أرى المرء لم يختر على عقله عقلا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أرى المرء لم يختر على عقله عقلا لـ الحبسي

اقتباس من قصيدة أرى المرء لم يختر على عقله عقلا لـ الحبسي

أرَى المرءَ لم يخْتَرْ على عقْلِه عقلا

ولم يقْفُ فرعاً في الحياة ولا أَصْلا

وإنْ حاد عنْ نهج الرشادِ فلم يدَعْ

هواه ولم يتْركْ طريقتَه المثْلى

ولو ساورتْه حادثاتُ زمانِه

وصارت عليه موعظاتُ الورى تُتْلَى

وما الناسُ إلا مُلهَمٌ ومفهَّم

ولكن هوى الدنيا على الأنفسِ استوْلى

ورُبَّ فتى داريْته بمروءةٍ

ولم يدرِ أَني صافح عنه إنْ زَلا

فلولا حقوقٌ أُوجبَتْ لجزيتُه

بأفعاله وازدَدْتُ مْع جهلهِ جهلا

ولكنَّ حلماً واسعاً وتكرُّما

وعقلا ونفساً تكره الغدْر والختلا

إذا ساءني قولُ اللئيمِ سفاهةً

فقد يُبْتَلَى الحرُّ الكريمُ وقد يُبْلى

ويا ربَّ غرٍّ حدَّثَتْه ظنونهُ

بما هو في دنياه ليس له أهلا

وكائنْ وكمٍّ مِنْ مُداجٍ مُنافِقٍ

يقول ولم يُحسنْ مقالا ولا فعلا

ورب عدوٍّ في ثياب مصادِقٍ

إرادتُه أن يهُلك الحرثَ والنسلا

ولكن عداه الجبنُ عما يريده

إلى أن أصار الرعبُ هامتَه رِجْلا

إذا لم تكنْ إلا المطامعُ حرفةً

فلا غرو أَنْ صارت مساعي الورى هزْلا

ومن يحمل الكبرَ المقبَّحَ في الورى

فذلكمُ وِزْرٌ وساءَ له حِمْلا

فدعْ عنكَ منْ غرَّ الأنامَ بإفِكه

ولا تصْحَبنْه ذَلَّ منْ يصحبُ الذُّلا

فلا عجبٌ أَنْ صار بالكير ساقطا

وضيعاً وقد حلَّ المنيْزِلةَ السفلى

ومنْ يُنكرَنْ فعلَ الخَنى وهو راكب

له يسْتحق الضربَ والطردَ والقتلا

ودعْ عنك أرضا حامياتٍ شموسُها

ولما تجْد يوما بأكنافِها ظِلا

إذا الحرُّ لم يُرفعْ عن النذل قدرُه

علاه وحاز الساقطُ القدَرَ الأعلى

وقد حاز عنه طاهرَ المدح في الورى

وقد حاز عنه الحمدَ والشكرَ والفضلا

وإنْ هو لم يصحبْ سوى مثلِه غدا

مع الناسِ مذموماً وصار هو النذْلا

ومَنْ يحْترِثْ حرثَ السلامة والبقا

يصِّيرْ على أسراره البابَ والقُفلا

فلا تجعلنْ إلا أخا الصدق صاحباً

وكن صادقا فالحق يعلو ولا يُعْلى

وكنْ قاصداً طرْقَ المكارم والندى

ولا نخشَ تعنيفاً عليكَ ولا عذلا

ولا نمدحَنْ إلا كريما مهذبا

مجيباً لمن نادى مُعِزّاً لمن ذَلا

كمثلِ كريم الأصلِ نجلِ ابنِ عامرٍ

وإن كانَ لم نعلمْ له في الورى شكلا

محمدٍ أهْلِ الفضل والمجد والندى

وذو العدل والإحسان والطعنةِ النجلا

فتىً بلغ العلياءَ طفلا ويافعاً

فكيف إذا ما صار في كونه كهلا

فتًى يكشفُ الكربَ العظيمَ برأيه

ويُحكِمُ من أمر الدُّنا العقدَ والحلا

تناديه أبكارُ المعالي محبَّةً

وشوقا إليه مرحباً مرحباً أهلا

له خضَعتْ صيدُ الملوكِ مخافةً

وصار لديه كلُّ مسْتصْعبٍ سهلا

وعَدَّ لأبكارِ العلا صَدُقاتِها

فأضْحتْ له أهلاً وصار لها بعلا

أرادت أعاديه كمثل مراده

فلما رأتْه أبصرتْ حملَها كَلاّ

وقد عجزوا خوفَ الهلاك وسلموا

وصاحوا بأعلى الصوت أنت بها أولى

ومنْ نازعَ الأُسْدَ المصابيح في الندى

حوتْه لديها أصبحتْ أمُّه ثَكْلى

فقل للعدا دينوا له خوفَ بطشِه

لئلا ترى الأُخْرى كما رأتَ الأُولى

ولا تعجبوا إنْ ساد نجل ابن عامرٍ

وقد بذَلَ المعروفَ بين الورى بذلا

له قدَرٌ بين النجومِ فإن يشأ

علاها وصارتْ تحت أقدامه نعلا

ومِنْ غافرٍ أجدادُه السادة الذي

لهم في قريش نُسْبةٌ كرُمتْ أصلا

ألا إنَّ أولادَ الأسودِ كمثلها

وقد تلد العنزُ المذلّلةُ السخْلا

فكم لخريدات المكارم خاطباً

ولكنه ما كلُّ ذي ذكرٍ فحلا

وما كلُّ حمَّال السلاح بثائِرٍ

ولا كلُّ عسَّالٍ لأثوابه عدلا

فما دمتَ فينا يا محمدُ لم نَخَفْ

ظلوماً ولم نرْهبْ غلاءَ ولا محلا

كُفيتَ خطوبَ الدهرِ يا خيرَ من تلا

الْكتابَ ومن خَطَّ الكتابَ ومَنْ أملى

ويا خيرَ مَنْ آتى الزكاةً ومَنْ دعا ال

إله وصام الواجباتِ ومَنْ صَلَّى

شرح ومعاني كلمات قصيدة أرى المرء لم يختر على عقله عقلا

قصيدة أرى المرء لم يختر على عقله عقلا لـ الحبسي وعدد أبياتها خمسة و أربعون.

عن الحبسي

راشد بن خميس بن جمعة بن أحمد الحبسي النزوي العماني. شاعر مجيد، من أهل عمان، اشتهر في أيام إمامة ابن سلطان، ولد في عين بني صارخ من قرى ((الظاهرة)) من عمان، ورمد وعمي في طفولته، ثم انتقل إلى أرض (الحزم) من ناحية الرستاق (في عمان) ثم سكن نزوى إلى أن مات. وله في اليعربيين ووقائعهم قصائد كثيرة في (ديوان شعر) شرحه بعض العلماء.[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي