أزال عن الوجه الجميل قناعه

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أزال عن الوجه الجميل قناعه لـ عبد الغني النابلسي

اقتباس من قصيدة أزال عن الوجه الجميل قناعه لـ عبد الغني النابلسي

أزال عن الوجه الجميل قناعَهُ

وأظهر فينا علمه وأطلاعَهُ

فزالت جميع الكائنات حقيقة

وصار افتراق الكل عندي اجتماعه

مليح له منه عليه شواهد

متى أمر المضنى بأمر أطاعه

وما الكل إلا فيه مضنى جماله

ولا شرَّ لا عصيان فاسكن رباعه

هو الخير محض الخير والشر فرضه

وتقديره للعقل بان فراعه

بدا ينجلي للكل في كل صورة

ولا صورة إلا أراها اختراعه

وعن صور الأكوان فهو منزه

وإن كان فيها قد أبان ارتفاعه

هو الشمس أضحى والجميع ظلاله

هو البدر أمسى كل شيء شعاعه

متى اجتمع الإنسان يوماً بغيره

وصدق غيراً كان ذاك وداعه

ولا رؤية إلا له تلك رؤية

وكل سماع صار عندي سماعه

هو الظاهر المعروف في كل ظاهر

هو الباطن المجهول يخفى شياعه

رأيت عيوني المبصرات عيونه

وأدركت باعي في التناول باعه

ووصف بوصفٍ واحدٍ ضربَ واحدٍ

وذات بذاتٍ واكتفيت نزاعه

دنا فتدلى فالتقينا فلم أكن

وكان على ما كان يبدي التماعه

وقلَّب قلبي في سواه ولا سوى

زماناً أراني مكرَهُ وخداعه

إلى أن تصافينا على الودِّ وانمحت

رسوم جهول فيه قاسى طباعه

وأشهدني ظلمي فشاهدت ظلمتي

تجلِّي جمالٍ للعقول أشاعه

وبالعدل منه في أظهر نوره

تجلِّي جلالٍ سرُّ قلبي أذاعه

فأعطى فؤادي بالذي هو آخذ

علوم كمالٍ قد قرأت رقاعه

صدقت فكرر ذكره يا محدثي

فإن جبان القرب صار شجاعه

وأروَى بماء العلم منه عطاشه

وأشبعَ بالتحقيق فيه جياعه

وقام فأغنى عن قيام قيامة

بإيمان صدق عنده ما أضاعه

وعرِّج رفيقي فالمعالم أشرقت

بمن قد وجدنا في الرحال متاعه

وصرنا ملوكاً في رعايا صفاته

به وفتحنا بالغناء قلاعه

ولا تلتفت للحاسدين فإنهم

يقاسون من حبل الوداد انقطاعه

وهم في العمى عنه فلا يبصرونه

وهل تشبه الثيران فيه سباعه

وسامح ولا تعتب فحرمانهم كفى

بهم غضباً منه فصاروا رعاعه

وما في يدهم غير دعوى وعندهم

سراب شراب لا يزالون قاعه

رأوه فتاهوا فيه واندهشوا به

وكل يعاني ودَّهُ وسواعه

ولو شاء أبدى في فناهم وجوده

وأسمعهم بالنفخ فيهم يراعه

وإلا فبالتسليم للحق من ذوي

درايته فازوا فنالوا استماعه

ولكنه عن كل ما هو فاعل

فليس بمسئول لترجو دفاعه

فمن شاء أعطاه على رغم غيره

ومن شاء بالحرمان أبدى امتناعه

شرح ومعاني كلمات قصيدة أزال عن الوجه الجميل قناعه

قصيدة أزال عن الوجه الجميل قناعه لـ عبد الغني النابلسي وعدد أبياتها ثلاثة و ثلاثون.

عن عبد الغني النابلسي

عبد الغني النابلسي. شاعر عالم بالدين والأدب مكثر من التصنيف، تصوف ولد ونشأ في دمشق ورحل إلى بغداد وعاد إلى سوريا وتنقل في فلسطين ولبنان وسافر إلى مصر والحجاز واستقر في دمشق وتوفي فيها. له مصنفات كثيرة جداً منها: (الحضرة الأنسية في الرحلة القدسية - ط) و (تعطير الأنام في تعبير الأنام -ط) و (ذخائر المواريث في الدلالة على مواضع الأَحاديث -ط) ، و (علم الفلاحة - ط) ، و (قلائد المرجان في عقائد أهل الإيمان - خ) ، و (ديوان الدواوين - خ) مجموع شعره وله عدة دواوين.[١]

تعريف عبد الغني النابلسي في ويكيبيديا

عبد الغني بن إسماعيل بن عبد الغني النابلسي الدمشقي الحنفي (1050 هـ - 1143 هـ / 1641 - 1731م) شاعر شامي وعالم بالدين والأدب ورحالة مكثر من التصنيف. ولد ونشأ وتصوف في دمشق. قضى سبع سنوات من عمره في دراسة كتابات «التجارب الروحيّة» لِفُقهاء الصوفية. وقد تعدّدت رحلاته عبر العالم الإسلامي، إلى إسطنبول ولبنان والقدس وفلسطين ومصر والجزيرة العربية وطرابلس وباقي البلاد السورية. استقر في مدينته دمشق وتوفي فيها.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي