أستنجد الصبر فيكم وهو مغلوب

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أستنجد الصبر فيكم وهو مغلوب لـ مهيار الديلمي

اقتباس من قصيدة أستنجد الصبر فيكم وهو مغلوب لـ مهيار الديلمي

أَستنجِدُ الصبرَ فيكم وهو مغلوبُ

وأسألُ النومَ عنكم وهو مسلوبُ

وأبتغي عندكم قلباً سمحتُ به

وكيف يرجِعُ شيءٌ وهو موهوبُ

ما كنتُ أعرفُ ما مقدارُ وصلكُمُ

حتى هجرتم وبعضُ الهجر تأديبُ

أستودع اللّهَ في أبياتكم قمراً

تراه بالشوق عيني وهو محبوبُ

أَرضَى وأسخطُ أو أرضَى تلوُّنَه

وكلُّ ما يفعلُ المحبوبُ محبوبُ

أمَّا وواشيه مردودٌ بلا ظَفَرٍ

وهل يُجابُ وبذلُ النفس مطلوبُ

لو كان يُنِصفُ ما قال أنتظرْ صِلَةً

تأتي غداً وأنتظارُ الشيء تعذيبُ

وكان في الحبِّ إسعادٌ ومُنعطَفٌ

منه كما فيه تعنيفٌ وتأنيبُ

يا لَلوَّاتي بَغضنَ الشَّيْبَ وهو إلى

خدودهنَّ من الألوانِ منسوبُ

تأبَى البياضَ وتأبَى أن أسوِّده

بِصبغةٍ وكَلا اللونَيْنِ غِربيبُ

ما أنكرتْ أمسِ منه ناصلاً يقَقاً

ما تُنكر اليومَ منه وهو مخضوبُ

ليتَ الهوى صان قلبي عن مَطامعه

فلم يكن قطّ يستدنيه مرغوبُ

إني لأسغَبُ زهداً والثرى عَمَمٌ

نبتاً وأظما وغَرْب الغيثِ مسكوبُ

ولا أَرِقُّ لحِرصٍ خابَ صاحبُهُ

سعياً ويعلم أنّ الرزقَ مكسوبُ

عُقَبى الطماعة في مالٍ يُمَنُّ به

عُصارةٌ لا يُغطِّى خُبثَها الطِّيبُ

طَهِّرْ خِلالَك من خِل تعابُ به

وأسلم وحيداً فما في الناس مصحوبُ

إني بُليت بمضْطَرٍّ رفيقُهُمُ

والماءُ يملُحُ وقتاً وهو مشروبُ

كم يوعد الدهرُ آمالي ويُخلِفُها

أخاً أُسَرُّ به والدهرُ عُرقوبُ

أسعَى لمثل سَجايَا في أبي حَسَن

وهل يُبَلِّغني الجوزاءَ تقريبُ

فِدَى محمدٍّ المنسيِّ نائلُهُ

مُرَاجِعٌ نيلُه المنزورُ محسوبُ

حالٌ تحدّثه الأحلامَ جاهلةً

لحاقَهُ وأخو الأحلامِ مكذوبُ

إن قدَّم الحظُّ قوماً غالطاً بِهِمُ

أو بَيَّنتهمْ عِناياتٌ وتقريبُ

فالسيف يُخْبَرُ قَطْعاً وهو مدَّخَرٌ

والطِّرْفُ يكرَمُ طبعاً وهو مجنوبُ

حذارِ من حَدَثِ النَّعماء مؤتنَفٍ

علاؤه بشفيع الوجه مجلوبُ

تسوءه سائلا مِن أين سؤددُه

إنّ اللئيم بما قد ساد مسبوبُ

أأنت أنت وفي الدنيا أبو حَسَن

صدقتَ إن لفي الدنيا أعاجيبُ

إذا رأيتَ ذويلَ السَّرْح آمنةً

لم يَحْمِها فلأمرٍ يحلمُ الذيبُ

يا مُلبسِي الغرّاءَ ضافيةً

عليَّ إن قَلَصتْ عنِّي الجلابيبُ

عَلِقْتُ منك بعهدٍ لا مَواثِقُهُ

تُنَسى ولا حبلُه بالغدر مقضوبُ

وأحمدَتْك أختباراتي وقد سَبَرتْ

غَوْرَ الرجال وكدَّتها التجاريبُ

فلتجزِيَنَّك عنّي كلُّ غاديةٍ

لها من الكِلَمِ الفيَّاضِ شُؤبوبُ

إذا وسَمتُ حَيَاها باسمك أنحدرتْ

له الزُّبَى وأطاعته المصاعيبُ

فاسلم لهنّ ولي ما طاف مستلمٌ

سَبْعا وعَلَّقَ بالأستارِ مكروبُ

تُرجَى وتُخشَى فَسيحَ الباب ممتنِعاً

إن الكريمَ لمرجُوٌّ ومرهوبُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة أستنجد الصبر فيكم وهو مغلوب

قصيدة أستنجد الصبر فيكم وهو مغلوب لـ مهيار الديلمي وعدد أبياتها أربعة و ثلاثون.

عن مهيار الديلمي

مهيار بن مرزويه، أبو الحسن الديلمي. شاعر كبير في أسلوبه قوة وفي معانيه ابتكار، قال الحر العاملي: جمع مهيار بين فصاحة العرب ومعاني العجم، وقال الزبيدي: (الديلمي) شاعر زمانه فارسي الأصل من أهل بغداد، كان منزله فيها بدرب رباح، من الكرخ، وبها وفاته. ويرى (هوار) أنه ولد في الديلم (جنوب جيلان على بحر قزوين) وأنه استخدم في بغداد للترجمة عن الفارسية. وكان مجوسياً وأسلم سنة 494هـ على يد الشريف الرضي. وتشيع وغلا في تشيعه وسب بعض الصحابة في شعره، حتى قال له أبو القاسم ابن برهان: يا مهيار انتقلت من زاوية في النار إلى أخرى فيها.[١]

تعريف مهيار الديلمي في ويكيبيديا

أبو الحسن - أو أبوالحسين - مِهيَارُ بن مروزيه الديّلمِيُّ (توفي 428 هـ / 1037 م) كاتب وشاعر فارسي الأصل، من أهل بغداد. كان منزله في بغداد بدرب رباح من الكرخ. كان مجوسياً فأسلم، ويقال إن إسلامه سنة 384 هـ كان على يد الشريف الرضي أبي الحسن محمد الموسوي وهو شيخه، وعليه تخرج في نظم الشعر، وقد وازن كثيرا من قصائده، ويقول القمي: (كان من غلمانه). قال له أبو القاسم ابن برهان: «يا مهيار قد انتقلت بأسوبك في النار من زاوية إلى زاوية»، فقال: «وكيف ذاك؟» قال: «كنت مجوسيا فصرت تسب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في شعرك». ويرى هوار أنه وُلِدَ في الدَّيلم، في جنوب جيلان، على بحر قزوين، وأنه استخدم في بغداد للترجمة عن الفارسية. كان ينعته مترجموه بالكاتب، ولعله كان من كتاب الديوان. كان شاعرا جزل القول، مقدما على أهل وقته، وله ديوان شعر كبير يدخل في أربع مجلدات، وهو رقيق الحاشية طويل النفس في قصائده. ذكره الحافظ أبو بكر الخطيب في كتابه تاريخ بغداد وأثنى عليه وقال: «كنت أراه يحضر جامع المنصور في أيام الجمعات [يعني ببغداد] ويقرأ عليه ديوان شعره ولم يقدر لي أسمع منه شيئاً». قال الحر العاملي: جمع مهيار بين فصاحة العرب ومعاني العجم.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. مهيار الديلمي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي