أسلمت للقدر المذل سلاحي

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أسلمت للقدر المذل سلاحي لـ عبد الحميد الديب

اقتباس من قصيدة أسلمت للقدر المذل سلاحي لـ عبد الحميد الديب

أسلمت للقدر المذلّ سلاحي

وجرت عليّ مشيئة السفاح

مستضعف بحنى عليّ كأنّني

يتم يدلّل في حجور سماح

يا محنة أكل الشقاء شبيبتي

فيها ومزّقت الخطوب جناحي

ولبست باليها بعرسي مكرها

وشربت ىسنها معتّق راح

في أسرة ترجو المعيشة قنّعا

بالخبز مؤتدما بماء قراح

ولها سوى حرب الشعوب حروبها

والدهر عزلاء بغير سلاح

جرحان في كبدي لفرط صبابتي

ولشقوتي والناس جدّ شحاح

ولو أنّهم جرحى خطوب زمانهم

من ذا يقيس جراحهم بجراحي

لا تعتبوا بخلى بدمعي صابرا

فيض الدموع بمقلة التمساح

أنبتّ في الأخلاق صدق محمد

وجنيت كذب مسيلم وسجاح

أشكو إلى الأخلاق غرّا والغاً

في الإفك رغم هداية النصاح

كم ذا أقلت عثاره ورحمته

فارتد يهجو نعمتي ويلاحى

نبغ النبوغ اللغو في تهريجه

ومن الطغام مهرج الإفراح

تخذوه تسلية الندى وحسبه

هزء الضحوك ونكتة الفضّاح

من معشر أكلوا الجراية قنّعا

بالخبز مؤتدما بماء قراح

ظفروا على الأحداث جند موفّق

للمال أو خدما لدى مسماح

إن كان هذا الفحش خفّة روحه

فمن الحماقة خفّة الأرواح

ما كان ضرّكَ لو رعيت كرامتي

ورحمت تبريحى وطول نواحي

وأنا الذي لبس النجوم قلائداً

وزكا غدوّى في العلا ورواحي

وطلعت في محل الخلائق واكفا

ومحا ظلام المعتفين صباحي

أيباح عرضى في سفاهك بينما

عرض الأذلّ الغرّ غير مباح

وأشدّ ما ألقاهُ يوم رزيئتي

أن أجعل الهجو الوجيع سلاحي

من قبل يوم البعث لؤمك باعث

في كلّ يوم حامل المصباح

نحن الملائك والملوك وحسبنا

بالشعر تزكية ونيل وشاح

يا محنة الأدب الرفيع بمعشر

جعلوا السفاهة آية الإفصاح

لا يصدع الزبد الجفاء سفينةً

والبحر طوع رغائب الملّاح

شرح ومعاني كلمات قصيدة أسلمت للقدر المذل سلاحي

قصيدة أسلمت للقدر المذل سلاحي لـ عبد الحميد الديب وعدد أبياتها ستة و عشرون.

عن عبد الحميد الديب

عبد الحميد الديب. شاعر مصري، نشأ وعاش بائساً. قال أديب في وصفه: استحالت نفسه الشاعرة الثائرة إلى جحيم من الحقد على الناس جميعاً، ونعته بشاعر الجوع والألم. ولد بقرية كمشيش من أعمال المنوفية، وسكن القاهرة وتوفى بها، ودفن في كمشيش. في شعره جودة وقوة.[١]

تعريف عبد الحميد الديب في ويكيبيديا

عبد الحميد الديب شاعر وأديب مصري، كما تسمى بـ«وريث الصعاليك» ولد في يوليو من العام 1898م بقرية كمشيش، إحدى أعمال محافظة المنوفية بمصر، في أسرة بائسة يعولها ربها تاجر الماشية واللحوم الذي كان جُل نشاطه في المواسم والأعياد، نظرًا لطبيعة الوضع الاقتصادي للقرى المصرية في ذلك الحين.تسهب الروايات في وصف فقر الديب وعائلته، فتذكر مثلا أنه كان يرتدي الثياب الرثة، حتى في الأعياد ومواسم الفرح شأنه في ذلك شأن كثير من الأسر في القرى المعدمة والفقيرة، إلا أنه لم يصبح كلُ أبناء تلك الأسر شعراء ذوي صوتٍ يُسمَع، لذا لم نسمع بتفاصيل معاناة أحد منهم سوى «عبد الحميد الديب». ألحقَ والدُ الديب ابنه بالكُتّاب في قريته ليحفظ القرآن الكريم، وكان يحلم بأن يصبح ولدُه شيخ عمود بالأزهر، وهو أقصى طموح يمكن لأب قروي أن يطوله في ذلك الحين. ولكن كانت لـ«عبد الحميد» مآربُ أخرى من وراء مخالطته للأزهريين، فعن طريقهم حصل على دواوين أعلام الشعراء العرب كالمتنبي وابن الرومي والمعري وأبي نواس وغيرهم، فأشبع بها نهمه إلى القراءة، ورأى في نفسه هوًى إلى الشعر الحزين الباكي الذي يرثي النفس ويتقطع عليها أسًى، فقد وجد فيه تصويرًا لحاله، ومواساةً لبؤسه وحرمانه.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. عبد الحميد الديب - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي