أرى فسادا وشرا ضاع بينهما

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أرى فسادا وشرا ضاع بينهما لـ أحمد محرم

اقتباس من قصيدة أرى فسادا وشرا ضاع بينهما لـ أحمد محرم

أَرى فَساداً وَشَرّاً ضاعَ بَينَهُما

أَمرُ العِبادِ فَلا دينٌ وَلا خُلُقُ

سَيلٌ تَدافَعَ بِالآثامِ زاخِرُهُ

ما قُلتُ أَمسَكَ إِلّا اِنسابَ يَندَفِقُ

نالَ النُفوسَ فَمُبتَلٌّ يُقالُ لَهُ

ناجٍ وَآخَرُ في لُجّاتِهِ غَرِقُ

الدَهرُ مُغتَسِلٌ مِن ذَنبِهِ بِدَمٍ

وَالأَرضُ بِالنارِ ذاتِ الهَولِ تَحتَرِقُ

قَومٌ إِذا ما دَعا داعي الهُدى نَكَصوا

فَإِن أَهابَ بِهِم داعي العَمى اِستَبَقوا

لَم يَبقَ مِن مُحكَمِ التَنزيلِ بَينَهُمو

إِلّا المِدادُ تَراهُ العَينُ وَالوَرَقُ

ضاقَت بِهِم طُرُقُ المَعروفِ وَاِتَّسَعَت

ما بَينَ أَظهُرِهِم لِلمُنكَرِ الطُرُقُ

ضَجَّ الصَباحُ لِما لاقَت طَلائِعُهُ

مِن سوءِ أَعمالِهِم وَاِستَعبَرَ الغَسَقُ

لَم يَفسُقِ القَومُ غالَتهُم خَبائِثُهُم

في الذاهِبينَ مِنَ الأَقوامِ ما فَسَقوا

ماتوا مِنَ الجُبنِ وَاِشتَدَّت إِغارَتُهُم

عَلى الإِلَهِ فَلا جُبنٌ وَلا فَرَقُ

هُم حارَبوهُ وَما خافوا عُقوبَتَهُ

حَتّى رَماهُم فَأَمسى القَومُ قَد صَعِقوا

أَذاقَهُم مَضَضَ البَلوى وَجَرَّعَهُم

مِنَ الهَوانِ ذَنوباً ماؤُهُ دَفِقُ

يا لِلمَغارِمِ تَرمي كُلَّ ذي نَشَبٍ

بِفادِحٍ يَتَلَوّى تَحتَهُ العُنُقُ

وَلِلمُكوسِ تِباعاً لا مَرَدَّ لَها

إِن خابَ مُزدَرعٌ أَو جَفَّ مُرتَزقُ

يَأتي الحَصادُ فَيَمضي الغاصِبونَ بِما

عافَ الجَرادُ وَأَبقى الدودُ وَالعَلَقُ

راحوا بِطاناً وَباتَت مِصرُ طاوِيَةً

غَرثى تُشَدُّ عَلى أَحشائِها النُطُقُ

لَم يَبقَ مِنها وَإِن ظَنّوا الظُنونَ بِها

إِلّا الذَماءُ يُعاني المَوتَ وَالرَمَقُ

عَجِبتُ لِلقوتِ يُعيي القَومَ تَحمِلُهُم

أَرضٌ تَدَفَّقَ فيها النيلُ وَالعَرَقُ

ما يَهدَأونَ وَما يَنفَكُّ كادِحُهُم

مُشَرَّداً في طِلابِ العَيشِ يَنطَلِقُ

فِرعَونُ أَكرَمُ عَهداً في سِياسَتِهِ

مِن مُستَبِدّينَ لَولا الظُلمُ ما خُلِقوا

قالوا غَوَيتُم فَجِئناكُم لِنُرشِدَكُم

ثُمَّ الجَلاءُ فَما بَرّوا وَلا صَدَقوا

صَوتُ الأَباطيلِ في أَفياءِ دَولَتِهِم

عالٍ يَصيحُ وَصَوتُ الحَقِّ مُختَنِقُ

رَثَّ الجَديدانِ وَاِستَرخى لَهُم طِوَلٌ

مِنَ المَظالِمِ لا رَثٌّ وَلا خَلَقُ

ما يَنقَضي نَسَقٌ مِن سوءِ رِعيَتِهِم

إِلّا تَجَدَّدَ فينا بَعدَهُ نَسَقُ

طالَ المُقامُ فَإِن بِتنا عَلى قَلَقٍ

فَالدَهرُ مُضَّطرِبٌ مِن ظُلمِهِم قَلِقُ

ظَنّوا القُلوبَ تُواليهِم وَغَرَّهُمو

رِضى الذَليلِ وَقَولُ الزورِ وَالمَلَقُ

يا لَيتَ شِعري أَجُنُّ القَومُ أَم زَعَموا

أَنَّ المَوَدَّةَ مِن أَسمائِها الحَنَقُ

ما كُنتُ أَخشى لِأَهلِ الظُلمِ غائِلَةً

لَوِ اِتَّفَقنا وَلَكِن كَيفَ نَتَّفِقُ

مَتى أَرى الأَمرَ بَعدَ الصَدعِ مُلتَئِماً

وَالقَومَ لا شِيَعٌ شَتّى وَلا فِرَقُ

وَيحَ الكنانَةِ أَمسَت مِن تَفَرُّقِهِم

حَيرى الرَجاءِ فَما تَدري بِمَن تَثِقُ

كُلٌّ لَهُ مَذهَبٌ يَرجو الفَلاحَ بِهِ

وَالحَقُّ يَعرِفُهُ ذو الفِطنَةِ اللَبِقُ

سَيَعلَمُ القَومُ عُقبى الخائِنينَ وَما

جَنى الغُرورُ وَجَرَّ الجَهلُ وَالخَرَقُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة أرى فسادا وشرا ضاع بينهما

قصيدة أرى فسادا وشرا ضاع بينهما لـ أحمد محرم وعدد أبياتها اثنان و ثلاثون.

عن أحمد محرم

أحمد محرم بن حسن بن عبد الله. شاعر مصري، حسن الوصف، نقيّ الديباجة، تركي الأصل أو شركسيّ. ولد في إبيا الحمراء، من قرى الدلنجات بمصر، في شهر محرّم فسمي أحمد محرّم. وتلقى مبادئ العلوم، وتثقف على يد أحد الأزهريين، وسكن دمنهور بعد وفاة والده، فعاش يتكسب بالنشر والكتابة ومثالاً لحظ الأديب النكد كما يقول أحد عارفيه. وحفلت أيامه بأحداث السياسة والأحزاب، فانفرد برأيه مستقلاً من كل حزب إلا أن هواه كان مع الحزب الوطني ولم يكن من أعضائه. توفي ودفن في دمنهور.[١]

تعريف أحمد محرم في ويكيبيديا

أحمد محرم شاعر مصري من أصول شركسية اسمه الكامل أحمد محرّم بن حسن بن عبد الله الشركسي، من شعراء القومية والإسلام وكانت محور شعره كله، ولا سيما وأنه كان من دعاة الجامعة الإسلامية وعودة الخلافة العثمانية التي دعا إليها محمد عبده وجمال الدين الأفغاني في عصره. ولد في قرية إبيا الحمراء التابعة لمحافظة البحيرة بمصر عام 1877 م. قرأ السيرة النبوية والتاريخ، وحفظ الحديث الشريف والشعر، وطالع النصوص الأدبية السائدة. وكان لتلك النشأة أثرها في حياة وشعر أحمد محرم الذي ظل في دمنهور عاصمة محافظة البحيرة فلم يغادرها إلى القاهرة. عاصر ثورة 1919 م. كما عاصر دنشواي ومصطفى كامل وسعد زغلول وتأثر بهم في شعره الوطني. وكان يعقد بقهوة المسيري بدمنهور ندوته الشعرية كل ليلة. حيث كان يرتادها مفكرو وشعراء البحيرة والإسكندرية لأته كان شاعرا حرا ملتزما. ويعد أحمد محرم من شعراء مدرسة البعث والإحياء في الشعر العربي والتي كان من دعاتها محمود سامي البارودي وأحمد شوقي وحافظ إبراهيم وأحمد نسيم حيث جددوا الصياغة الشعرية بعد تدهورها في العصر العثماني. كان من دعاة الإصلاح الاجتماعي والوحدة الوطنية ولاسيما بعد مقتل بطرس غالي رئيس وزراء مصر. فنراه يقول داعيا للتسامح والمحبة بين المصريين:[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. أحمد محرم - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي