أرى عند بحثي في الأمور الدقائق
أبيات قصيدة أرى عند بحثي في الأمور الدقائق لـ عبد الله فريج

أرى عِندَ بحثي في الأمور الدَقائِق
بأن حَياة المَرءِ بَعض الدَقائِق
وَأَصبوا إِلى الدُنيا وَاِعلَم اِنَّها
لَعما قَليل لَقَطعنَّ علائِقي
فَما دَهرنا الا كَغَفوَة راقِد
وَفيها الَينا المَوت يَأتي كَسارِق
وَما المَرءُ في دُنياه غَير مُسافِر
وَعَنها سَيَمضي مِثل ضَيف مفارِق
وَما العالَم المَغرور في حُبِّها سِوى
خَيال تَراهُ في الكَرى عَين رامِق
وَما نَحنُ وَالاِمواتُ في ساحَة الوَرى
سِوى سابِق في مَوتِهِ ثُم لاحِق
وَما دارُنا هذي بِدار اقامَة
وَلكِن سَبيل الظَعن يَبد لِسائِق
وَما عيشُنا فيها يَدومُ وَإِنَّما
سَنُنزِلُها حيناً نُزول الفَنادِق
وَعَنها سَيَغدو ركبنا بَعد بُرهَة
وَنَرحَل عَن تِلكَ الرُبوع الشَواهِق
وَلَو دامَت الدُنيا لَدامَت لِفارِس
لَهُ ما عَهِدنا في الوَرى مِن مسابق
اميرُ جَليل احمَد الفِعل سَيِّد
رَقى في سَما الاِمجاد أَعلى المَناطِق
همام علا عَن غارِب الشُهب قَدرُهُ
عَلى هامَة الجَوزاءِ مِن فَوقِ عاتِق
سريٌّ وَفِيٌّ العُهودِ لِصحبِه
وَفي وُدِّهِ لِلنّاسِ غَيرُ مُمالِق
تَقِيٌّ تَقِيُّ القَلبِ وَالعَرضِ في الملا
حَليف العلى في قَولِهِ خَيرُ صادِق
عَفوف عَهِدناهُ بِنَفسِ أَبِيَّة
لاِخوانِهِ يَبدو صَفِيَّ الخَلائِق
وَذو هِمَّة تزري بِنسر السما فَلَم
يَعقهُ عَن العَلياءِ أَيُّ العَوائِق
صِبا لاكتِساب المُكرمات بِمَهدِهِ
فَفيها نَراهُ فاق عَن كُل فائِق
وَقَد ظَلَّ يَسعى لِلمَعالي فَنالَها
عَلى رُغمِ حساد فَسُبحان رازِق
ذَكِيُّ النهى فطنٌ رَضيع بَلاغَةٍ
دَقيق المَباني في المَعاني الرَقائِق
بَليغ اذا ما فاه يَوماً بِمَنطِق
تناثَر مِن فيهِ لنا دُرُّ ناسِق
فَيا مَن بِهِ قَد قِست سُبحان عَصرِهِ
لَقَد قِست عُصفوراً ضَئيلاً بِباشِق
اديب اريب عز في الكَونِ مِثلَهُ
لَبيب مُجيب فاضِل غَير ناطِق
مَعارِفُهُ ذاعَت فَعمت مقارِباً
وَضاءَت شُموساً في جَميع المَشارِق
فَكَم من تَآليف لَهُ اليَوم اينَعَت
كَما اينَعَت في الحَقلِ باهي الزَنابِق
مَتى هَزَّ في يُمناهُ سود يراعه
لَها سَجَدَت في الحالِ بيض البَوارِق
تَهدم بَيت العلم فينا فَشادَه
وَارخى عَلى علياهُ أَعلى سَرادِق
كَريم تبَدّي الجود فيهِ سَليقَة
وَهَيهات تَغيير يرى في السَلائِق
ارى السُحبَ تَبكي غيرَة مِن يَمينِهِ
لِذاكَ تَرش الدَمعَ عَن قَلب حانِق
فَأَوّاه من يَوم نَأى فيهِ نازِحاً
وَقَد افجَعتَنا فيهِ سوء الطَوارِق
قَددنا عَلَيهِ يَوم أَودى بِهِ القَضا
صَميمَ قُلوب الهموم خَوافِق
وَخِلنا سَما الاِقدارِ بِالشومِ ارعَدَت
وَخرت عَلَينا ساحِقات الصَواعِق
يَحِق لَهُ مِنّا بُكاء مُؤَبَّد
بِدَمع دَم من حبَّة القَلبِ دافِق
وَاِذ طابَ مَثواهُ وَنُعماؤُه زهت
بِتاريخ من في وُدِّهِ خير واثِق
فَبشرتُ امجادَ السَماءِ بِسَعدِها
رَقى فارِس الاِحياءِ جَنّات خالِق
شرح ومعاني كلمات قصيدة أرى عند بحثي في الأمور الدقائق
قصيدة أرى عند بحثي في الأمور الدقائق لـ عبد الله فريج وعدد أبياتها أربعة و ثلاثون.
عن عبد الله فريج
عبد الله فريج أفندي. أحد أدباء وشعراء مصر في العصر الحديث اتقن الشعر بعد أن بلغ الأربعين من عمره. أهدى أشعاره صاحب السعادة: ادريس بك راغب وقد قال في مطلع ديوانه مادحاً له: لإدريس رب الفضل تحدى الركائب وتطوى على بعد الديار السباسبُ له أريج الازهار في محاسن الاشعار.[١]
- ↑ معجم الشعراء العرب