أسقمتنا مناظر الغبراء

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أسقمتنا مناظر الغبراء لـ محمد توفيق علي

اقتباس من قصيدة أسقمتنا مناظر الغبراء لـ محمد توفيق علي

أَسقَمَتنا مَناظِرُ الغَبراءِ

وَسَئِمنا في الأَرضِ طولَ الثَواءِ

وَجَهِلنا حَقائِقَ الأَشياءِ

قَرِّبوا الوَهمَ مَركبَ الشُعَراءِ

قَد نَوَينا سِياحَةً في السَماءِ

أَنتَ نِعمَ البالونُ طِر في الهَواءِ

وَتَغَلغَل في مُهجَةِ الظَلماءِ

سِر حَثيثاً بِسُرعَةِ الكَهرباءِ

لِسُهَيلٍ فَفيهِ خُضرُ الأَماني

فَهوَ نِعمَ المُقِرُّ لِلأُدَباءِ

أَخذ الرَقصَ وَاِكتِمالَ البَهاءِ

عَن فُؤادي وَوَجنَةِ الحَسناءِ

قَد دَنَونا يا حُسنَه من مَساءِ

فَاِرقُبِ الأُفقَ هَل تَرى مِن ضِياءِ

وَاِستَمِع يا خَيالُ لِلضَوضاءِ

إِنَّني سامِعٌ كَمِثلِ الغِناءِ

وَأَرى شِبهَ رَوضَةٍ خَضراءِ

وَكَثيباً أَظُنُّهُ مِن جُمانِ

قَد وَصَلنا لِساحَةٍ فَيحاءَ

وَدَخَلنا قَصراً فَخَيما بِناء

وَالتَقَينا بِغادَةٍ هَيفاءَ

تُبهرُ المُجتَلي سَنىً وَسَناء

وَاِزدَهانا المقامُ زهراً وَماءَ

فَأَشارَت رَقيقَةً كَحلاء

لِقِيانٍ كَأَنَّهُنَّ صَفاء

ذُبنَ نوراً مُغَرِّداً وَهَناءَ

في رَخيمٍ مِن شَدوِهِنَّ شَجاني

رَدِّدي اللَحنَ أَنتِ ذات الوشاحِ

أَنا صادٍ لِنَشوَةٍ وَاِرتِياحِ

رَدِّديهِ لِلصُبحِ هَل مِن صَباحِ

عِندَكُم مِثلنا وَمن أَتراحِ

فَأَجابَت في بَسمَةٍ وَاِنشِراحِ

بَل خُلِقنا لِلَّهوِ وَالأَفراحِ

ثُمَّ نادَت فَجيءَ بِالأَقداحِ

فَشَرِبنا راحاً وَلا كَالراحِ

في كُؤوسٍ نورِيَّةِ الأَلوانِ

قلتُ هَل تمزِجُنَّها بِالسحابِ

قُلنَ آناً وَتارَةً بِالرُضابِ

فَتَراجَعَت خَطوَةً لِلشَبابِ

وَتَعَلَّقَت في ذُيولِ التَصابي

وَحَدا بي لِقُبلَةٍ ما حَدا بي

قالَت اِصبِر وقيتَ سِرَّ العذابِ

إِنَّ لِلصابِرينَ حُسنُ مَآب

نَحنُ لِلصالِحينَ خَيرُ ثَوابِ

نَحنُ لِلفائِزينَ أَهلُ الأَمانِ

قُلتُ لِلنَفسِ وَيكِ يا نَفسُ توبي

وَاِتَّقي اللَهَ وَاِرجِعي مِن قَريبِ

حاذِري النارَ أَخلِصي وَأَنيبي

لا تَضِلّي لا تَخسَري لا تَخيبي

أَنتِ أَهلٌ لِلذُلِّ وَالتَعذيبِ

ما نَهاها عَنِ التَصابي مَشيبي

لَيتَني ما حَمَلتُ عِبءَ الذُنوبِ

رَبِّ لا تَجعَل الشَقاءَ نَصيبي

فَاِستَجابَ الكَريمُ لي وَهَداني

شرح ومعاني كلمات قصيدة أسقمتنا مناظر الغبراء

قصيدة أسقمتنا مناظر الغبراء لـ محمد توفيق علي وعدد أبياتها ثلاثون.

عن محمد توفيق علي

محمد توفيق بن أحمد بن علي العسيري العباسي. شاعر مصري ولد في زاوية المصلوب من قرى بني سويف بمصر الوسطى وتعلم بها ثم في القاهرة. وتخرج ضابطاً فترقى في الجيش المصري إلى مرتبة يوز باشي واستقال فعاد إلى قريته يمارس الزراعة والتجارة إلى أن توفي. نسبته إلى قبيلة العسيرات النازل قسم منها بمصر العليا ويقال أن هذه القبيلة تنتمي إلى العباس بن عبد المطلب. ويصف نفسه بالنفور من معاشرة الناس إلا ممن تجمعه به ضرورة عمله أو من يطرق بيته من الأضياف. في شعره رقة وجودة أورد صاحب شعراء العصر مختارات منه في إحدى عشرة صفحة ويقول عبد الحليم حلمي الشاعر المصري في نعته: شاعر جاهلي إسلامي حضري بدوي جمع بين سلاسة العبارة وحسن الديباجة له (ديوان التوفيق -ط) الجزء الأول منه.[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي