أسلمي مقلتيك قبل الفراق

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أسلمي مقلتيك قبل الفراق لـ الأعمى التطيلي

اقتباس من قصيدة أسلمي مقلتيك قبل الفراق لـ الأعمى التطيلي

أَسْلِمي مُقْلَتيْكِ قَبْلَ الفراقِ

في الذي جرَّتا على العُشَّاقِ

قبلَ أنْ يُطْلِعَ الوَدَاعُ بدوراً

يَقْتَضيها السّرارُ قبلَ المُحَاقِ

قبل أنْ تُصْغِيَ القلوبُ لداعي

البَيءنِ حتى تكونَ فوق التراقي

آهِ ممّا لقيتُ من طرفك الشا

ئق أو من فُؤَادي المشتاق

نَفَثَتْ مُقْلَتَاكِ في عُقَدِ السَّحْ

رِ فلم أنتفِعْ بِنَفْثِ الراقي

عَجِبَ الغانياتُ من شَيْبِ رأسي

وتناسْينَ هَوْلض يوم الفراق

وتساءَلْنَ عن شبابي وقد

قسَّمْتُهُ في الشُّعُورِ والأحداق

خُذْنَ بي مأخذاَ من الموت حلواً

إن موتَ الصدود مُرُّ المذاق

وتعجَّبْنَ كيف لا يَنْفَدُ الدمعُ

وقد أَحْرَقَتْهُ نارُ اشتياقي

ثم لا تَسْتَرِبْنَ منْ سوءِ ظنّي

بعهودٍ منكنَّ غيرِ بَوَاقِ

وَتَعَوَّدْنَ أَنَّ عادةَ سوءِ

الظنِّ مَحْسُوبةٌ على الإشفاقِ

أَدْرَكَ اللهُ عند أعينكنَّ الن

جلِ ثاراتِ هذه الأَرْمَاقِ

وقضى لي على الزمانِ فلم

يَسْمَحْ بِوَصْلٍ ولا قضى بفراق

حَسَدَتْني صروفُهُ هَمَماً

زَعْزَعْنَ زُهْرَ النجوم في الآفاق

وهموم ليس الرَّدَى بكَفيلٍ

بانْبِعَاثٍ لها ولا إطلاق

ومكاني من ابنِ حمدينَ أَرقا

ني من المجدِ فوق سَبْعٍ طباق

المُعلَّى منَ القِداح وذو الأَثْر

المُحَلَّى بين المواضي الرقاق

وقريعُ الأيام ذو نجدة تمضي

وشمس النهار في الإشراق

أَسدٌ يملأُ العرينَ من البأ

سِ وَطَوْدٌ يحمي من الإملاق

وفتىً مِثْلَما يشقُّ على الحُسَّا

دِ ماضٍ يومَ الكريهةِ واق

أريحيٌّ تراه يهتزُّ للبذْ

ل اهتزازَ القضيبِ للإبراق

راكدٌ مثلُ صفحةِ الماءِ أوْرَى

عن ذَكاءٍ كالنارِ في الإبراق

مُسْتَبدٌّ بالمجدِ هَشٌّ إلى الجو

دِ مُطِيقٌ للأمرِ غيرَ مطاق

دَرِبٌ بالإحسانِ مُثْرٍ من الحُسْ

نَى أَقامَ العُلا على كلِّ ساقِ

وكفيلٌ بالعدل والجودُ مشدو

دُ الأواخي مُمَزِّقُ الإملاق

زُهِيَتْ خُطَّةُ القضاءِ به زَهْ

وَ حَمامِ الغُصُونِ بالأَطواق

وَسَمت رتبةُ الوزارة منه

ببعيدِ المدى بعيدِ السّباق

وَسَطَتْ تغلبٌ به صارماً

عَضْباً يلفُّ الأَقدامَ بالأَعْنَاق

وأقامَتْ دارُ الأَمانة من

نعماهُ في صَوْبِ العارضِ الغَيْداقِ

واستظلَّت من بِرِّه في ظلالٍ

لم يَعِبْها مُنَافقٌ بِنِفَاقِ

واستجارَتْ مِنْ عَدْلِهِ بجمالٍ

غير مَنْكُوثَةِ ولا أَخَلاقِ

شَمِلَتْ فيه المسلمينَ أَيادٍ

همْ بها كالغُصُون في الأوراق

وأَحاطت بالمُجْرِمينَ غواديه

إحاطةَ العقدِ بالأعناق

لأبي القاسم بن حمدينَ نفسٌ

خُلِقَتْ منْ مكارِمِ الأخْلاق

ويدانِ يراهما المجد حتى

سَحَّتا بالآجالِ والأرزاق

يا أبا قاسمٍ دعاءَ امرىء وافا

كَ سَبْقاً في أوَّلِ السُبَّاقِ

خذ إليكَ الثناءَ لا بل أدلَّ

الشكرَ عرف المهبِّ حلْوَ المساق

لكَ مجدٌ لو كان للنجمِ شملاً

لم يَرُعْهُ صرْفُ الردى بفراق

وَغناءٌ لو أَنْبَتَتْه الرُّبَى لم

يُمْسِكِ الناسُ خَشْيَةَ الإنفاق

فاتخذني مكافِحاً عَنْ معالِيكَ

شديدَ القوى عنيفَ السّياقِ

وَاصْطَنِعْنِي مُشَايعاً لك لا

يَشْغَلُه عنك الصَّفْقُ في الأسواق

لستُ ممن إذا هفا أنكرَ السَّطْ

وَةَ لا بل أولى بما هو لاق

إن تعاقبْ فقد تركتَ عقاباً

إن حزَّ الرءوس غيرُ الحِلاق

بك قامَ القسطاسُ وانتعشَ الحقُّ

وَصِيْنَتْ مُذَالَةُ الأَعناق

إن يَهِمْ نحوكَ القريضُ فقد نَفَّقْتَ

منه ولاتَ حينَ نَفَاق

أو أضيفتْ إليك غرُّ المعاني

فَبِمِلْكٍ لهنَّ واسْتِحْقَاق

شرح ومعاني كلمات قصيدة أسلمي مقلتيك قبل الفراق

قصيدة أسلمي مقلتيك قبل الفراق لـ الأعمى التطيلي وعدد أبياتها ستة و أربعون.

عن الأعمى التطيلي

أحمد بن عبد الله بن هريرة القبيسي أبو العباس الأعمى التطيلي. شاعر أندلسي نشأ في إشبيلية. له (ديوان شعر - ط) و (قصيدة - ط) على نسق مرثية ابن عبدون في بني الأفطس.[١]

تعريف الأعمى التطيلي في ويكيبيديا

التُطَيْلِي الأعمى أو أحمد بن عبد الله بن هريرة القيسي الأعمى التطيلي، وله كنيتان هما «أبو جعفر» و«أبو العباس»، هو شاعر ووشاح أندلسي عاش في عصر المرابطين، عُرف بالأعمى وبالأُعَيمى لعاهته، وبالتُّطِيْليّ نسبة إلى مسقط رأسه تُطِيلة، كما لقبه بعض مؤرخي الأدب بمعري الأندلس.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. الأعمى التطيلي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي