أرى الدهر إن أخنت علي مصائبه

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أرى الدهر إن أخنت علي مصائبه لـ فؤاد بليبل

اقتباس من قصيدة أرى الدهر إن أخنت علي مصائبه لـ فؤاد بليبل

أرى الدَهرَ إِن أَخنَت عَلَيَّ مَصائِبُه

أَحَقَّ بِشُكري مِنهُ إِن لانَ جانِبُه

فَكَم عِظَةٍ أَسدَت إِلَيَّ خُطوبُهُ

وَكَم كَشَفَت لي عَن عَدُوٍّ نَوائِبُه

عَلى قَدرِ مالِ المَرءِ يَزدادُ قَدرُهُ

وَلَيسَ بِغَيرِ المالِ تَعلو مَراتِبُه

فَإِن زادَ زادَ الناسُ مِنهُ تَقَرُّباً

وَإن قَلَّ يَوماً أَنكَرَتهُ أَقارِبُه

وَصاحَبَنا مَن لا نَوَدُّ عَلى الغِنى

فَلَمّا اِفتَقَرنا لَم نَجِد مَن نُصاحِبُه

إِذا جَفَّ زَهرُ الرَوضِ وَلَّت طُيورُهُ

وَفَرَّت عَنِ الأَغصانِ حَتّى نَواعِبُه

وَلَولا صُروفُ الدَهرِ ما اِشتَدَّ ساعِدي

وَلَم يَتَّقِد عَزمي وَلا اِنقادَ غارِبُه

وَفي النَفسِ ما فيها مِنَ الأَلَمِ الَّذي

يُغالِبُني مَشبوبُهُ وَأُغالِبُه

إِذا كُنتَ فيما تَبتَغي مُتَرَدِّداً

تَهُمُّ بِأَمرٍ تارَةً وَتُجانِبُه

كَثيرَ اِنقِلابِ الرَأيِ في كُلِّ حالَةٍ

فَلَن تَبلَغَ الشَأوَ الَّذي أَنتَ طالِبُه

وَما أَدرَكَ المَنشودَ إِلّا مُواظِبٌ

عَلَيهِ عَنيدٌ ثابِتُ الرَأيِ صائِبُه

طِلابُ الفَتى إِن لَم يَكُن جِدَّ طالِبٍ

أَوائِلُهُ مَخذولَةٌ وَعَواقِبُه

وَقائِلَةٍ حَتّامَ يُنهكُ نَفسَهُ

فَقُلتُ إِلى أَن تَستَقيمَ مَآرِبُه

إِلى أَن يَزولَ العمرُ أَو يُدرِكَ المُنى

ولَو بَلَغَت هامَ النُجومِ مَطالِبُه

وَكَلمى مِنَ الإِجهادِ رَزحى مِنَ العَنا

تَجيشُ بِصَدرٍ شارَفَ اليَأسَ صاحِبُه

أَدَلتُ لَها مِن مَيلِها فَتَقَوَّمَت

وَسِرتُ بِها وَالدَهرُ شَتّى مَصائِبُه

وَحَرَّرتُها مِن رِبقَةِ اليَأسِ وَالوَنى

إِلى أَن رَأَيتُ العَيشَ هانَت مَصاعِبُه

حَلُمتُ فَلَم أُطلِق لِنَفسي عِنانَها

وَما المَرءُ إِلّا حِلمُهُ وَتَجارِبُه

وَلَو لَم يُطَهِّرني الأَسى بِلَهيبِهِ

لَما طابَ لي عَيشٌ وَلا قَرَّ حاصِبُه

تَعِبتُ بِما جاهَدتُ حيناً فَلَم أَخِب

وَهَل تَصقُلُ الإِنسانَ إِلّا مَتاعِبُه

أَرى السَيفَ إِن لَم يُرهِفِ الشَحذُ حَدَّه

وَتَضرِبْهُ كَفُّ القَينِ تَنبُ مَضارِبُه

وَما هَذَّبَتني غَيرُ كُلِّ مُلِمَّةٍ

إِذا نَزَلَت بِالنَهرِ جَفَّت حَوالِبُه

إِذا ما رَأَيتَ الرَوضَ صَحَّت غِراسُهُ

تَيَقَّنتَ أَنَّ الرَوضَ شُقَّت سَباسِبُه

وَلَولا دُموعُ المُزنِ لَم تَضحَكِ الرُبى

وَلَولا اِحتِراقُ الندِّ لَم يَذكُ طائِبُه

وَما وَعَظَ المَغرورَ مِثلُ غُرورِهِ

وَلا هَذَّبَ المَذمومَ إِلّا مَثالِبُه

وَهَل يَبلُغُ المَرءُ القَصيّ مِنَ المُنى

إِذا لَم يَجِد مِن عَزمِهِ ما يُواثِبُه

لَعَمرُكَ ما الإِنسانُ إِلّا كَمِبرَدٍ

إِذا حَزَّ أَمراً فَهوَ لا بُدَّ قاطِبُه

وَإِن هُوَ لَم يَعمَل تَأَكَّلَهُ الصَدا

وَضاعَت أَمانيهِ وَخابَت رَغائِبُه

شرح ومعاني كلمات قصيدة أرى الدهر إن أخنت علي مصائبه

قصيدة أرى الدهر إن أخنت علي مصائبه لـ فؤاد بليبل وعدد أبياتها ثمانية و عشرون.

عن فؤاد بليبل

فؤاد بن الشيخ عبد الله بليبل. أديب، شاعر، ولد بكوم حمادة بمديرية البحيرة بمصر في نوفمبر 1911م وأصله من بلدة بكفيا بجبل لبنان، تربى على البذخ ورغد العيش، التحق بكلية الآباء اليسوعيين ببيروت سنة 1922م. ثم التحق بمدرسة الفرير للغة العربية ثم عمل بالتجارة مع والده، ثم عمل مدرساً للغة العربية والترجمة بكلية (سان مارك) بالإسكندرية ثم التحق بجريدة الأهرام، واتصل بكثير من الأدباء أمثال هدى الشعراوي ومحمود غنيم ومحمد محمود دبا، ونشر الكثير من القصائد والأشعار.[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي