أشادن إن ريمة لا تصاد
أبيات قصيدة أشادن إن ريمة لا تصاد لـ بشار بن برد
أَشادِنَ إِنَّ ريمَةَ لا تُصادُ
وَإِنَّ لِقاءَ ريمَةَ مُستَزادُ
أَشادِنَ كَيفَ رَأيُكِ في صَديقٍ
بِهِ عَقدٌ بِريمَةَ أَو وِجادُ
بِريمَةَ خالَفَت عَيني سُهوداً
وَبِئسَ خَليفَةُ النَومِ السُهادُ
أَشادِنَ لَو أَعَنتِ فَإِنَّ عَيني
لَها سَبَلٌ وَلَيسَ لَها رُقادُ
أُغادي الهَمَّ مُنفَرِداً لَصوقاً
عَلى كَبِدي كَما لَصِقَ القُرادُ
وَأَفرَحُ أَن أُعادَ وَقَد أُراني
أُذادُ عَنِ الحَديثِ وَلا أُعادُ
أَشادِنَ قَد مَضى لَيلٌ وَلَيلٌ
أُكابِدُهُ وَقَد قَلِقَ الوِسادُ
فَأَيُّ فَتىً أُصيبَ بِمِثلِ ما بي
يُصابُ عَلى الهَوى أَو يُستَزادُ
أَشادِنَ إِنَّها طِلقٌ وَإِنّي
أَبا لَكِ لا أَنامُ وَلا أَكادُ
وَما عَن نائِلٍ كَلَفي وَلَكِن
شَقيتُ بِها وَمُزنَتُها جَمادُ
إِذا ما باعَدَت قَرُبَت بِرَأيٍ
وَإِن قَرُبَت فَشيمَتُها البِعادُ
وَقالَت قَد كَبِرتَ فَلَستَ مِنّا
وَلَيسَ لِما مَضى مِنكَ اِرتِدادُ
فَحَسبي مِن مُهازَلَةِ الغَواني
وَمِن كَأسٍ لِسَورَتِها فَسادُ
تَرَكتُ اللَهوَ بَل نَفِدَ التَصابي
وَأَيُّ العَيشِ لَيسَ لَهُ نَفادُ
وَحاجَةِ صاحِبٍ ثَقُلَت عَلَيهِ
حَمَلتُ وَلا يَقومُ لَها الوِجادُ
وَصَفراوَينِ مِن بَقَرٍ وَراحٍ
أَصَبتُهُما وَما حَسُنَ السَوادُ
وَذَكَّرَني الحَمامُ فِراقَ إِلفٍ
عَلى الرَوحاءِ لَيسَ لَهُ مَعادُ
وَيَومٌ في ذُرى جُشَمِ بنِ بَكرٍ
نَعِمتُ بِهِ وَنَدماني زِيادُ
إِذا ما شِئتُ غَنّاني كَريمٌ
لَهُ حَسَبٌ وَلَيسَ لَهُ تِلادُ
يَصُبُّ لِسانُهُ طُرَفاً عَلَينا
كَما تَتَساقَطُ النُطَفُ السَدادُ
فَلَمّا حَثَّتِ الصَهباءُ فينا
وَغَرَّدَ صاحَبي وَخَلا المِسادُ
شَرِبنا مِن بَناتِ الدَنِّ حَتّى
تَرَكنا الدَنَّ لَيسَ لَهُ فُؤادُ
وَعَيشٌ قَد ظَفَرتُ بِهِ كِداداً
أَلَذُّ العَيشِ ما جَلَبَ الكِدادُ
وَأَملاكٌ وَهَبتُ لَهُم ثَنائي
وَلَيسَ كَزاخِرِ النيلِ الثِمادُ
وَجَدتُ لِبَعضِهِم جوداً وَبَعضٌ
كَماءِ البَحرِ أَكدَرُ لا يُرادُ
وَلَيسَ الجودُ مُنتَحَلاً وَلَكِن
عَلى أَحسابِها تَجري الجِيادُ
فَتىً مِمَّن نَزَلتُ بِهِ وَلَكِن
بِرَوحٍ تُكشَفُ الكُرَبُ الشِدادُ
قَريعُ بَني المَهَلَّبِ حينَ يَغدو
بِهِ يَبكي العِدا وَبِهِ يُجادُ
إِذا مَرَتِ الرِياحُ يَمينَ رَوحٍ
جَرَت ذَهَباً وَطابَ لَها الجِلادُ
يَضُمُّ سِلاحُهُ مَلِكاً هُماماً
عَلَيهِ مَهابَةٌ وَلَهُ اِقتِصادُ
وَرِئبالُ العِراقِ إِذا تَداعَت
عَلى أَبطالِها البيضُ الحِدادُ
يَعيشُ بِفَضلِهِ ناءٍ وَدانٍ
كَما تَحيا عَلى الغَيثِ البِلادُ
وَجارِيَةٍ مِنَ الغُرِّ العَوالي
تُزَفُّ إِلى المُلوكِ وَلا تُقادُ
تَسُرُّكَ بِاللِقاءِ وَلا تَراها
وَيُعطي مالَهُ فيها الجَوادُ
أَقولُ لَها وَقَد خَرَجَت بِلَيلٍ
مُناصَحَةً وَلِلنُصحِ اِجتِهادُ
زُري رَوحاً فَلَن تَجدي كَرَوحٍ
إِذا أَزِمَت بِكِ السَنَةُ الجَمادُ
إِذا خَلّى مَكانَ المُلكِ رَوحٌ
فَلَيسَ لِمَن يُطيفُ بِهِ رُقادُ
وَحاسِدُ قُبَّةٍ بُنِيَت لِرَوحٍ
أَطالَ عِمادَها سَلَفٌ وَآدوا
فَقُلتُ لَهُ أَراكَ حَسَدتَ رَوحاً
كَذاكَ المُلكُ يَحسُدُهُ العِبادُ
تَشَدَّد لا تَمُت حَسَداً وَغَمّاً
لِرَوحٍ مُلكُهُ وَلَكَ الكِيادُ
أَغَرُّ عَلى المَنابِرِ أَريَحِيٌّ
كَأَنَّ جَبينَهُ القَمَرُ الفِرادُ
وَضامِنُ عَسكَرٍ وَعِنانُ خَيلٍ
نَهيدُ بِهِ العَدُوَّ وَلا نُهادُ
كَأَنَّ المُستَزيدي فَضلِ رَوحٍ
غَوارِبَ دَجلَةَ الجَونِ اِستَزادوا
أَذَلَّ لِطالِبِ العُضُلاتِ رَوحٌ
فَواضِلَهُ وَعَزَّ بِهِ الجِهادُ
وَقَومٌ نالَهُم بِجَدىً وَقَومٌ
أَصابَتهُم كَتائِبُهُ فَكادوا
أَلا يا أَيُّها الرَجُلُ المُباهي
بِأُسرَتِهِ وَلَيسَ لَهُ عِمادُ
لَقَد قادَ الجُنودَ عَلَيكَ رَوحٌ
بِآباءٍ لَهُ أَمَروا وَقادوا
مِنَ المُتَنَزِّلينَ عَلى المَنايا
وَإِن جَلَبوا لَكَ المَعروفَ عادوا
وَكَيفَ تَراكَ إِن حارَبتَ رَوحاً
هَبِلتَ وَتَحتَكَ العَيرُ الكُدادُ
مُلوكُ القَريَتَينِ تَنازَعَتهُ
وَأَخلاقٌ تَسودُ وَلا تُسادُ
أَبا خَلَفٍ لَكَ الشَرَفُ المُعَلّى
وَبَيتُ بَني المُهَلَّبِ وَالعِدادُ
إِذا شَهِدوا فَأَنتَ لَهُم دُوارٌ
وَإِن غابوا فَلَيسَ بِكَ اِفتِقادُ
تَثوبُ لَكَ القَبائِلُ مُجلِباتٍ
كَما ثابَت عَلى النُصُبَينِ عادُ
فِناؤُكَ واسِعٌ وَنَداكَ ضافٍ
وَحِليَتُكَ السَنَوَّرُ وَالنِجادُ
وَما زالَت يَدٌ لَكَ لِلعَوالي
وَأُخرى لِلسَماحَةِ تُستَجادُ
تَراحُ إِلى العُلا وَتَسوسُ حَرباً
وَلا يورى لِيَقظَتِكَ الزِنادُ
شرح ومعاني كلمات قصيدة أشادن إن ريمة لا تصاد
قصيدة أشادن إن ريمة لا تصاد لـ بشار بن برد وعدد أبياتها ستة و خمسون.
عن بشار بن برد
هـ / 713 - 783 م العُقيلي، أبو معاذ. أشعر المولدين على الإطلاق. أصله من طخارستان غربي نهر جيحون ونسبته إلى امرأة عقيلية قيل أنها أعتقته من الرق. كان ضريراً. نشأ في البصرة وقدم بغداد، وأدرك الدولتين الأموية والعباسية، وشعره كثير متفرق من الطبقة الأولى، جمع بعضه في ديوان. اتهم بالزندقة فمات ضرباً بالسياط، ودفن بالبصرة[١]
تعريف بشار بن برد في ويكيبيديا
بشار بن برد بن يرجوخ العُقيلي (96 هـ - 168 هـ)، أبو معاذ، شاعر مطبوع إمام الشعراء المولدين. ومن المخضرمين حيث عاصر نهاية الدولة الأموية وبداية الدولة العباسية. ولد أعمى وكان من فحولة الشعراء وسابقيهم المجودين. كان غزير الشعر، سمح القريحة، كثير الافتنان، قليل التكلف، ولم يكن في الشعراء المولدين أطبع منه ولا أصوب بديعا. قال أئمة الأدب: «إنه لم يكن في زمن بشار بالبصرة غزل ولا مغنية ولا نائحة إلا يروي من شعر بشار فيما هو بصدده.» وقال الجاحظ: «وليس في الأرض مولد قروي يعد شعره في المحدث إلا وبشار أشعر منه.» اتهم في آخر حياته بالزندقة. فضرب بالسياط حتى مات.[٢]
- ↑ معجم الشعراء العرب
- ↑ بشار بن برد - ويكيبيديا