليس يفوق الشاعرَ المتفاصحُ

ولا يسْتَوى يومَ الطرادِ لدى الوغى

حميرُ الفلا والسابقاتُ السوابح

إذا همْهمَ الليثُ الغضنْفَرُ في الوغى

فلا الذئبُ عوَّاءٌ ولا الكلب نابح

وما كلُّ وَثَّابٍ إلى الحمدِ بالغا

ولو أنه بالخيل والرَّحْل صابح

وما كلُّ مداحٍ على الصدقِ قولهُ

وما كلَّ ممدوحٍ تُزَكِّى المدائح

شرح ومعاني كلمات قصيدة أرقت فهاجتك البروق اللوائح

قصيدة أرقت فهاجتك البروق اللوائح لـ الحبسي وعدد أبياتها سبعة و أربعون.

عن الحبسي

راشد بن خميس بن جمعة بن أحمد الحبسي النزوي العماني. شاعر مجيد، من أهل عمان، اشتهر في أيام إمامة ابن سلطان، ولد في عين بني صارخ من قرى ((الظاهرة)) من عمان، ورمد وعمي في طفولته، ثم انتقل إلى أرض (الحزم) من ناحية الرستاق (في عمان) ثم سكن نزوى إلى أن مات. وله في اليعربيين ووقائعهم قصائد كثيرة في (ديوان شعر) شرحه بعض العلماء.[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي