أسائل عنها الركب والدمع سائل

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أسائل عنها الركب والدمع سائل لـ ابن قلاقس

اقتباس من قصيدة أسائل عنها الركب والدمع سائل لـ ابن قلاقس

أسائلُ عنها الركبَ والدمعُ سائلٌ

عَسى استعطَفَتْها للوصالِ الوسائلُ

وأستخبِرُ الحادي ولا علمَ عندَهُ

بما كتمَتْ عنه القَنا والقنابِلُ

وقد عقدتْ كفُّ النسيمِ برودَها

فعدتُ وعندي للبَليلِ بلابِلُ

وكيف ألومُ الراحَ في الراحِ بعدَها

إذا كان فيها في الشَمولِ شمائلُ

فإن غُرِسَتْ في بابلٍ فتوقّها

فكلُّ غزالٍ حلّ بابلَ نابِلُ

ولولا رسومٌ للرسومِ لأقْشَعَتْ

سحائبُ من دمعي هوامٍ هواملُ

وقد شبّ ريحُ الهجْرِ نارَ هَجيرِه

فقُلِّصَ منها للوصالِ أصائلُ

وأودى رياضاً من صِبا وصبابةٍ

لبهجتِها زهرُ الخمائلِ خاملُ

أعاذلُ لا تعبَثْ بقلبي فإنّه

عن العذلِ لا ذُهليّةُ الحيّ ذاهلُ

وإن لُمْتُ عاماً أولاً منه عاصياً

فما عندَه في قابلٍ لك قابِلُ

وواللهِ ما السُلوانُ عندي بناصرٍ

لمن خذلَتْه الآنساتُ الخواذِلُ

دعِ الكلةَ الحمراءَ تشجو بريمِها

لمن رامَ منها طُرّةً فهو باخِلُ

تحملَ منه بعضُه جوْرَ بعضِه

وهذا وشاحٌ شاهدٌ وخلاخِلُ

رماني وقال اردُدْ عليّ مثالَها

فأنصَفَ لكنْ أين صبرٌ يُناضلُ

وغيرانَ أمّا ظِفْرُه فمهنّدٌ

ذليقٌ وأما نابُه فهو ذابِلُ

شققتُ إليه ثوبَ نقْعٍ كأنّه

دُجى الليلِ أنه متواصِلُ

وما كنتُ من أبطالِه غير أنني

جليدٌ لأعباءِ النوائبِ حاملُ

ولولا الإمامُ الحَبْرُ ما عزّ جانبي

ولا سدّ مني معشرٌ وقبائلُ

هو البحرُ بالعِرفانِ والعُرفُ قد طَمى

فأنهلَ منه سائلٌ ومُسائلُ

فحاتمُ طيٍّ في السماحةِ مادِرٌ

لديهِ وقسٌّ في الفصاحةِ باقِلُ

من الفُرْسِ فُرسانُ الحديثِ ومن غدَتْ

أواخرُهُم ممدوحةٌ والأوائلُ

همُ القومُ أمّا مجدُهم فمخيّمٌ

لديهم وأما ذكرُهُم فهو راحِلُ

تتيهُ بهِم يومَ اللقاءِ سوابحٌ

وتُزْهى بهم يومَ العَطاءِ محافِلُ

وتُلهِبُ نارَ البأسِ في الحربِ منهمُ

أيادِ بها ماءُ السماحةِ جائلُ

وما الناسُ إلا متنُ رمحٍ وهم به ال

عَوالي وبعضُ الفاخرينَ الأسافِلُ

سقى الله دوحَ المجدِ صيّبَ سَقْيهِمْ

فعارضُهُ داني الهيادبِ هاطِلُ

لهمْ شرفٌ بالحافظِ الحَبْرِ يعتلي

فيصعَدُ حيثُ النيّراتُ نوازِلُ

وناهيكَ من حَبْرٍ حُسامُ يراعُه

له لفْظُ سحبانٍ وقُسُّ حَمائلِ

يجولُ بميدانِ البلاغةِ طاعناً

برُمْحِ يراعٍ سدّدَتْهُ الأناملُ

وما كُتْبُه إلا الكتائبُ في الوغى

ولا الحجّةُ الغرّاءُ إلا الجحافِلُ

جنى كلَّ فخرٍ عن رياضِ جدودِه

وهل ثمرٌ إلا العُلا والفضائلُ

فهُنِّئَ بالشهْرِ الأصمّ فإنّه

لجدُّ سميعٍ بالذي أنا قائلُ

ولا زالَ في عزٍّ يدومُ ونعمةٍ

يُقيمُ وسعدٍ مُسعدٍ لا يُزايلُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة أسائل عنها الركب والدمع سائل

قصيدة أسائل عنها الركب والدمع سائل لـ ابن قلاقس وعدد أبياتها ثلاثة و ثلاثون.

عن ابن قلاقس

نصر بن عبد الله بن عبد القوي اللخمي أبو الفتوح الأعز الإسكندري الأزهري. شاعر نبيل، من كبار الكتاب المترسلين، كان في سيرته غموض، ولد ونشأ بالإسكندرية وانتقل إلى القاهرة، فكان فيها من عشراء الأمراء. وكتب إلى فقهاء المدرسة الحافظية بالإسكندرية (ولعله كان من تلاميذها) رسالة ضمّنها قصيدة قال فيها: أرى الدهر أشجاني ببعد وسرني بقرب فاخطأ مرة وأصابا وزار صقلية سنة (563) وكان له فيها أصدقاء، ودخل عدن سنة (565) ثم غادرها بحراً في تجارة، وكان له رسائل كثيرة مع عدد من الأمراء منهم عبد النبي بن مهدي صاحب زبيد: وكان طوافاً بين زبيد وعدن. واستقر بعيذاب، لتوسطها بين مصر والحجاز واليمن، تبعاً لاقتضاء مصالحه التجارية وتوفي بها. وشعره كثير غرق بعضه في أثناء تجارته في البحر، وبعضه في (ديوان - ط) ولمحمد بن نباته المصري (مختارات من ديوان ابن قلاقس - خ) .[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي