أسيلة خد دونه الأسل السمر

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أسيلة خد دونه الأسل السمر لـ أبو الحسن التهامي

اقتباس من قصيدة أسيلة خد دونه الأسل السمر لـ أبو الحسن التهامي

أَسيلَة خَدٍّ دونَهُ الأُسل السُمرُ

وَدونَ ارتِشاف الريق مِن ثَغرِها ثغرُ

أَناةٌ بَراها اللَهُ أَكمَلَ صورَة

فَأَردَفَت الأَرداف واختَصر الخصرُ

وَبقصرُ ليلي ما أَلَمَّت لأَنَّها

صَباحٌ وَهلأ يَبقى الدُجى وَهيَ الفَجرُ

مَرى البينُ جفنيها عَلى الخَدِّ فالتَقى

بِأَدمَعها وَالمَبسَمُ الدرّ بالدرّ

وَقالوا أَتَسلوا عَن لَذيذ رِضابِها

فَقُلتُ وَهَل حَلَّت لِشارِبها الخَمرُ

أَلَم تَعلَمي أَنَّ العَناءَ هوَ الغِنى

وَأَنَّ ابتِذال التِبر في حَقِّها تَبرُ

إِذا كانَ تِرحالي بِنِيَّة آيبٍ

فَباطِنُهُ وَصلٌ وَظاهِرُهُ هَجرُ

ذَريني أهب لِلمَجد شَرخ شَيبَتي

فَإِن لَم أُبادِرها استبدَّ بِها العُمرُ

فَلَم أَرَ هَذا العُمر إِلّا مَسافَة

إِذا مَرَّ يَوم مَرَّ مِن ذَرعها فَترُ

فَسلني بِالدُنيا فَقَلبي صَحيفَة

عَلى ظَهرِها مِن كُلِّ نائِبَةٍ سَطرُ

أَوسَع صَدري كُلَّ يَومٍ بِزَفرَةٍ

عَلى أَنَّهُ وسع يَضيقُ لَهُ الصَدرُ

أُكَلِّفُ أَقلامي تبلغني المُنى

وَقَد عجزت عَنهُ الرُدَيِنيَّةُ السُمرُ

وَإِن لَم يُنِل بِالبيضِ تَخضِبها الدِما

فَأَهون بِأَقلامٍ يُخَضِّبها الحِبرُ

إِذا فاتَ مِن أَربى عَلى العُشرِ رُمحَهُ

مُناهُ فَقَد فاتَت فَتىً رُمحُهُ شِبرُ

فعدِّ عَن الأَقلامِ واِستَنصِر القَنا

وَسيفك إِنَّ النَصل في حَدِّهِ النَصرُ

سأَنفي الأذى عَنّي وَشيكاتٍ بِفَتيَةٍ

طَعانهمُ نظمٌ وَضربِهُمُ نَثرُ

وَبَيداء لَولا أَنَّها هيَ مَجهل

لَشَبَّهتُها في الوسع صدرك يا بِشرُ

قطعت بِملء الغرضتين وَصارم

كَعَزمِكَ مِن ماء الفرند بِهِ أَثرُ

لَقَد جَمَعَ الرَحمَنُ فيكَ مَحاسِناً

بأيسَرها يُستَعبد العَبدُ وَالحُرُّ

يُكفِّرُني قَوم بِشُكر صَنيعِهِ

إِليَّ وَكفر المُنعَمينَ هوَ النَقَرُ

يَنوطُ نجادي رأيه وَحسامه

بِصَدرٍ كَمِثلِ البَرِّ أَو دونَهُ البَرُّ

وَيَحلَم عَن ذي الجَهلِ حَتّى كَأَنَّهُ

وَحاشاه مِن فَرطِ الوقارُ بِهِ وَقرُ

ومن يعتصم مِنه بعصمة خِدمَةٍ

يَحِد عَنه شَيئان المذلَّة وَالفَقرُ

وَما تَنجحُ الأَقلام إِلّا بِكَفِّهِ

وَمخلب غير اللَيث في كَفِّهِ ظُفرُ

سِهامٌ إِذا ما راشَها بِبَنانِهِ

أَصيب بِها قَلبُ البَلاغَةِ وَالنَحرُ

وَإِن سَحَبَ القِرطاسُ مِن وَقعِها بِهِ

تَجَلَّت وجوه الخَطبِ وَالخُطَبُ الغُرُّ

تُخَبِّرُ عَمّا في الضَمير كَأَنَّها

سواد سويداواتهنَّ لَها حِبرُ

وَيا عَجَباً للدَّستِ كَيفَ جَفافه

وَفي كُلِّ عقد مِن أَنامِلِهِ نَهرُ

وَلا عَجَبٌ أَن يَلفِظ الدُرَّ قائِلاً

وَهَل عَجَبٌ أَن يلفظَ الدُرَرُ البَحرُ

وَيعشى وَلا يَعشى بِنور جَبينه

عَجيب وَهَل يَعشى بِأَنوارِهِ البَدرُ

رَعاكَ الَّذي استَرعاكَ أَمر عِبادِهِ

وَحَيّاكَ مَن أَحياكَ يا أَيُّها الحَبرُ

فِداؤُكَ مَقبوض اليَدَينِ عَن النَدى

إِذا جادَ كانَ الديكُ بَيضَتُهُ وِترُ

إِذا كانَ أَولادُ الزَمانِ بوجهِهِم

عُبوسٌ فِبشرٌ في أسرته بِشرُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة أسيلة خد دونه الأسل السمر

قصيدة أسيلة خد دونه الأسل السمر لـ أبو الحسن التهامي وعدد أبياتها ثلاثة و ثلاثون.

عن أبو الحسن التهامي

أبو الحسن التهامي

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي