أريم الربا الألمى الأغن ألا عطفا
أبيات قصيدة أريم الربا الألمى الأغن ألا عطفا لـ علي أفندي الدرويش

أريم الربا الألمى الأغنَّ ألا عَطْفا
على مغرمٍ قد أظهر الدمع ما أخفى
وقد كان ذا صبر كرضوى ولعلعٍ
فصارت رياح الوجد تنسفه نسفا
فبتُّ وليلي مثل شعرك طوله
وأصبح جسمي مثل خصرك أو أخفى
ولولا دموعي أحرق النفس الورى
ولولا زفيري أغرق المدمعُ الصحفا
ولكن أنفاسي تنشِّف أدمعي
وفائض دمعي كلما أوقدت أطفى
وقد رمت كتمان الهوى عن عواذلي
ولكن جسمي عن محبته شفَّا
فلا تستر الأجسام حالة عاشق
كئيب ولا القارورةُ الخمرةَ الصِرفا
وقد حاولت عيناي من ورد خده
جنيّاً فخافت من لواحظه حتفا
ولم تدر أن الخد ياقوت مطلبٍ
وأهدابه الأرصاد قد جُعلت صفا
فيا حبذا وردٌ بجنة خده
ولكن بأنواع المحاسن قد حُفَّا
وما شغفي بالورد إلا لعله
إلى ورد خديه يقرِّبني زُلفى
ويا طالما عانقت شوقاً لقدِّه
غُصيناً ليشفي وجدَ قلبي وما أشفى
أريمَ الفلا عطفاً لرب تغزل
أطلت عليه التيه والهجر والخُلفا
نظرت فلم أعلم أشاهد فتنةً
أم البدر يعلو غصن بان علا حقفا
بدا وانثنى زهواً وصال بطرفه
فعاينت منه البدر والخوط والخشفا
وقد أوهمت واواتُ صدغيه عطفةً
علي ولا واللَه ما آثرت عطفا
ومن لي بصبر أو خيال يزورني
وقد قتل الصدُّ التصبرَ والإغفا
وساجعة غنت على عود أيكةٍ
لتهييج شوق أو لتذكارها إلفا
وما ذكَّرت مني لعمرك ناسياً
ولا هيجت للقلب وجداً وقد خفّا
ولو وجدت مثل الذي في جوانحي
لما حركت من بان كاظمة عطفا
وقد كان لي ثوبان عزٌّ وسوددٌ
فدلَّت على ضدَّيهما المقلةُ الوَطفا
وروض كأن الشهب من عذباته
نُعِشْتَ به والدهر عنيَ قد أغفى
وصارت يمين الريح في الجو خادماً
إذا ما طوت سجفاً لنا نشرت سجفا
ومهما بكت فيه السحاب تضاحكت
ثغور أقاحٍ كالجواهر أو أصفى
وإن سلمت ريح الصبا ركعت به
غصونٌ أمام النهر صلَّت لنا خلفا
ترى الورق في أوراقها قد ترنمت
كحليٍ بمدح الصدر قد قلَّد الصُحفا
أمير معاليه براتب فضله
تسامت على من رام إدراكها وصفا
صفات صفت كالراح في كأس مدحها
يكاد فم الأسماع يرشفها رشفا
فمن خلقٍ عذبٍ ومجدٍ مؤثَّلٍ
ربا عَرفِه تزكو على طيبها عرفا
شرح ومعاني كلمات قصيدة أريم الربا الألمى الأغن ألا عطفا
قصيدة أريم الربا الألمى الأغن ألا عطفا لـ علي أفندي الدرويش وعدد أبياتها تسعة و عشرون.