أسألت بان الجزع وهو يصفق

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أسألت بان الجزع وهو يصفق لـ ناصيف اليازجي

اقتباس من قصيدة أسألت بان الجزع وهو يصفق لـ ناصيف اليازجي

أسألتَ بانَ الجِزْعِ وَهْوَ يُصَفِّقُ

كيفَ الثَنيَّةُ بَعدَنا والأبرَقُ

وهَلِ الأجارعُ أُمطِرتْ بعدَ النَوَى

يوماً وهل تِلكَ الخَمائلُ تُورِقُ

يا جِيرةَ الحَيِّ الذينَ تَحَمَّلوا

ما كُنتُ أحسَبُ أنَّنا نَتَفرَّقُ

أستغِفِرُ اللهَ العظيمَ بأنَّنِي

فارَقتُكم وبَقيتُ حَياً يُرزَقُ

ولَقد بكَيتُ على الدِّيارِ فساءَني

دَمعٌ لهُ سَعَةٌ وطَرْفٌ ضَيِّقُ

والدَّمعُ مِن بعضِ المِياهِ قليلُهُ

يُروي ولكنَّ الكثيرَ يُغرِّقُ

هل مُبْلغٌ عَنّي التَحيَّةَ ظَبيةً

عن مِسكِ نَكْهتِها اللَطائِمُ تُفتَق

تَلقَى مَعاطِفَها الغُصونَ فتنثَني

خَجَلاً وتَلقْاها النُجومُ فتخفِقُ

بَدَوِيةٌ من آلِ مُرَّةَ قد حَلا

نهبُ القُلوبِ لَها بطَرْفٍ يَسرِقُ

مِن خالِ وَجْنَتِها بَلاءٌ أسوَدٌ

من وَشْمِ بُلجَتها عَدُوٌّ أزرَقُ

يا دُرَّةَ الغَوَّاص طَيَّ خِبائِها

ويَحْي مَتى هذا الخِباءُ يُمزَّقُ

لو تُطبَعُ الأحداقُ فيهِ رأيتَهُ

كالدِّرعِ من حَدَقٍ إليهِ تُحدِّقُ

إنْ لم تُصِبْ قَدَمٌ إليكَ تَطَرُّقاً

خوفَ الرقيبِ فللقُلوبِ تَطَرُّقُ

قد كانَ لي قلبٌ فطارَ بهِ الهَوَى

فأنا بِلا قلبٍ أهيِمُ وأعشَقُ

وَجْدٌ تَوَقَّدَ في خِلالَ أضالعٍ

قد كانَ يُحرِقها فصارَتْ تُحرِقُ

قد أيْمَنَ الصَبرُ الذي أعدَدتُهُ

للنَّائِباتِ ورَكْبُ شَوقي مُعْرِقُ

شَوقٌ يهيجُ إلى الذي ينسَى بهِ

شَوقَ الجمالِ الهائمُ المُستغرِقُ

العالمُ الصَّدرُ الكبيرُ الشاعرُ ال

فَطِنُ الشَّهيرُ الكاتبُ المُتأنِّقُ

عَلَمٌ يَمُدُّ على العِراقِ رِواقَهُ

وبهِ العواصِمُ تَستَظِلُّ وجِلَّقُ

أبقَى لهُ الباقي الذي هُوَ عبدُهُ

شِيَماً من الفاروقِ لا تَتَفرَّقُ

منها الوَداعةُ والزَهادةُ والتُّقَى

والعَدلُ والحِلمُ الذي لا يَقلقُ

بدرٌ بأُفْقِ الشَرقِ لاحَ وضوءُهُ

في الخافِقِيْنِ مُغرِّبٌ ومُشرِّقُ

ما زالَ في شَرَفِ الكمالِ فلم يكُنْ

نَقصٌ ولا خَسْفٌ بهِ يتَعلَّقُ

هُوَ ذلكَ الرَّجُلُ الذي آثارُهُ

لا تُقتَفى وغُبارُهُ لا يُلحَقُ

ولهُ الفُتُوحُ إذا تَمرَّدَ مارِدٌ

في كُلِّ مُعضلةٍ وعَزَّ الأبلَقُ

تأتي نَفائِسُهُ إليَّ سَوابقاً

وهُوَ الذي في كلِّ فضلٍ يَسبُقُ

ولَعلَّها كالصُّبحِ يسبُقُ شَمسَهُ

والشمسُ تدنو بعدَ ذاكَ فتُشرِقُ

سُرَّتْ برُؤيةِ خَطّهِ العينُ التي

أبداً لرُؤيةِ وَجهِهِ تَتَشوَّقُ

أثَرُ الأحبَّةِ يُستلَذُّ بهِ كما

يَلتَذُّ وَسنانٌ بطَيْفٍ يَطرُقُ

غَمَرتْ فَوائِدُهُ البعيدَ بنَيْلِها

مثلَ القرِيبِ ونِيلُها يَتَدَفَّقُ

كالبحرِ يُهدِي من جَواهرِهِ إلى

مَن لا يَراهُ كمَنْ بهِ يتَعمَّقُ

يا أيُّها القَمَرُ الذي من دُونِهِ

طَبَقُ المفَاوِزِ لا السَّحابُ المُطْبِقُ

إن كُنتَ قد أبعَدتَ عَنَّا نازِحاً

فالبُعدُ أشجَى للقُلوبِ وأشْوَقُ

أُثني عليكَ كأنَّني مُتَفضِلٌ

ولَكَ التَفضُّلُ عندَ مَن يَتَحقَّقُ

لو لم يكُنْ لكَ ما نَطَقْتُ بِمَدْحِهِ

فتُرَى بماذا كانَ شِعري يَنطِق

شرح ومعاني كلمات قصيدة أسألت بان الجزع وهو يصفق

قصيدة أسألت بان الجزع وهو يصفق لـ ناصيف اليازجي وعدد أبياتها خمسة و ثلاثون.

عن ناصيف اليازجي

ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط. شاعر من كبار الأدباء في عصره، أصله من حمص (سورية) ومولده في كفر شيما بلبنان ووفاته ببيروت. استخدمه الأمير بشير الشهابي في أعماله الكتابية نحو 12سنة، انقطع بعدها للتأليف والتدريس في بعض مدارس بيروت وتوفي بها. له كتب منها: (مجمع البحرين -ط) مقامات، (فصل الخطاب -ط) في قواعد اللغة العربية، و (الجوهر الفرد -ط) في فن الصرف وغيرها. وله، ثلاثة دواوين شعرية سماها (النبذة الأولى -ط) و (نفحة الريحان -ط) و (ثالث القمرين -ط) .[١]

تعريف ناصيف اليازجي في ويكيبيديا

ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط بن سعد اليازجي (25 مارس 1800 - 8 فبراير 1871)، أديب وشاعر لبناني ولد في قرية كفر شيما، من قرى الساحل اللبناني في 25 آذار سنة 1800 م في أسرة اليازجي التي نبغ كثير من أفرادها في الفكر والأدب، وأصله من حمص. لعب دوراً كبيراً في إعادة استخدام اللغة الفصحى بين العرب في القرن التاسع عشر، عمل لدى الأسرة الشهابية كاتباً وشارك في أول ترجمة الإنجيل والعهد القديم إلى العربية في العصر الحديث. درّس في بيروت.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ناصيف اليازجي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي