أرهفت الأجفان بيض الصفاح

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أرهفت الأجفان بيض الصفاح لـ شرف الدين الحلي

اقتباس من قصيدة أرهفت الأجفان بيض الصفاح لـ شرف الدين الحلي

أرهفت الأجفانُ بيضَ الصفاحْ

وهزت الأعطافُ سمرَ الرِّماحْ

وقامت الحرب فما من دمٍ

في معرك التوديع إلا مباح

ملحمة لم يسط فيها سوى

جوارح أَثْخَنَّنَا بالجراحْ

فَرَّ بها صبري هزيماً فما

بال غرامي قائلاَ لا بَراحْ

فيا فؤاداً أسروه تُرَى

أُخِذت قهراً أم وضعت السلاحْ

فيالها حالة سلم دنوا

فيها لتوديعي فحالت كفاحْ

وَدَّ بها المغرم لو أنه

ذاق الردى من قبلها فاستراحْ

ضمّ جناح البين فيها دُمى

لم تخش في سفك دمي من جناحْ

فاعجب لها مرضى عيون غدت

موثقة أسر العقول الصحاحْ

وارحمة للدمع في معرك

أعلن بالذلة فيه وباحْ

ما سره لما غدا مطلقاً

والقلب لم يطلق له من سراح

ساروا به من بعد ما أقسموا

برده ألا يتم اصطلاحْ

يا أيها القلب الذي اقتاده

ذلّ الهوى من بعد عزّ الجماحْ

مزحت بالحُب فَذُقْ غبَّه

فربّ جدٍّ مبتداه مِزَاحْ

لا حبذا يوم النوى إنَّهُ

قبَّح أفعال الوجوه الملاحْ

وحبذا أغيد عذب اللمى

أجيد ملء الدرع صِفْْرُ الوشاحْ

مُحَدِّقٌ عن نرجس سافر

عن جُلَّنارٍ باسم عن أقاحْ

إذا انثنى فالغصن مالت به

ريح الصبا أوفاه فالمسك فاحْ

نادمته والأفق في حلية

من شهبه والليل وَجْفُ الجناحْ

مشمولة لم تثو قلب امرئ

إلا تنادي همه بانتزاحْ

فسهلت منه كؤوس الطِّلى

ما كان صعباً نيله وهو صاحْ

فبت من خمر ومن ريقه

أمزج مهما شئت راحاً براحْ

ورضته بالراح في روضة

تنقل رياها رواة الرياحْ

والورق في أوراق عيدانها

تعرب في عجم اللحون الفصاحْ

وعنبر الليل له عبقة

ضَوَّعَها إحراق جمر الصباحْ

فلم يبت لما انتشينا له

غير مديحي في الغياث اقتراحْ

فشاقه جوهر ما صغته

لملكه من غزل وامتداحْ

الظاهر الغازي الذي بشْرُهُ

بَشَّر عَافيه بنيل النجاحْ

ذو الجيش يشكو في الوغى حَمْلَهُ

هامُ الروابي وبطونُ البطاحْ

تعد جرد الخيل غاراته

حسرى لُغُوب لا تطيق المراحْ

قضى لها الغزو وتردادها

إلى الأعادي أنها لا تراحْ

يقدمها أروع ذو نجدة

إذا غدا في طلب المجد راحْ

أغلب مرهوب السلطا لم تزل

معاقل الشرك به تستباحْ

مُتَيَّمٌ بالجود مستهتر

بحبه لا بالكعاب الرَّدَاحْ

لو بارت السحب ندى كفه

ما سلمت من خجلة وافتضاحْ

ولو رمى كَلْكَلُ سلطانه

على ثبير أو شَمَامٍ لطاحْ

يجدي ويردي مرغباً مرهباً

يشامل الصفح وحدّ الصفاحْ

فأي ذي وجه حيي له

عند اشتجار الطعن بأس وقاحْ

كم روضة يسري بها جيشه

ما أثمرت غير الحِمَامِ المتاحْ

غدرانها الزُّغْفُ ونوارها

أسِنَّةٌ فوق غصون الرماحْ

يا ملكاً ألقت بآمالنا

إليه أنضاء الأماني الطلاحْ

سمعاً فكم من قائل ناصح

أنفع ممن هو شاكي السلاحْ

ما لجياد الخيل مربوطة

وللقنا والمرهفات اطّراحْ

وفيم لا تبعتها شُزَّباً

تسد بالنقع مهب الرياحْ

فللعوالي والظُّبا لفتة

إلى اغتباق من دم واصطباحْ

والأرض لله وأولى بها

مثلك مغرى بالتقى والصلاحْ

فاعطف على الإسلام عطفاً فقد

أصبح للدنيا إليك ارتياحْ

واثن العدا بالبأس فوق الرَّدى

تغص بالماء النمير القَراحْ

فكل ثغر آنِفٌ أن يرى

له على غير يديك افتتاحْ

واستجل يا حامي ذمار العلا

وجوه أبكار قواف فصاحْ

أنت الذي اغنيتني أن أرى

مجتدياً نيل الأكفِّ الشحاحْ

رفعت من جودك لي مُسْنَداً

لولاه أُنْسِيتُ حديث السماحْ

ضَلَلْتُ دهراً عن حديث المنى

فلاح لي عندك وجه الفلاحْ

حسنت بالإحسان حالي فيا غن

اي عن تلك الوجوه القباحْ

نوهت بي بعد خمول فقد

بدلت خسراني بعد الرباحْ

وابق لعافٍ صوت آماله

يُجَاب بالجدوى وَعَاتٍ يُتَاحْ

شرح ومعاني كلمات قصيدة أرهفت الأجفان بيض الصفاح

قصيدة أرهفت الأجفان بيض الصفاح لـ شرف الدين الحلي وعدد أبياتها ستة و خمسون.

عن شرف الدين الحلي

أبو الوفاء راجح بن أبي القاسم إسماعيل الأسدي الحلي أبو الهيثم شرف الدين. شاعر من بني أسد ولد في مدينة الحلة في العراق. وقد رحل الشاعر إلى بغداد في خلافة الإمام الناصر لدين الله أبي العباس أحمد المستضيء بنور الله ولكنه لم يستقر كثيراً فرحل إلى الشام ومصر. وقد قضى جل حياته في ربوع الشام، ويظهر من شعره أنه شيعي وهذا ظاهر إذ أن كل أهل الحلة متشيعين. وشعر الحلي يشمل المدح في معظمه وله (ديوان كبير - خ) .[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي